شمس الشموس
  21.06.12
 

بسم الله الرحمن الرحيم 

 

أخبار شعبان المعظم

 

سلطان الأولياء مولانا الشيخ ناظم الحقاني 

 

21 يونيو 2012 – 2 شعبان 1433

(مولانا يقف تعظيماً لله تعالى)، الله أكبر! .. الله أكبر الأكبر! .. لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير .. سبحانك يا رب! .. سبحانك يا رب! .. سبحانك يا رب! .. نجنا مما نخاف! (مولانا يجلس).

(ثم يقف ثانية تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم)، ثم الصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، رسول رب العالمين، شفيع المذنبين، حبيب رب العالمين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، (يجلس).

أيها الناس! نقول، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، (يقف مرة أخرى تعظيماً للبسملة ثم يجلس) .. أنا عبد تعبان .. أرجو رحمة ربي وعفوه، سبحانه وتعالى! يا أهل الإسلام! قد دخل شهر النبي عليه الصلاة والسلام، شهر شعبان المعظم. عظموا شعائر الله سبحانه وتعالى، يعظم ربنا جل وعلا أمركم! مبارك لكم، يا أهل الإسلام هذا الشهر الشريف، شهر شعبان المعظم. فتعظيمه من طرف الحق جل وعلا لنبيه عليه الصلاة والسلام. مبارك لنا ولكم ولأهل الإسلام جميعاً، ولأهل الأرض عامة. قدروا هذا الشهر المبارك أيها الناس! إن الله خلق الخلق إكراماً لحبيبه عليه الصلاة والسلام وجعل حبيبه رحمة للعالمين. فعظموا أمره جل وعلا وقدروا رسالته صلى الله عليه وسلم! .. اسمعوا كلامه وأطيعوه تنجوا!  

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم، (مولانا يقف تعظيماً لله تعالى) .. بدأنا هذا الخطاب باسمه العظيم سبحانه وتعالى، (مولانا يجلس). سألني بعض الناس أتوا من المشرق والمغرب، ماذا نفعل وماذا نقرأ في هذا الشهر الفضيل؟  خلاصة الكلام - اعملوا ما استطعتم من الخيرات! .. ابذلوا كل جهدكم في الثبات على طاعة رب العزة جل وعلا وحبيبه سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يجلس). {وَمَا تُقَدِّمُوا ِلأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً}، (المزمل:20).

أيها الناس! .. أيها المؤمنون! هذا شهر معظم، شهر النبي عليه الصلاة والسلام. جاءني هذا الخطاب خاصة إلى بعض الناس؛ إلى أهل مصر، حرسها الله! مصر محبوبة ومرغوبة عند الله جل وعلا .. سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، فطوبى لأهل مصر! فمصر عامرة منذ العصر القديم، وحضارة وادي النيل المبارك من أقدم الحضارات في العالم. والنيل من أنهار الجنة، سبحان الله! .. زين الله سبحانه وتعالى مصر وأكرمها بالنيل المبارك! وقد ورد في الأثر أن أصلها من الجنة. النيل والفرات من أنهار الجنة طوبى لكم يا أهل مصر!

وقد أورد البخاري في كتاب بدء الخلق في حديث مطول: ".. ورُفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها كأنه قلال هجر، وورقها كأنه آذان الفيول، في أصلها أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران، فسألت جبريل فقال أما الباطنان ففي الجنة، وأما الظاهران النيل والفرات .." 

يا أهل مصر! لا يمكن أن تكونوا فقراء، فقد أغناكم الله جل وعلا! .. يا علماء مصر! أليس كلامي صحيحاً؟ .. الأمر صحيح، وذلك ببركة النيل المبارك الذي هو من أنهار الجنة. طوبى لكم ولكل من يأكل ويشرب من مصر ومن النيل المبارك! .. الله .. الله .. لا يعلم أحد أصل النيل المبارك إلا رب العالمين؛ رب النيل، وليس لأحد أن يغير مجراه! على ممر العصور، لم يقم أحد بتغيير مجرى النيل المبارك، حتى الفراعنة لم يجرؤوا بالمساس بالنهر المبارك. مصر محروسة، ومازالت محروسة ومباركة إلى يومنا هذا ولم يفتقر أبداً! ولا يعلم أحد منذ متى محروسة ولا يعلم سرها إلا ربه رب العالمين سبحانه وتعالى .. الله أكبر! ما افتقر مصر في أي وقت من الأوقات، فالنيل المبارك كان يعطي بركاته على الدوام، وهو مليء بالكنوز، ولا ينتهي كنوزه أبداً .. سبحان الله! .. سبحان الله! .. ما أعظم شأنه! .. أمر رب العزة نهر النيل أن يجري في الصحراء ويأتي ببركاته وخيراته لأهل مصر المحروسة .. الله أكبر! ما افتقرت مصر! .. ما افتقرت وما طلبت معونة من أحد! نحن المسلمون العجم، تعلمنا من علمائنا المحترمين من العرب، أن خزينة مصر تعدل خزائن سبع دول من دول العالم. رزقهم الله عطاء لا نهاية له! .. سبحان الله! خزينة مصر كما تعلمنا تعدل خزائن سبع دول. وذلك العطاء دائم متواصل من عهد الفراعنة. ما افتقر مصر لأي بلد ولم تطلب المساعدة من أي بلد. وإنما احتاج إليها سائر البلدان وطلبوا منها ومن ملوكها الدعم والمعونة. وقد زاد الله سبحانه وتعالى مصر إحساناً وعطاءً عندما حكم حكامه بالعدل والإحسان، إلى أن وصل الأمر إلى عهد الجبابرة. ومعلوم أننا في عهد الجبابرة، حيث يقول النبي عليه الصلاة والسلام، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يجلس):

