شمس الشموس
  3. الإنجذاب الروحي
 

بسم الله الرحمن الرحيم

3. الطريقة النقشبندية العلية , الإنجذاب الروحي وغزو القلوب

إنّ غزو القلوب أهم بكثير من غزو العالم بأكمله . وهذا مهم جدا . فمن صفات الرسول صلّى الله عليه وسلّم غزو قلوب الناس . عندما تغزى القلوب تستسلم . لقد عمل الرسول صلّى الله عليه وسلّم ولمدّة ثلاثة عشر سنة من أجل توطيد الإيمان . عندما وطد الإيمان إستطاع أن يغزو قلوب الناس , فمركز الإيمان هو القلب . هكذا سلّم صحابة الرسول رضي الله عنهم لله عزّ وجلّ وإستطاعوا أن يصلوا إلى مرتبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم . نعم , إلتمسوا نور الإيمان منه,  وإنتشرت هذه الطريقة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب .

 نحن بحاجة في هذا الوقت إلى أناس ليغزو القلوب  وليس لدكاتره في الشريعة . أجل نحن بحاجة إلى أناس بمقدورهم غزو القلوب ثمّ التحكّم بها . إذا تمّ غزو القلوب ولم يسيطر عليها فإنّه بمقدور الشيطان أن يعود ثانية ويتحكّم بها . لا يمكن التحكّم بالقلوب إلاّ عن طريق الذكر وعن طريق إتبّاع الطرق الصوفية .

إنّ القوّة الروحية في الطرق الصوفية الأربعين , ما عدا الطريقة النقشيندية العلية  وصلت إلى حالة ركود . فالطرق الواحد والأربعين الذين إعترف فيهم أهل السنّة والجماعة أربعين منهم توقفّوا عن الإمداد الروحي . لم يعد هناك قوّة روحانية تمدّهم . طبعا تصلهم بعض القوّة من وقت لآخر  . هؤلاء الطرق الأربعين كانوا كينابيع تسري من خلالهم البركة الإلهية . اليوم توقّفوا جميعا ولا يسري من خلالهم بركة تستطيع أن تغزو قلوب الناس وتتحكّم بهم . لا يمكن فعل ذلك الآن إلاّ في الطريقة النقشبندية العلية التي لديها الإرشاد الكامل (الجذبة الروحية المتكاملة ) .

أولئك الذين يحافظون على القيام بالذكر في الطرق الأخرى حصلوا على ذلك بإذن مسبق .أذنوا لإقامة الذكر , أمّا بالنسبة للإرشاد فلا قوّة لديهم بذلك . عندما يموت شيخهم لا يستطيعوا الإستمرار مع شيخ يساوي سابقه بالقوّى الروحية , لذا تضمحّل هذه الطاقة وتنتهي مع الوقت . اليوم نحن بأمسّ الحاجة إلى رجال ذو قوّة من أجل الإرشاد ومن أجل غزو قلوب الناس لتفتح قلوبهم  وللسيطرة عليهم . إذا كان أحدكم يعرف أناس في الطرق الأخرى على هذا المستوى من القوّة فليخبرني عنهم .

الطرق الموجودة حاليا من الشرق إلى الغرب يعملون بطريقة رسمية لكن لا ترى قوّة فعليّة لهم . أمّا بالنسبة للناس الذين يتبعون هذه  الطرق فيحصلون على قليل من الإنتعاش عندما يجلسوا في حلقات الذكر . لكن عندما يغادروا هذه الحلقات لا يوجد طاقة للسيطرة عليهم . وهذه إحدى علامات ظهور المهدي عليه السلام . وهذا الكلام موجّه أيضا إلى العلماء  (دكاترة القانون والناس المثقّفة ) . فطاقتهم الروحية تضمحلّ أيضا . اليوم يوجد القليل من العلماء الذين يتوجّهون إلى الناس والذين يعلّموهم حاجتهم . فالعلماء أيضا في حالة إنحطاط .

