شمس الشموس
  2 -
 

2

بسم الله الرحمن الرحيم

هناك نوعين من الإيمان . الأول حقيقي والآخر تقليدي . الإيمان الحقيقي يجلب النور إلى قلب الإنسان  وإذا لم يحصل ذلك فإنّه يقلّد فقط الإيمان الحقيقي . إنّ علامات الإيمان الحقيقي ثلاثة . الأولى  ، القدرة للإستماع إلى تسابيح جميع المخلوقات ،وكيفية إدّاءالثناء والإحترام لخالقهم . يخبرنا القرآن الكريم لا يوجد شيء في الكون ألاّ ويسبح خالقه حتّى الكائنات الغير حيّة . في يوم من الأيام أخذ الرسول صلّى الله عليه وسلّم حفنة من الحصى وجعل الصحابة الذين بصحبته يستمعون لتسابيحهم . أراد الرسول صلّى الله عليه وسلّم بهذه المعجزة إعطائهم الإيمان الحقيقي . العلامة الثانية  ، هو أن يفتح الله عزّ وجلّ قلبه لينابيع الحكمة ليرى الحكمة وراء جميع الأشياء في الكون وهدفهم وموقعهم . فمثلا جوهر الوردة تكوّن قطرات صغيرة على سطح أوراق الوردة ، وهذا له حكمة أو ما يسمى  معرفة علم جوهر الأشياء . ثالثا ,لا يوجد هناك أيّ حاجز بينه وبين البرزخ ، العالم السماوي . بإستطاعته لقاء أي كان من عالم البرزخ ،دون أيّ حاجز،  كروح أي نبي أو ولي . لطالما لم تظهر عندك هذه العلامات الثلاثة فعليك أن تعرف بأنه ما زلت محجوبا وغير منفتحا على نور الإيمان . يقول الله في كتابه الكريم ( النساء , 136 ) " يا أيّها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزّله على رسوله " . وهنا يتوجه الله تعالى إلى المؤمنين لكي يحسّنوا إيمانهم وأن لا يتوقفوا على تقليد الإيمان الحقيقي . فالطرق الصوفية تحضّر المريديين للإيمان الحقيقي . معنى المريد أي ذاك الذي يسأل . وعن ماذا يسأل ؟ إنّه يسأل عن الإيمان الحقيقي . 
 
  3011229 visitors