شمس الشموس
  09.04.2010
 



قوة بسم الله الرحمن الرحيم

سلطان الأولياء مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني

صحبة بعد صلاة الجمعة

السلام عليكم يا عباد الله! إن شاء الله لن نكون أسرى في يد الشيطان، احمنا يا ربنا من الشيطان! أما تعرفون خطاب ربنا: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}، خافوا مني أكفكم في دنياكم وآخرتكم!

أيها المشاهدون، السلام عليكم! سلام الله عليكم في الدنيا وفي الآخرة، وجعلكم آمنين في حفظه وحرزه، ونسأل خاتم الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الشفاعة يوم القيامة (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم". {فَاسُتَعِذْ بِالله}،إنه أمر من السماء أن نبدأ بـ "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". الشيطان أعدى عدو للإنسان. كل طرق الضلالة التي يمشي عليها الناس من مكائد الشيطان. لذلك، لا تنس أن تقول، "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم"!

يسأل العباد ربهم: "إذا كان الشيطان أخطر عدو للإنسان، يا ربنا فكيف نحمي أنفسنا منه؟" وقبل أن يسألوا يرد الله سبحانه وتعالى قائلاً، "يا أحب الخلق إلي، قل لهم، أن يستعينوا على الشيطان، بسيف من السماء!" "وما هذا؟" "إنه، بسم الله الرحمن الرحيم!"

نعم، إنه (الشيطان) أخطر عدو للإنسان، فلو أنك استخدمت كل القنابل الذرية لتدميره وقتله، ما أصابه من سوء أبداً. لأن الشيطان خُلق من النار ولا تصيبه النار بسوء أبداً!

في الحقيقة هو أسوأ معلم للبشرية، في تعليم أساليب الخبث والشر والجرائم. الأسلحة المادية لا تؤثر عليه ولا تلحقه الضرر، أبداً!

لذلك، لدينا أسلحة أخرى، سماوية. لقد وهبنا الله سبحانه وتعالى سيف "بسم الله الرحمن الرحيم"، (مولانا يقف تعظيماً لله سبحانه وتعالى)، الله أكبر، الله أكبر! عظمة الرب سبحانه وتعالى (تظهر) في بسم الله الرحمن الرحيم! سبحان الله! ما مكنوناته لا أحد يعلم! "بسم الله الرحمن الرحيم".

 

قبل خلق الخلائق، خلق الله سبحانه وتعالى اللوح المحفوظ ومن ثم خلق القلم الأعلى  وأمره أن، "يا قلم أكتب على اللوح المحفوظ!" ومن هيبة الخطاب الإلهي، انشق القلم وانسكب الحبر منه وتجهز للكتابة.

فسأل القلم، "يا ربي، وما أكتب؟"

"أكتب، بسم الله الرحمن الرحيم!"

وبدأ القلم الأعلى بالكتابة. ولا يمكنكم تصور حجمه (القلم)! كتب، "بسم الله الرحمن الرحيم". كم من الوقت أخذ القلم الأعلى بكتابتها؟ سبعمائة سنة! وهي تسعة عشر حرفاً. سبعمائة سنة، فيه كل شيء. سبحانه وتعالى ما أعظم ملكه! لا أحد يعلم عظمة ملكه، لا أحد يعلم! لا أحد يعلم من أين يبدأ وإلى أين ينتهي! هو الله سبحانه وتعالى! (مولانا يقف تعظيماً لله سبحانه وتعالى). سبحانك يا الله، سبحانك يا ربنا! (مولانا يجلس).

لذلك، "يا حبيبي، يا أشرف من في الحضرة القدسية، يا حبيبي يا محمد! (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يجلس) أعطيتك ولأمتك، "بسم الله الرحمن الرحيم"، ليحموا أنفسهم، لذا قولوها ولو مرة واحدة في حياتكم!

ولكن الشيطان يقول، "لا تقولوها!" لأنه كلما نطقتم بـ "بسم الله الرحمن الرحيم"، سهم يصيب صدر الشيطان أو ظهره أو يقطع رأسه! لذلك، فهو حانق جداً على من يقولها وحريص أن لا يتفوه أحد بـ "بسم الله الرحمن الرحيم". لذا قولوا، "بسم الله الرحمن الرحيم"، تكونوا في أمان!!