في الوقت الحاضر تأتي جميع القوّة من خلال الطريقة النقشبندية لأنّ قوّتها تزداد يوما بعد يوم ولا تتضاءل وقادرة على التأثير على قلوب الناس . هناك جذبة في الطريقة النقشبندية . جذبة الطريقة تعني الجذبة الإلهية القادرة على حمل قلوب الناس والتحكّم بها . هذا يأتي فقط من خلال الطريقة النقشبندية وإلى كلّ من يتعلّق قلبه بها . نتمنّى من الله تعالى أن يجعل الناس يربطوا قلوبهم . نحن في هذه الأيّام في غاية الحاجة إلى هذه الطاقة  .

نتمنّى أن لا تفرّق النزاعات والمشاجرات الناس وأن يصبحوا مجذوبين إلى طريق الله سبحانه وتعالى . الناس بحاجة أن يكون هناك سلام في قلوبهم ولا يتحقّق ذلك إلاّ عن طريق الذكر . جميع الطرق تقوم اليوم بالذكر الذي يجري على اللسان . أمّا الطريقة النقشبندية فتتبع الذكر الذي يجري عن طريق القلب وهذا هو الذكر الذي يستطيع التحكّم بالقلوب . إذا لم يأت الذكر من خلال قلب الذاكر فإنّ الشيطان بقدرته الوصول إلى ذلك القلب . عندما يكون هناك ذكر في قلب الإنسان يهرب الشيطان بسرعة من ذلك القلب . الذكر في الطرق الأربعين الأخرى لا يدخل القلب . لا يوجد عندهم الإذن ليدخلوا إلى قلوب الناس وليتحكّموا بها . فالطريقة النقشبندية العلية هي الوحيدة القادرة على ذلك .

اليوم يستعمل جميع الأئمة طاقتهم من خلال الطريقة النقشبندية العلية حتّى سيّدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني قدّس الله سرّه . فهو لديه القدرة على التحكّم بقلوب مريديه منذ زمنه حتّى هذا الوقت الحالي . يوجد في الطريقة القادرية إمام واحد أو بالأحرى عامود أو دعامة واحدة وهو الشيخ محي الدين عبد القادر الجيلاني قدّس الله سرّه . فهو يستعمل الآن القوّة النقشبندية للتحكّم بالقلوب . إنّه على إتّصال بسلطان الأولياء الذي هو أعلى درجة في الأولياء والذي يتحكّم اليوم بالعالم بأكمله . فقلبه متّصل بسلطان الأولياء . إذا إستطاع أئمة الطرق الأربعين أن يصلوا قلوبهم بالطريقة النقشبندية كما يفعل الشيخ عبد القادر الجيلاني قدّس الله سرّه يصبح بقدرتهم التحكّم بقلوب مريديهم .

إذا لم يصل الذكر إلى القلب لا يستسلم الجسد . وإذا لم يستسلم الجسد لا تكون القلوب جاهزة للإيمان الحقيقي . فالذكر هو الذي يدفع الشيطان عن القلب . إنّ الأمانة الإلهية والبركات السماوية لن تصل إلى قلب المريد مادام قلبه عرضة للتأثير الشيطاني . إذا كان الشيطان مازال في قلوبهم لن يحصل الكشف لديهم. فهم لن يستطيعوا النظر إلى الملكوت والسماء وإلى كلّ ما يمكن أن يكشف من خلالهم . لن يستطيعوا النظر إلى كلّ هذه الأشياء سوى من خلال قوّة وأنوار الذكر الذي يجب أن يصل إلى قلوبهم . عندما يصل نور الذكر إلى قلوبهم سيروا أمامهم ووراءهم وسيستطيعوا النظر إلى الماضي والمستقبل . إذا وصلوا إلى هذه العلوم الخفية ( أيّ الكشف ) سيكون بمقدورهم أينما وجّهوا هذا النور أن يصبح هذا الإتجاه واضح لهم ومفتوح أمامهم لرؤية الأشياء .

