شمس الشموس
  20.01.12
 

بسم الله الرحمن الرحيم 

صحبة الجمعة

سلطان الأولياء مولانا الشيخ ناظم الحقاني قدس سره 

20 يناير2012

اللهم قوّنا على طاقاتنا . اللهم ألبسنا لباس هيبة الإسلام , هيبة الإيمان . أنصر الإسلام وقوّنا على طاعتك يا الله . نحن عبادك الضعفاء . قوّي ضعفنا يا الله . إبعث لنا ملكا يقاتل في سبيلك يا ربّي . سبحنسل سلطنصل . نجّنا مما نخاف . آمان يا ربّي . التوبة يا ربّي , التوبة يا ربّي , التوبة يا ربّي . أستغفر الله . الشكر يا ربّي , الشكر , الحمد لله . يا ربّي إجعلنا من التوّابين والشاكرين بجاه من أنزلت عليه الفاتحة .

 أيّها الناس , الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلاّ الله الله وأكبر , الله وأكبر ولله الحمد . ألف الصلاة وألف السلام على سيّد الأوّلين والآخرين على سيّد العالمين سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم وعلى من إتّبعه بإحسان إلى يوم الدين . ثمّ السلام على أولياء الله وأصحاب النوبة بجاه الله أمدّونا بمددكم . مدد يا رجال الله . أمدّونا بمددكم . مدد يا رجال الله . مدد يا رجال الله . مدد يا رجال الله . أمدّونا بمددكم يا صاحب الأمداد , أمدّنا بمدد من عندك و مدد يا سيّدي , مدد يا أصحاب النوبة . السلام عليكم أيّها الحاضرون في المشارق والمغارب . السلام عليكم أيّها الحاضرين .

نحن نطلب منكم أن تسمعوا وتتبعوا الطرق الصحيحة الذي أمرنا بها الرسول (ص ) . فهو جلب أوامر إلهية لجعل الناس ربّانيين . قولوا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم . قوّي ضعفنا في رضاك يا الله . أيها الناس قولوا نحن ضعفاء . قولوا ربّنا أو يا خالقنا  إمنحنا من بركاتك السماوية حتى نستطع عبادتك . فأنت سيّد الأكوان . كلّ شيء ضعيف . نحن ضعفاء أمام قوّتك الجليلة .

نحن كوكب صغير , دعنا نكون عبادك الذين يتّبعون أوامرك الإلهية . وهذا شرف لنا في الدنيا وفي الآخرة . هذا هو علاجنا . الشيطان يدعونا لفعل كلّ شرّ ممكن , عوضا عن دعوتنا إلى فعل أفضل ما يمكننا  لمرضاة الله . فهو يدعو الناس أن يكونوا أسوأ مما هم عليه . تخلّوا عن إتّباع الشيطان وعودوا إلى الله . فالله يرسل لكم الرسل ليريكم طريقه الصحيح . والذي يتّبع هذا الطريق سيصل إلى حياة سعيدة في الدنيا وفي الآخرة . فجميع الأنبياء إبتداء من آدم عليه السلام حتّى نبينا محمّد (ص) دعوا الناس ليتبعوا الطريق الإلهي الذي يساعدهم للوصول إلى المستوى إلإلهي , ثمّ إلى التنوير الإلهي , ثمّ إلى أراض لا تنتهي وجنّات لا تنتهي ,ومن ثمّ إلى ممتلكات الله الذي لا تنتهي . يجب أن تكونوا هناك للأبد . فلا نهاية هناك للأبد .

ماذا تفعلوا أيّها الناس ؟ كيف تعيشوا ؟ وإلى ماذا تستمعوا ؟ حاولوا أن تسمعوا وتفهموا . لمن تعيشوا ؟ هذا سؤال مهم . لمن تحاولوا أن تصلوا ولماذا ؟ أقول أنّ الأمّة بأكملها والبشرية عامة تحاول للوصول إلى هدف معيّن , ما هو هذا الهدف ؟ ماذا حصل لإولئك الذين جمعوا الأطنان من المال ؟ الذين تدعون بالطغاة  , ماذا حصلتم من كلّ ما فعلتم ؟ ربّما بقي ستين سنة في الحكم ( القذافي ) . ماذا كان يحاول أن يفعل ؟ كان يحاول أن يكون الأوّل في العالم العربي . الأوّل على صعيد الأمم بأكملها . كان يحاول أن يكون الأوّل على صعيد العالم الإسلامي . لكن أفكاره لم تكن هدفها السعي للكمال  أو حتّى أن يكون مؤمن حقيقي بخالقه . لقد حاول الوصول إلى أبعد مدى ممكن أن يصله إنسان على الصعيد المادي , لكنّه قتل بعصيان من خشب وكانت نهايته لا تحمد . أيّها الناس ماذا كان يقول ؟ ما هي أفكاره ؟ ما هو هدفكم ؟ ماذا تريدوا الوصول إليه ؟

