شمس الشموس
  1 . لا يوجد قومية
 

بسم الله الحمن الرحيم

لا يوجد قومية في الأخوّة في الإسلام

توبة يا ربّي , توبة يا ربّي , أستغفر الله

شكر يا ربّي , شكر يا ربّي , شكر , الحمد لله !

أرسل الله عزّ وجلّ الإسلام بقوانين سماوية لا تقتصر على الصلاة والعبادات , بل من أجل ترتيب العلاقات بين الناس والأمم والمجتمعات حتّى يتسنّى لهم أن يحكموا أنفسهم من خلال الإسلام . من خلال إتّباع الإسلام تصبح العلاقات جيّدة بين البشر فلا يتسنّى للشيطان أن يتدّخل بينهم فيزرع العداوة في قلوبهم . الشيطان هو أسوء عدو لبني آدم . إنّه يزرع الغيرة والحسد في قلوب الناس اللذان يوقدان نار الفتنة بينهم . فهو يحاول أن يجلب كلّ شيء سيء ليحطّم بني آدم . فالفتنة تأتي بإستمرار من الشيطان ومن أتباعه . وعندما يتبّع الشيطان تصبح الأمم أعداء لبعضهم البعض .

لقد وصلني علم من المعرفة القديمة , تلك المعرفة المستقاة من الكتب المقدّسة أنّه في آخر الزمان ستتقاتل الأمم فيما بينهم . كانت الأمم قديما تتقاتل ضدّ بعضها البعض أمّا الآن فإنّهم يتقاتلون فيما بينهم . فهو مكتوب بأنّ شعب الأمّة الواحدة سيصبحوا أعداء وسيتقاتلوا مع بعضهم البعض . الآن يتقاتل العالم الإسلامي مع بعضه البعض ويبتعدوا عن القوّة الكبيرة والعظيمة الممنوحة من الإسلام ( هيبة الإسلام ) .

العرب يتقاتلون مع العرب والأتراك يتقاتلون مع الأتراك . الفرس يحاربوا بعضهم البعض وكذلك الأفغان . الآن يحارب العالم الإسلامي بعضه البعض وأصبحوا أعداء لبعضهم البعض . وهذه أحد أكبر علامات إقتراب يوم القيامة . ونحن الآن في هذه الأيّام ولا يوجد شفاء أو حلّ للإنسانية وخاصة للعالم الإسلامي . إن عدد المسلمين في العالم الإسلامي اليوم يقدّر بمليار ونصف , وقد تنبأّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم ذلك سابقا وقال بأنّ عدد المسلمين سيكون بالملايين . سيكونوا عدد كبير لكن مفعولهم سيكون كالرغوة على سطح الماء . إنّنا الآن في هذا الزمن والناس لا يفهموا ذلك .

المسؤولية الأولى تقع أولا على عاتق العرب لأنّه من خلالهم ورث القرآن وقواعده . لكن العرب الآن يركضوا وراء الغرب وطرقه . لا يمكنكم إتّباع غير المسلمين , لكنّ العرب الآن يتبعوا الطرق الغربية أيضا . سيعاقب الله عزّ وجلّ المسلمين العرب  سبع مرّات أكثر ممّا يعاقب فيه المسلمين الآخرين .

لا يوجد قومية في الإسلام " إنّما المؤمنون أخوة " , يقول الله عزّ وجلّ  بأنّ المؤمنون أخوة وأخواة . لا تقل أنا عربي , أنا تركي , أنا كردي , أنا إنكليزي أو أنا طلياني " . كلاّ نحن مؤمنون , نحن مسلمون ولا يوجد شرف أعلى من ذلك . لكنّ الناس تتبع الآن الطرق الشيطانية فتارة نسمع العرب يقولوا نحن أفضل , وطورا يقول الأتراك بأنّهم أفضل من الأكراد . يقول الإيرانيون أنّنا لا نهتمّ لأحد وبأنّنا الأوائل . الليبيون , المصريون , الصوماليون , العرب وغيرهم يدّعوا بأنّهم الأفضل لكنّهم جميعا على الطريق الخاطئ .نطلب أن نتّبع الخطوات الصحيحة . نطلب من الله عزّ وجلّ أن ينير طريقنا . لإتبّاع الطريق القويم على الإنسان أن يتبع الخطوات الصحيحة . فبخطوات خاطئة لا يمكن أن يمشي على الطريق القويم . فالخطوات الخاطئة ستؤدّي بك إلى النار , النار التي نعيش فيها الآن . هذه هي نار الدنيا وهي لا تقارن بنار جهنّم . أيّها الناس فكّروا فيما أقول . لا يشرّف الأمم القول أنا أفضل من ذلك أو تلك الأمّة . فقط  الذين يتّبعوا التعاليم المقدّسة والذين يتبعوا الخطوات الصحيحة سيشرّفوا وسيقبلوا في الحضرة الإلهية . إنّني أقول ذلك لجميع الأمم . لا يستطع أحدهم أن يعترض على ما أقول . إذا إعترض أحدهم سيكون كافر .