لذلك يأتي في الوقت الحاضرالكثير من غير المسلمين إلى الطريقة النقشبندية . فالطرق الأخرى ليس بمقدورها تحمل غير المسلمين في العقيدة لمدّة طويلة , فهم يغادروا بسرعة وبعد وقت قصير . فأنا ألقيت نظرة على العديد من الطرق في أوروبا . لا يبقى فيها بعد مدّة قصيرة من غير المسلمين أحد . وعندما يغادر الغير مسلمين هذه الطرق يتركوا الإسلام أيضا . الطريقة النقشبندية قادرة على حمل كلّ من يأتي إليها من الشرق إلى الغرب .

سيأتي المهدي عليه السلام ونتمنّى أن يأتي بأقرب وقت ممكن . الأحداث التي نرقبها الآن ستستمرّ حتّى الحدث الأكبر في الدنيا , يوم القيامة . فالمهدي عليه السلام سيأتي بعد حرب كبيرة , والحرب ستكون المحضّرة لمهمّته . إذا أولا سيكون هناك حرب ثمّ سيأتي المهدي عليه السلام . لن تستطع أيّ قوّة كان إيقاف هذه الحرب سوى قوّة هائلة كقوّة المهدي عليه السلام . ستتوقف فقط بالقوّة الهائلة التي يملكها الإسلام . سيظهر الله عزّ وجلّ هذه القوّة الهائلة للإسلام لغير المسلمين والمشركين .

قوّة واحدة , قوّة التكبير من محيط القوّة , سوف تستعمل لذلك . فكلمة الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر سوف تستعمل لإيقاف قوّة التكنلوجيا التي يثق فيها الغير مسلمين والكافرين من أجل القضاء على الإسلام . لقد أعطى الله عزّ وجلّ هذه الصلاحية للمهدي عليه السلام للقضاء على جميع الكافرين . ستسحب منهم قوّة التكنلوجيا وسيتوقف عمل أسلحتهم .

هناك وليّ واحد بعهدته القدرة على إيقاف هذه التكنلوجيا أو إبقائها على ما هي عليه . فمهمّته القضاء عليها . وهذه هي مهمّة المهدي عليه السلام . عندما يأتي المهدي عليه السلام سيكون موجود أيضا  آخر المشايخ في الطريقة النقشبندية . هناك 7007 إمام في الطريقة النقشبندية , وجميعهم في المستوى ذاته من القوّة. نعم والأخير سيكون مع المهدي عليه السلام .

سيأتي المهدي لينظّم جميع الأمور الخارجية ولن يترك أيّ سيء لا يتماشى مع الشريعة . فهو لن ينظر إلى القلوب . النظر إلى القلوب متروك إلى آخر إمام في الطريقة النقشبندية , الذي بقدرته النظر إلى قلوب جميع الناس ولجلبهم تحت السيطرة الإلهية فيحرّم على الشيطان الإقتراب من قلوبهم .

لذلك تصل الآن هذه القوّة الروحية شيئا فشيئا من الشرق إلى الغرب . وهذه القوّة الروحية تعمل على القلوب . مهمّتنا  محدودة على الصعيد المادي أمّا على الصعيد الروحي فهي قويّة جدا .

الآن هو وقت تحضير القلوب لقبول ذكر الله عزّ وجلّ ولقبول النور وللعمل على أنوار الإيمان لتجهز القلوب للحضرة الإلهية ولحضرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم . إنّنا نقوم الآن ببعض الممارسات القصيرة ونظهر بعض العلامات من خلالها حتى يتسهّل لنا بناء القوّة الفعلية للطريقة النقشبندية . فليبارككم الله عزّ وجلّ ولينير قلبنا وقلبكم بالذكر المقدّس .  

 
  3004682 visitors