شمس الشموس
  التصوف
 

بسم الله الرحمان الرحيم

التصوف أصل الدين



الذي عنده قوة يعطي. إذا لم يكن عندك قوة ماذا تعطي؟ عليك أن تعرف حدك. النفس مركب النفس. هذا أصل الفساد. أعط كل ذي حق حقه. المركب له حق والروح لها حق. أنزل الناس منازلهم. أنزل نفسك إلى مقام المركبية. ما دامت النفس تحكم الإنسان لا يكون عبدالله. ولا تفتح السماء ممنوع ان يدخل في ملكوت الله الذي تكون نفسه حاكمه وسلطانه. لو طلع إلى السماء سيقال له ارجع ويرد. لم يترك حيوانية إلى ملكوتيته. الذي تخلص من سلطة النفس أصبح ملكوتيا او أصبح ربنيا. وإلا كلام بكلام. النا س سائرون و راء الكلام بكلام. لكن تطبيق هذا الامر صعب. لان النفوس لا ترضخ. النفس لا ترضى أن نؤخر نفسها وتقدم الروح وتقول لها تفضلي واحمني. هل سمعت رئيساً يقول لإنسان تفضل أنت الرئيس و نحن الخدام. سيدنا سليمان فقط كان له هذا السر. حكم به خادما. حتى يستمد منه القوة التي كانت لديه. جعله وزيره. مكر به حتى اتخذه وزيرا. لذلك فإن الانسان يحتاج إلى وزير يرتب أمره حتى يسترد سر السلطة من يد مركبه أو دابة، من يد ألخادم التي هي النفس و يعيده إلى سلطان الروح. ما لم تحقق هذا فإنك أنت و مركبك سوية. هويتك تظهر على الكميوتر هنا: حيوان ردوّه! هذا سلطان أهلاً وسهلاً. فليدخل. يسألون عن التصوف ما هو ومتى بدأ؟ التصوف أصل الدينز يجعل الإنسان حاكما لمركبه. كل الديانات جاءت لتحقيق ذلك. الرسل لماذا بعثوا؟ لتخليص الناس من سلطان دابتهم أو مركبهم. لهذا فإن أبو جهل وأضرابه قاموا الرسول () ودعوته لأنهم كانوا عبيد دابة نفوسهم. لسان حالهم كان يقول: كيف نعطي سلطاننا للروح؟ أبدا. نحن نموت ولا نقبل بذلك.

 

التصوف أصل الدين. العدل هو وضع الشئ في محله. وضع الشئ في غير محله ظلم. لو تمسك الانسان ببعض الحقائق لأمكنه استراداد العلم ولعاد الحكم ليده. وضع الشئ في محله. ضع نفسك في إسطبل حيث مقامها، واترد سيادتك منها واجعل روحك على العرش. دابتك تجلس على الكرسي وتحكم؟ خطأ وخطيئة. استغفرالله. الله لا يعطي دابتك ما عنده. بل يعطي لسلطان روحك.

 

لو كنت سلطانا يعطيك خزائنك. إذا تغلبت نفسك على روحانيتك فإنه يمنع. لا يعطي. هذه الأمنة لا تعطي إلا لمن أصبح رشيدا. بلوغ الشئ رشد الشئ. يجربك. إذا بلغت، يجربك إذا بلغت، يجربك إذا وصلت مقام الرشد وصادق جميع الاولياء على ذلك وصادق الرسول() على شهادة الأولياء، عندها فإنك تعطى. ليس الامر بكثرة الكلام وبكثرة الحفظ. فالذي ينظر إلى المرء يعرفه هل سلطانه المركب أم روحانية. يا رب يسر أمرنا.

 

الشيخ ناظم الحقاني ـ دمشق 20ـ6ـ1998

 
  3107540 visitors