اليوم الناس عامة أو بالأحرى الأكثرية يناضلوا لتأمين إحتياط يومي لديهم . يقولوا أّنّهم في حالة إفلاس , لا مال , ليس لديهم شيء ليشتروا ويأكلوا . الملايين يموتوا من الجوع والملايين يموتوا بسبب الضربات الآتية من السماء . هنا في الجزيرة القبرصية يسعوا في حياتهم لتأمّين أكلهم  ومشربهم , ويعيشوا فقط ليتمتّعوا بحياتهم . حاولوا أن تتمتّعوا بالطريق التي حددها الله لكم . الجميع يقول هناك أمنيات أخيرة أو هدف أخير يريدوا الوصول إليه . فهم يسعوا أولا الحصول على الطعام وثانيا  على الشراب وأخيرا التمتّع بالجنس . وللحصول على ذلك تراهم يرتكبوا المعصيات ولا يحاولوا فعل الخير الذي أمرهم به الله من خلال الرسائل المرسلة من الرسل .

أيّها الناس تعالوا وكونوا عبادا صالحين . إنّ الأوامر السماوية تدعوكم لتكونوا عبادا صالحين . لكن الناس ملتهية في الوقت الحاضر في إشباع رغباتهم وملذّاتهم . لكنّهم لا يحصلوا على ذلك . وهنا تأتي التهمة الإلهية . فهم يطلبوا من السماء المزيد من النعم . لكن عندما ينغمسوا بمتعهم المادية يهبطوا أكثر فأكثر .

الناس في الوقت الحاضر بين قطبين . قطب يدعو إلى الله ويعمل من أجل خدمة كلمة الله في الأرض , وهؤلاء سيكونوا سعداء في الدنيا وفي الآخرة . وقطب يعمل مع الشيطان , وهو يدعوهم ليتمتّعوا بأنفسهم . فيقول لهم تعالوا تمتّعوا معي . فهم يعملوا كالحمير في النهار, وفي الليل يلهوا ويشربوا حتّى السكر , فيعتقدوا بذلك أنّهم يتمتّعوا , لكنّهم لا يعرفوا ما المعنى الحقيقي للمتعة .

أتأسف وأقول أن العالم الإسلامي يتّبع العالم الغربي في أسلوب الحياة . فاللعنة السماوية على الحياة الإسلامية الحالية وعلى الآخرين . على الناس أن يستغفروا الله القدير لفعلتهم , وأن يعاهدوه بأن يكونوا عبادا مطيعين حتّى يتمتعوا بحياتهم الأبدية لاحقا .

آه أنا متعب . أيها الناس فكّروا بما قيل وإتّبعوا طريق الله .

نحن في الأسبوع الأخير من صفر الخيّر . وصفر يأتي بالخير على عباد الله الصالحين ويجلب الشر على الآخرين . أيّها الناس أطلبوا السماح والبركات السماوية من سيّدنا محمّد (ص) الفاتحة .

فليمنحكم الله وليمنح الناس الضعفاء مثلي القدرة على إتبّاع طريق الله وطرق رسله . فالناس لن يكونوا سعيدين الآن ولا في الآخرة إذا إتّبعوا طرق الحياة المتّبعة في الغرب . فنحن نرى أن الغرب يحاول تقليد الشرق في أسلوب الحياة. فالنور بالنسبة لهم يأتي من الشرق . والعتمة تأتي من الغرب . كلّ شيء سيكون مظلم في الغرب . فهناك لا يوجد شخصية . تعالوا وأنظروا إلى الشخصية في الشرق فمن هنا تشرق الشمس .
 
  3092962 visitors