يا علماء السلفية، مرحباً، مرحباً، مرحباً! هل تُعلّمون الأمة مثل هذه الأشياء، أم أنكم تحذون حذو الناس الماديين، ولا تقبلون بالمعنويات (الروحانيات) ولا بالتصوف؟ إنهم لا يقبلون الطرق الصوفية، لأنها تجعل إدراك الروحانيات وفهمها أوضح. والآن، دكاترتنا يقولون، كما يقول علماء السلفية، أن هذه "بدعة"، بدعة! نحن نقول شيئاً عن القرآن الكريم، لا تقولوا، "أنتم كبرتم الموضوع"! لا يوجد ميزان لقياس حجم "القلم الأعلى"! .. ردوا علي! لماذا لا تقولون مثل هذه الأشياء للناس؟ الناس عطشى للروحانيات، لأنهم شبعوا من التكنولوجيا وسئموا منها! التكنولوجيا حولت الناس إلى آلات! لم يبق لديهم إحساس، أبداً! جميع الناس، تحولوا إلى ماديين، وهؤلاء الماديين سيذهبون جميعاً إلى جهنم! كل جمعة يأتي الأئمة ليخطبوا بالناس ويقولوا، "هذه الجماعة على الحق وهؤلاء على الباطل!" يتحدثون فقط عن الماديات. كلام لا روحانية فيه. أجيبوني! هل بُعث النبي صلى الله عليه وسلم ليعلمنا عن الحياة المادية؟ لا أبداً! وإنما جاء ليظهر وليبيّن للناس كيفية العيش بسلام وأمان بدون استخدام التكنولوجيا!! والآن حلَّ في عصرنا أعظم البلاء. حلّ البلاء على الناس من قِبل التكنولوجيا. لذلك، عندما يأتي المهدي عليه السلام، أول ما يقوم به، تدمير جميع الماديات، والتكنولوجيا. الله أكبر!!! الله أكبر كافٍ  لتدميرها!! فقط، عليه أن يقول، الله أكبر! ولن يبقى شيء من التكنولوجيا على الإطلاق؛ سوف يتم إزالتها.

أيها الناس! تعالوا إلى عالم الروحانيات! إن لم تأت فستكون مثل الأشياء المادية، تندثر تحت الأرض، وتصبح تراباً! .. يا ربنا، هب لنا فهماً سماوياً!

وتأتي الإجابة حالاً، "يا عبدي الضعيف، أنت تسأل أن نعطي جميع الناس فهماً سماوياً، ولكن، حتى أبصارهم لا يرفعونها إلى السماء، أبداً! إن كانوا هم لا يطلبونها، فلِم أمنحهم؟ "طلبنا وجدنا!" إنما أعطي لمن يسأل. وهؤلاء لا يسألون! إنهم يطلبون كل شيء من الشيطان ومن ممثليه. الشيطان يقف وراء كل المشاكل هنا، في هذه الحياة الدنيا، كما يقف وراء دخول الناس في نار جهنم في الآخرة!

لماذا؟ لماذا ترفضون ينابيع الحكمة؟ أصبح الناس يستهزؤون على من يتكلم عن الروحانيات ويسخرون منه. الشيطان ضد الروحانيات. لذلك، كل من هو ضد الروحانيات، فهو ممثل للشيطان. لذلك، {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ}! هناك جماعة مثقفة تسمي نفسها  بـ "العلماء السلفيون". أهم يعدون ثلاثون نفراً أم ثلاثون ألف نفر؟ فماذا عنا؟ ألا يعرف أولئك العلماء السلفية أن الله سبحانه وتعالى قد ضمن كتبه السماوية؟ والقرآن الكريم يحتوي على كل شيء! لكن لم يجعل القرآن الكريم أولاً ومن ثم يوم الآخرة! القرآن الكريم يضع لك أولاً غايتك (وجهتك)، ويفتح للناس الطرق ليصلوا إلى غايتهم! ولكن الناس أصبحوا لا يؤمنون بغاياتهم (السماوية). إن لم يؤمنوا بها فمستواهم يهبط إلى مستوى عالم الحيوان. نحن لسنا بهائم، نحن بشر! لدينا وجود خاص. مُنح للبشر خلقاً يفوق جميع الخلائق.

