شمس الشموس
  الامام الرباني أحمد السرهندي
 

بسم الله الرحمان الرحيم


المجدد الغوث الامام الرباني الشيخ أحمد السرهندي


مقام الشيخ أحمد السرهندي

ولد شيخ أحمد السرهندي الفاروقي سنة 971هـ في بلدة سرهند. و استخرجوا تاريخ ولادته من لفظ خاشع 971 و عرض له بعد أيام من ولادته ما يعرض علي الصبيان من مرض فجاء به والده شيخه شاه كمال القادري فقال له شيخه لا تخف انه يكون ذا عمر طويل و صاحب أحوال السنية

نشأته

فنشأ في جحرتربية والده فأخذ منه مبادى كتب العرب و حفظ القرآن الكريم في ضغره و استظهر عدة من المتون في أنواع العلوم مع اتقان المنطوق و المفهوم. ثم رحل إلى سيالكوت و قرأ هناك علي مولانا كمال الدين الكشميري - و هو أستاذ مولانا عبد الحكيم السيالكوتي - بعض كتب المعقولات . و أخذ الحديث مولانا يعقوب الكشميري الصرفي و ايضا أخذ الحديث في الحرمين الشريفين من كبار المحدثين مثل ابن حجر المكي و عبد الرحمن ابن فهد المكي و حصل إجازة كتب الحديث و التفسير و بعض كتب الأصول. و لم يبلغ من العمر سبعة عشرة سنه الا و قد فرغ من تحصيل علوم الدراسية و تحقيقها و تدقيقها


الطريقة القادرية و الجشتية من والده فأجازه في هذين الطريقين. فاشتغل في حياة والده بدرس علوم الظاهرية للطالبين و تعليم الطريقة ايضا للسالكين و صنف في تلك الفترة بعض الرسائل مثل رسالة التهليلية و رسالة رد الروافض و رسالة اثبات النبوة .و كان له يد طولى في علوم الادبية و كان من الفصاحة و البلاغة و سرعة الاستحضار و شدة الزكاء و الفطنة بجانب عظيم من مكان و مكين.
و قد استفاد في اثناء تحصيله

بيتعه للخواجه محمد الباقى بالله

ان الشيخ مع و جود هذه الكمالات كان عطشان القلب خصوصا للطريقة النقشبندية و كان قد طالع بعض الرسائل المؤلفة فيها و كان كثير الاشتياق لملاقاة واحد من اربابها و لما توفي والده خرج لأداء فريضة الحج و لما دخل بلدة دهلى كرسي سلطنة بلاد الهند و وصل هناك الي صحبة شيخه الشيخ محمد الباقى بالله بدلالة بعض أصحابه فبايعه بعد يومين من ملاقاته في الطريقة النقشبندية العلية و لازم صحبته فكشف له ما لم يكشف من أسرار الحقيقة و ظهر له من الحالات ما لم يظهر لغيره عشرة عشيرة في عدة من السنوات.

 اجازة مطلقة من الشيخ في الطريقة النقشبندية

فبعد مضى شهر و عدة أيام على هذا الحال اجازة الشيخ في الطريقة النقشبندية إجازة مطلقة و أمره بالرجوع إلى و طنه فرجع و جلس على مسند الإرشاد و الافاضة و شرع في هداية الطالبين و تربية السالكين بكمال النشاط. و انتشرت كمالاته في سائر الأقطار فتهافت عليه العلماء و الفضلاء و الأمراء من جميع الديار و كان يحرض اصحابه التمسك بالشريعة و احياء السنة النبوية و العمل بما فيها و اجتناب البدعات المخالفة . و كان يحث على ذلك امراء عصره و حكام دهره بواسطة مكاتيب عديدة حتى استنارت أقطار الهند و ما يليها بنور السنة النبوية .


مقام الشيخ أحمد السرهندي

تسديد فتنة توحيد الوجودي الضال

ان اقوي سبب هيجان الفتنة هو انكار التوحيد الوجودي و اثبات التوحيد الشهودي فان اسماع كثير الناس و اذهانهم كانت مملوءة بمسألة التوحيد الوجودي مذ اربعمائة سنة يعني من عهد الشيخ الأكير محيي الدين ابن عربي إلى عصره . و انكار الشيخ لنظرية وحدة الوجود ليس كمثل انكار علماء الظاهر بل هو يصدق المقام الذي يتكلم عنه الوجودية و يسلمه و يقول ان مقصود الحقيقي فوق هذا المقام و يثبت الغيرية بين الحق و الخلق بخلاف الوجودية فانهم يثبتون العينية بين الحق و الخلق.

مؤلفات الشيخ



    زاوية و مسجد و مقام الشيخ أحمد السرهندي    

من اثنى عليه من معاصره

خواجه محمد الباقي بالله
فاول من اثنا عليه شيخه خواجه محمد الباقي بالله و استفاد منه كسائر المريدين كما بين ذلك في مكاتبه و لهذا سميت الطريقة الخاصة به الطريقة المجددية و كان الشيخ يستفيد منه تلك الطريقة الخاصة قال فيه ان الوفا من النجوم امثالنا تتلاشي و تضمحل و اشعة انوار شمسه فلو لم يوجد الا هذه الشهادة من شيخه لكفت دليلا على فضله الشامخ
مولانا عبد الحكيم السيالكوتي
فكان يعظمه تعظيما بليغا و يشنع على المنكرين باشد التشنيع و يقرر بأنه مجدد الالف الثاني و قيل انه أول من اطلق عليه هذا الوصف

و قال واحد من معاصره حين سمع خرافات بعض المعاندين ان الحق ان مزاج اهل الزمان ليس لائقا لادراك حقائق هذا العزيز فلو كان في ايام السلف لعرفوا قدره و مرتبته و درجة كلامه

قال واحد في حقه ان كتب القوم

  • اما تصنيف
  • و اما تأليف

و التصنيف أن يحرر الشخص ما هو حاصله من العلوم والاسرار و النكات و المقامات والتأليف أن يجمع شخص كلامات غيره بترتيب جيد و قد مضت مدة برفع التصنيف من العالم و ما بقى الا التأليف و انا ان لم اكن من مريده لكن الحق بان مكاتببه تصنيفات لا تأليفات فكلما امعنت النظر فيها لا ارى فيها نقل عن الغير الا على الندرة و الضرورة و عامتها المكشوفات و ملهماته الخاصة و كلها عالية مقبولة مستحسنة و موافقة للشريعة المطهرة.

مريديه

و من كبار مريديه

  • السيد آدم البنوري
  • مير محمد نعمان البدخشي
  • شيخ تاج الدين الهندي صاحب الرسالة التاجية




     مسجد الشيخ أحمد السرهندي



 
  3082582 visitors