حتّى الأديان الأخرى تدعو أتباعها أن يقبلوا الخدمة لخالقهم . فهم لا يدعوا الناس ويقولوا أنّ الإنكليز هم الأوائل , والفرنسيين في المرتبة السادسة والطليان والألمان في المرتبة كذا وكذا . كلا ذلك خطأ . فالكنيسة الإنكليزية , والكنيسة الرومانية  , والكنيسة القسطنطينية , والكنيسة الدمشقية , والكنيسة الإسكندرية كلّهم على خطأ والكنيسة الوحيدة هو إتّباع الله عزّ وجلّ وأوامره وليس الألقاب سواء في المسيحية أو في الإسلام . فكلّ من يتعلّق في الدنيا هو خاطئ وكاذب .

أيّها الناس حاولوا أن تتواضعوا لله تعالى حتّى يدعوكم " يا عبادي " . هذا شرف لنا . لن يدعو الله عز وجلّ العديد من الناس " يا عبادي " . بدلا من ذلك سيدعوا الملائكة ليجلبوا " خدّام الشيطان " وسيدعون إلى المحكمة الإلهية . لن يدعوا الله عزّ وجلّ هؤلاء الناس " بيا عبادي " . فالعبودية هي أعلى مرتبة في الحضرة الإلهية . لكي تدعى بعبدي كذا أو بعبدي ذاك , شرف كبير للبشر .

سلطان العارفين أبا يزيد البسطامي كان يقول مرّة " كلّ يخاف يوم القيامة , أمّا أنا فأنتظره بفارغ الصبر حتّى أسمع ولو لمرّة واحدة " ياعبدي يا أبا يزيد تعالى إلى المحاكمة " . هذا في غاية اللذة لي . إنّه حلو جدا . إنّه يكفيني لأبد الآبدين . فأنا لا أحتاج للجنّة . فالله عزّ وجلّ يخاطبني بإستمرار ويجلعني سكران بالفرح والعذوبية وبكلّ شيء ... آه ...."

أيّها الناس حاولوا حتّى تدعون " يا عبدي تعال إليّ " . إنّه بالفعل محزن جدا أن لا تدعى بإسمك في الحضرة الإلهية , ولهؤلاء الناس سيدعو الله عزّ وجلّ ملائكته ويقول لهم " إسأل هذا العبد ألم أخلقه ؟ ألم أعطه كلّ ما هو بحاجة  له ؟ أمّا هو فلم يعطني حقّي أو يحافظ على إحترامي وجلالتي . أنظر إلى هذا العبد لم يفعل أيّ من ذلك خذه من هنا   ولا تجلبه إلى حضرتي الإلهية " .

أيّها الناس لقد إنتهى الوقت الآن , وكلّ شيء سينتهي . الكلّ سيموت . إذا لم تموتوا اليوم ستموتوا غدا . إذا لم تموتوا هذه السنة ستموتوا في السنة المقبلة . في يوم من  الأيّام سيأتي الموت عليهم وسيذهب الجميع . لذا إنتبهوا كيف سيتمّ مخاطبتكم من الله عزّ وجلّ يوم القيامة في يوم البعث .

فليسامحني الله عزّ وجلّ وليبارككم لشرف أكثر الخلوقات شرفا في الحضرة الإلهية سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم .      

 
  3004741 visitors