في القرآن الكريم، يقول الله سبحانه وتعالى للملائكة، {إِنّي جَاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَة}، (البقرة 30). هنا "جاعلٌ" يعني أن وجودهم حقيقة، كان مخفياً في محيطات القدرة الإلهية ومحيطات الخلق. معنى هذا الكلام أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يحضرهم إلى الوجود، والملائكة لا تعرف عنهم شيئاً، لأنه لا أحد يعرف ماذا يخبَّئ في محيطات خلق الله سبحانه وتعالى! يقول الله سبحانه تعالى، "إنّي جاعِلٌ"، سأبعث خلقاً جديداً، يكونوا خلفائي. ليست هناك رتبة أعلى من رتبة الخليفة! خليفة تعني وليّ العهد. الله أزلي أبديٌ من الأزل إلى الأبد؛ ليس له بداية ولا نهاية. ولكنه أراد أن يمنح هذا المخلوق الجديد تشريفاً وتكريماً؛ للبشرية. وبعد أن خلقهم قال لهم رب السموات، "يا عبادي، لقد خلقتكم وسأرسلكم إلى الدنيا، فاحذروا! لقد خُلقتم من أجل ربكم؛ خلقتكم من أجلي وخلقت العالم من أجلكم!"

يا علماء السلفية! أليس هذا صحيحاً؟ ألا تتحدثون عن مثل هذه الأشياء؟ ألا تقرؤون؟ ألا تعرفون مثل هذه الأشياء؟ لماذا خلق الله البشر، ألأجل الدنيا أم لأجله هو سبحانه وتعالى؟ {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونَ}، (الذاريات، 56) هذا عربي أم تركي؟

أيها الناس! ماذا تفعلون؟ كل ما تقومون به من عمل من أجل الدنيا، لا شيء لربكم، وقد خلقكم الله سبحانه تعالى لعبادته! لماذا لا تقولون يا خطباء المنابر كل يوم جمعة للعالم الإسلامي بداية ومن ثم لكافة الأمم، "أيها الناس! أنتم لم تُخلقوا من أجل الدنيا وإنما خلقكم رب السموات لعبادته وحده!" ماذا تفعلون؟ ما هذا الغباء؟ لماذا لا تحرصون على مثل هذه الأمور؟ وأنتم تعرفون جيداً الحديث الشريف، "الدين النصيحة!" (رواه البخاري ومسلم). أين نصيحتكم للأمة؟ كل أسبوع تتحدثون عن أشياء ليست ضرورية! وأهم شيء هو:

{وَذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}، (الذاريات، 55).

ذكّروهم لأن من طباع الناس النسيان، لذلك ذكّروهم أنهم خُلقوا من أجل خالقهم وليس من أجل الدنيا! ليس هناك شرف، يمكن أن يتصوره إنسان، أعظم من عبادة الله سبحانه وتعالى! خُلقنا من أجل العبادة، ولكننا نسعى لنكون خداماً للدنيا، ليس فقط خداماً وإنما عبيداً للدنيا!

أيها الناس، السلام عليكم! هذه منحة سماوية لكافة الأمم عبر الشرق والغرب وعبر الشمال والجنوب، ليعرفوا عن غاية خلقهم. أولاً وقبل كل شيء، عليهم أن يُعلّموا أطفالهم، لماذا خُلقوا، ومن خلقهم!

 

غفر الله لنا.

الله الله الله الله الله الله عزيز الله.

الله الله الله الله الله الله سبحان الله.

الله الله الله الله الله الله سلطان الله.

 

يا ربي ابعث لنا رجلاً ربانياً يجمع قلوبنا  على محبتك وطاعتك! نحن ننتظر أن يأتي إلينا سلطان يهزم الشيطان والجماعات الشيطانية التي على ظهر هذه الأرض. يا ربنا! ابعث لنا سلطاناً يرفع راية الإسلام عالياً؛  يرفع رايات سماوية على وجه هذه الأرض، واجعلنا تحت تلك الرايات في هذه الدنيا وتحت لواء الحمد في الآخرة، بجاه أشرف من في الحضرة القدسية، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم! (مولانا يقوم تعظيماً).

اللهم صل وسلم على نبينا محمد عليه السلام، صلاة تدوم وتهدى إليه ممر الليالي وطول الدوام.

الفاتحة.

 
  3004474 visitors