"سيكون من بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك جبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً، ثم يؤمر بالقحطاني، فو الذي بعثني بالحق ما هو دونه"، (رواه الطبراني).

كان ذلك تنبؤاً للمستقبل، أبلغ به الرسول صلى الله عليه وسلم أمته. فالنبي صلى الله عليه وسلم أعطى كل شيء حقه. وكان ذلك من صفاته، إعطاء كل ذي حق حقه. والإسلام قد جاء ليعطي كل ذي حق حقه. ونحن في عصر الجبابرة .. "ومن بعد الملوك جبابرة". وهؤلاء خربوا الدنيا، حتى حصل ما حصل من فساد في عصرنا هذا، لأن الناس بعد الملوك حكمهم الجبابرة ..  

سبحان الله! يسألني الناس وأنا عبد ضعيف جاهل، ولا أدعي العلم. إنما كنوز العلم عندكم يا أهل مصر.

يا أهل العلم! .. أيها العلماء! رأيتم كيف أن الجبابرة استولوا على الحكم بعد الملوك، خزاهم الله! وقد خزاهم. والآن مصر المحروسة، بلاد الملوك والسلاطين والأنبياء عليهم السلام التي كانت خزائنها، والتي هي من عطايا الله عز وجل وإنعامه لها، تكفي الدنيا بأجمعها أصبحت فقيرة .. أين علماؤكم يا أهل مصر؟ .. ما أنا إلا عبد عاجز .. عبد عاجز .. عبد فقير .. أعجز حتى عن الكلام (قالها وقد غلبه البكاء) ولكن الناس وقعوا في الواقعة، {إِذاَ وَقَعَتِ الواَقِعَةُ}، (الواقعة:1). هذا ما يحصل الآن في مصر. ملايين الناس يعيشون في فقر مدقع ورؤساؤهم لا يعرفون ماذا يفعلون وإلى أي وجهة يتجهون. هذا خطأ عظيم، لأن الله جل وعلا بين كل شيء في القرآن العظيم. أمرنا أن نتبع خطوات الأنبياء عليهم السلام، وأن نحذر من الشيطان. يقول الحق سبحانه وتعالى، {وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُواَتِ الشَّيْطاَنِ}، (البقرة:168). (مولانا يقف تعظيماً لله تعالى) .. سبحانك يا رب! .. نجنا مما نخاف! (مولانا يجلس).

دخل علينا شهر النبي عليه الصلاة والسلام، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم) .. يا رسول الله! .. اشفع لنا يا رسول الله! (مولانا يجلس) .. الله الله .. الله الله .. يسألني الناس ماذا نفعل في شعبان؟ أرد عليهم وأقول، قولوا يا عباد الله: يا ربنا! .. يا ربنا! .. يا ربنا نجنا مما نخاف! .. نجنا مما نخاف! .. سبحان الله! .. سبحان الله! .. نجنا مما نخاف! ..

ورد وارد على قلبي قول الله جل وعلا: {لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ}، (مولانا يقف تعظيماً لله تعالى ثم يجلس). هل فهمتم يا أهل مصر؟{لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ}، سوف يهلكهم الله تعالى. يسألونني ماذا نقول؟ أقول لهم قولوا: "ربنا نجنا مما نخاف! .. ربنا نجنا مما نخاف!" .. تضرعوا إلى رب العالمين وقولوا، "ربنا نجنا مما نخاف! .. ربنا نجنا مما نخاف فإنا ظالمون!" .. هاتان الكلمتان تناسب أهل مصر جميعاً: "ربنا نجنا مما نخاف! .. ربنا نجنا مما نخاف!" .. {لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ} .. على المؤمنين أن يقولوا: "ربنا نجنا مما نخاف! وليقل الجميع في هذا الشهر: "ربنا نجنا مما نخاف!" (قالها وقد غلبه البكاء) .. "ربنا نجنا مما نخاف! .. ربنا نجنا مما نخاف! .. الله أكبر! .. ورد على قلبي أن أقول: "يا منجي الهلكى، نجنا مما نخاف!" قولوها يا أهل مصر! .. ورد هذا على قلبي في بداية هذا الشهر المبارك، "يا منجي الهلكى، نجنا مما نخاف، إنا مؤمنون!" تضرعوا بالدعاء وابكوا في مساجدكم وفي بيوتكم! .. عار عليكم، يا عباد الله، يا أهل مصر، أن تجتمعوا في الميادين وتتركوا مساجدكم تضرعوا إلى ربكم: "يا ربنا! .. يا منجي الهلكى .. يا منجي الهلكى .. يا منجي الهلكى نجنا مما نخاف! مالكم ورد إلا هذا! هل أعجبكم؟ إذا لم يعجبكم فسينزل عليكم سوط من السماء! أطردوا من بينكم أولئك الذين ينتهكون أوامر الله جل وعلا! .. أطردوهم! .. أتركوهم، وارجعوا إلى ربكم وقولوا: "يا منجي الهلكى .. يا منجي الهلكى .. يا منجي الهلكى! لا تقولوا شيئاً آخر، فقط قولوا يا منجي الهلكى .. يا منجي الهلكى نجنا مما نخاف! .. ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيلك! .. يا ربنا! .. يا ربنا! .. يا ربنا! .. يا ربنا، فاغفر لنا وارحمنا! .. دلنا يا ربنا إلى أحسن الطرق! .. ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيلك! .. هذا موجود في القرآن الكريم أيها العلماء! 

