شمس الشموس
  12.08.11
 

Vol 8 issue 5

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الروحانية

علينا بالعودة إلى روحانياتنا . هذا فرض على الإنسانية . الحياة الحديثة قضت على الدين والروحانية عند البشر . لم يعد هناك ما يدعى بالإيمان  . فالناس يعتبروا أنفسهم جسد حيواني فقط . لذلك تراهم  يسعوا إلى تحقيق ما يتطلّبه الجسد الحيواني , إمّا للعثور على طعمة السعادة أو , وهي الأكثرية الساحقة , للهروب من تعاسة وبؤس الحياة الفارغة , منتظرين مستقبل لا أمل فيه . يا للتعاسة !

حياة سعيدة

الجميع يسعى في هذه الحياة للوصول إلى حياة سعيدة . أجل! لكنني أتساءل من لديه حياة سعيدة ؟ وكيف يمكن إيجادها ؟ هل الغنى والممتلكات الدنيوية تؤّمن حياة كاملة للبشر . لا يمكن أن يجيب أحدهم " بنعم " .

فالغنى يعلّم الناس الجشع ,التخمة و حب المال . كلّما كثرت ممتلكات البشر لكلّما أرادوا المزيد . والعديد من الناس يموتوا مفترسين من جرّاء جشعهم .

هذا يعني أنّ الغنى يصبح لعديد من الناس شرّ كبير يجلب التخمة فيصبح صاحبه مضحكة للآخرين . لأنّه إذا فقد الإنسان قيمته , يفقد مميزاته الإنسانية لإرضاء حاجاته الحيوانية . عندما يصل الإنسان إلى هذا الحد يرى الناس أخطاءه ويصبح بالتالي لا قيمة له بأعينهم , مبتذل ومنحّط . الإنسان المنحط لا يستطع عيش الحياة السعيدة التي يسعى وراءها , لأنّه إذا أيقن الإنسان إنحطاطه  , والإنحطاط هو أسؤ من الموت بالنسبة للإنسان , لن يجد السعادة .

حقيقة

معناه أنّ ما يمتلكه الإنسان والمحطّات الحياتية المؤقتة  لا يمكن أن تمنح حياة سعيدة للبشر . على عكس ذلك , إنّها ترمي البشر في دوّامة الدمار .

حقيقة

بالطبع دوّامة الدمار لا يمكن أن تمنح البشر السعادة . لذلك فإنّ الحياة السعيدة ما هي إلاّ حلم يرتاب الإنسانية . كيف يمكن لهذا الحلم أن يتحقق وما هي الوسائل التي يمكن إستخدامها لتحقيقها ؟ هذا هو السؤال العظيم الذي لا يطرحه أيّ إنسان في القرن الحادي والعشرين أو حتّى يتشجّعوا على طرحه . هل يتسنّى لإنسان ما في هذا العالم أن يصل إلى حياة سعيدة ؟ بالطبع يمكن تحقيق ذلك , لكن كيف ؟  عندما يؤمن الإنسان بالآخرة ويتبع حياة متديّنة يمكنه الوصول إلى حياة سعيدة .

حقيقة

هذه المعلومات والتشخيصات مهمّين جدا _ الإنسانية بأكملها تسعى إلى تحقيق الحياة السعيدة لكنّها لا يتسنّى لها الوصول إلى ذلك .

نحن نسأل مثلا , هل إستطاع فرعون معرفة الحياة السعيدة أو حتّى وجدها ؟

هل عرفها نمرود أو حتّى وجدها ؟

نماردة القرن العشرين :

هل عرفها ستالين أو وجدها ؟

هل عرفها لنين أو وجدها ؟

هل عرفها تروسكي أو وجدها ؟

هل عرفها ماوو أو وجدها ؟

هل عرفها هتلر أو وجدها ؟

هل عرفها مسلوني  أو وجدها ؟

هل النمرود الإسباني فرنكو عرفها أو وجدها ؟

هل عرفها ديغول  أو وجدها ؟

هل عرفها كاسترو  أو وجدها ؟

في العالم الإسلامي و أؤلئك الذين قلبوا كلّ شيء رأسا على عقب : هل وجد  الذي أطلق على نفسه " أبو الأتراك " حياة سعيدة أو موت سعيد ؟

ديكتاتورين العرب :

 صدّام حسين , عبد الناصر, عبد الكريم السفّاح , هؤلاء عار الطغاة .

جزّاري البشر , السفّاحين الصربين , هل وجدوا ذلك ؟

وهناك المزيد منهم من تخطّى الشرف والدم عبر التاريخ .

هوغولوس , وجنكيزخان  هل وجدا حياة سعيدة أو موت مسالم ؟

هل وجد آية الله في إيران حياة سعيدة ؟

هل عاشوا بسلام أؤلئك الذين علّقوا ماندرس ( رئيس تركيا الذي شنق لأنّه أرجع الآذان العربي ) .

النتيجة يجب أن تكون أنّ نيرو وأمثاله لم يجدوا الراحة ولم يتذوّقوا طعمها . ألم يكن نيرو أكثر الحكّام ظلما ووحشية ؟ فالله ربّ السماوات والأرض جعله يقطع عنقه بيده . لقد جعله الله يتذوّق عقابه الذي كان يظلم به .

الكلمة الأخيرة هي التالية : أيّها الإنسان , إنّ أؤلئك الذين إعتبروا أن وجه الطغاة مناسب للبشرية , ألم يتذوّقوا في النهاية طعمها بأنفسهم ؟ إذا لم تتذوّقها حتّى الآن _ إنتظر_ فسوف تتذوّقها  .
 
  3004435 visitors