{أَلَمْ تَرَ إِلَى المَلاَءِ مِنْ بَنِي إِسْراَئِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قاَلوُا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَناَ مَلِكاً نُقاَتِلْ في سَبِيلِ اللهِ ..}، (البقرة:246).

فهل تظنون أن القرآن الكريم كتاب روايات؟ إن الحق سبحانه وتعالى يخبرنا ماذا حصل مع بني إسرائيل، لنأخذ العبر. فعندما ضاق عليهم الأمر ذهبوا إلى نبيهم وطلبوا منه أن يسأل الله تعالى أن يبعث لهم ملكاً وليس رئيس جمهورية ولا برلمان ولا مهزلة الكفرة! أتركوا هؤلاء واطلبوا ملكاً! أليست هذه هي العبرة من تلك الآية، يا علماء مصر؟ ماذا فهمتم من كلام الحق جل وعلا؟ قولوا: "يا منجي الهلكى! أيها الناس! .. يا منجي الهلكى .. يا منجي الهلكى، ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيلك! نقاتل الشيطان وأعوانه في سبيلك! .. اللهم لك تبنا ورجعنا! . يا رب ابعث لنا من يقوّم طريقنا ويدلنا على طريق الاستقامة! .. نترك المبادئ التي تمسك بها الكفرة الفجرة .. هذه نصيحتنا. بأمر الله سبحانه وتعالى وبأضعف العباد. رضيتم دعونا لكم وإذا لم ترضوا فعليكم ما حملتم!  

يا أهل مصر، احفظوا حدود الله وقولوا: يا منجي الهلكى! .. هذا ورد شعبان المعظم. اللهم تبنا ورجعنا إليك .. تبنا ورجعنا إليك .. تبنا ورجعنا إليك (يقولها وقد غلبه البكاء) .. نحن مؤمنون يا ربنا، فاقبل معذرتنا! .. ابعث لنا ملكاً .. ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيلك، يا ربنا! .. سبحان الله! .. سلطان الله! كان ذلك خطاباً قصيراً. أقول لمن يسأل ماذا ندعوا، قولوا: يا منجي الهلكى! .. يا منجي الهلكى، نجنا مما نخاف! ..

لا تخافوا! .. واستقيموا! كان النبي صلوات الله وسلامه يقول، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم) عند إقامة الصلاة: "استقيموا!" أعظم الكرامات الاستقامة على شرع الله. هذا الخطاب للأمة جميعاً – "استقيموا!" إياكم أن تعوجوا! .. كان الله في عونكم ما دمتم على الاستقامة. وإذا انحرفتم دلكم الشيطان إلى نار الدنيا ثم إلى نار جهنم! .. اللهم تبنا ورجعنا إليك! .. أيها الناس، قد بلغت .. 

(ثم قال وهو يبكي) احفظوا كلام نبيكم واستقيموا ولا تعوجوا! .. استقيموا! ..اللهم قد بلغت! .. يا سيدي يا رسول الله! (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يجلس) .. يا رب أعف عني! .. قوني! .. قوني لضرب أهل الكفر وتدمير حكم الشياطين! هذا هو مقصدي، يا أهل المشارق والمغارب! اتبعوا طريق الحق تفوزوا، وإلا، فعليكم وزركم! .. تبنا ورجعنا إليك يا رب! .. أستغفر الله .. أستغفر الله! الفاتحة.

{وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، (المزمل: 20). استغفروا يا أهل مصر! يقال أن خزينة مصر تعدل خزائن سبع دول، فكيف أصبحت من أفقر الدول؟ فكروا وتعلموا واتبعوا خطوات الأنبياء، عليهم السلام، وبالأخص سيد المرسلين ورسول رب العالمين، (مولانا يقف تعظيماً للنبي عليه الصلاة والسلام، ثم يقول وكأنه يخاطب أحداً)، السلام عليكم! أين أنتم، يا نجباء ويا نقباء ويا أوتاد مصر؟ ألا يسمعون منكم؟ (مولانا يجلس)، الفاتحة. شكراً لله!

 
  3001661 visitors