شمس الشموس
  29.08.2019
 

 

الشيخ محمّد عادل الحقّاني

بكهام 29-8-2019

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد سيّد الأوّلين والآخرين.

مدد يا رسول الله مدد يا سادتنا أصحاب رسول الله ،مدد يا مشايخنا دستور مولانا شيخ عبد الله الداغستاني ،شيخ محمّد ناظم الحقاني مدد. طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية.

لقد وصلنا إلى نهاية السنة الهجرية في الروزنامة العربية . تأتي الآن سنة هجرية جديدة .  بداية هذه السنة هو يوم الأحد , لأنّه يجب أن يتوافق الأوّل من رمضان وعيد الأضحى ورأس السنة الهجرية في اليوم ذاته . لذا فإنّ الأحد هو الأوّل من محرّم . هناك كثير من الناس لا يعرفوا بهذا التقويم الهجري للسنة الجديدة . إنّهم على علم فقط بالتقويم الميلادي . في الحياة العملية يمكنكم إستخدام التقويم الميلادي . هناك نوعين من التقويم : إحداهما يتبع الشمس والآخر يتبع القمر . وكلاهما إثني عشر شهرا. والتقويم القمري مهم لنا حيث تأتي هذه الأشهر في أوقات مختلفة . فرمضان مثلا يأتي في بعض الأوقات في كانون الأوّل وفي بعض الأوقات في حزيران وفي بعض الأوقات في أيلول . إذا ممكن أن يأتي في أي وقت على مدار السنة . وبالتالي لا نستطع أن نتّبع تقويم آخر لعبادتنا . لذا أمر الله عزّ وجلّ أن نتبع هذا التقويم . فرمضان يجب أن يكون بهذا التقويم وليس حسب تقويم آخر . هناك أناس يقولوا يجب أن يأتي رمضان في الشتاء فاليوم قصير ونستطيع الصوم بسهولة . أمّا في الصيف فاليوم طويل ويصعب صومه.  بعد رمضان يأتي العيد . أوّل يوم العيد لا نستطع صومه فذاك محرّم علينا . وسبب آخر لإتبّاع التقويم العربي هو عند الذهاب إلى الحج . من أصل 355 يوم يوجد يوم واحد تذهب فيه من مكّة إلى عرفة فتصبح حاج . اليوم التالي لا يصلح . عليك أن تنتظر سنة كاملة إلى 9 ذو الحجّة لتصبح حاجا . وهناك أيّاما مباركة أخرى كعاشوراء ,النصف من شعبان ,ليلة البراءة وغيرهم... عدّة أيّام في هذا التقويم . لذا يجب أن نحتفل بهذه السنة وليس بالسنوات الأخرى . كيف يكون الإحتفال ؟ يكون الإحتفال عن طريق صوم آخر يوم من السنة ,أي آخر يوم من ذو الحجّة وأوّل يوم من السنة الجديدة . وهكذا تكون وكأنّك صمت السنة بأكملها . بالتأكيد هناك أيضا صوم يوم عاشوراء . كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم يصوم محرّم قبل أن يفرض الصوم في رمضان . عندما أتى الأمر بصوم رمضان أصبح صوم محرّم سنّة . المهم أن نستفيد من هذه الأيّام فالله عزّ وجلّ يمنحنا فيها الكثير من العطايا . وعطاياه أهم بكثير مما يقدم من شوكولا وغيره في رأس السنة . الله تعالى يعطي في السنة الجديدة عطايا إلى ما لا نهاية . وهذه الأشياء لا تستطع أن تأخذها هنا ,أي من الدنيا . ولذا هناك فرصة أن تفعل شيء وتأخذ . لكن هناك كثير من الناس لديهم فكرة ما , أو مغشوشين بشئ ما,  أو لديهم أهداف سيئة لا يحترموا هذه الأيام المقدّسة أو الأولياء ويقولوا هذا ليس مهم . كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم يحدّثنا عن هذه الأشياء . المهم الحمد لله كل ما نفعله هو أن نتبع سنّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وما يقوله الرسول صلّى الله عليه وسلّم . إن شاء الله تكون هذه السنة أفضل للإسلام وللناس وللعالم لأنّ الأحوال في عالمنا تسؤ كلّ يوم أكثر من ألآخروالناس لا يلحظوا هذا الشئ . إنّهم يفتّشوا عن طريقة لمحاربة بعضهم البعض ولزيادة الفتنة . نحن ننتظر محرّم . كان مولانا الشيخ يقول بأن المهدي عليه السلام سيظهر في محرّم . إنّه الوقت الذي يصبح به كلّ شيء إلى نهاية . العالم بأكمله في حالة إكتئاب . لا أمل لأحد . لكن هذا فقط عند غير المؤمنين . أمّا المؤمنين " لا تقنطوا من رحمة الله" . يقول الله عزّ وجلّ لا تيأسوا . نحن خدّام الله عزّ وجلّ . نحن صغيرون جدا وهو الكبير الأكبر . لا تقلقوا إذا أحسست بأنّه لا يوجد شيء يحميك . أتخاف من الناس الذين يخافون ويعتقدون بأنّ هناك أناس ممكن أن يعتمدوا عليهم . لا يوجد هناك شعور بالإكتفاء . المؤمن يجب أن يكون أكثر سعادة لأنّه مع الله عزّ وجلّ . فلا يحدث شيء إلاّ بأمره . إذا كنت تعتمد على الله عزّ وجلّ لا يمكن لأيّ كان أن يفعل لك شيء . سيّدنا إبراهيم عليه السلام رموه في النار وأصبحت النار حديقة من الورد والفواكه . كلّ شيء , كلّ هذه النار الكبيرة لا تستطع أن تفعل شيء لك فالله القادر على كلّ شيء .

لا تقلق . من يقلق هم الذين ينكرون الله عزّ وجلّ فيبعث لهم العقاب . أنتم ناجون . أنتم تعتمدون عليه . نقول توكلت على الله عزّ وجلّ في كل ما يحدث وما سوف يحدث . نحن نتقبّل ما يأتي من الله عزّ وجلّ .  إن شاء الله ملؤنا أمل . الله عزّ وجلّ قادر على أن يجعل ما في مئة سنة أن يضعه في ليلة واحدة.  فلا تقل هذا يحدث أو لا يحدث . الناس لا يتعلّموا مما يحدث حولهم . الأكثرية هنا من الشباب إذا نظروا ما حدث منذ 20 سنة حتّى الآن يجدوا أنّ الأمور تسؤ . حتّى الأمور التي تحصل لا يمكن التصوّر أنّها ستحصل . بالنسبة لهذا الجيل شيء عادي . لكنه ليس كذلك . كلّ شيء يتغير بسرعة . إنشاء الله نتأمّل, مولانا يقول ,أن يأتي سيّدنا المهدي عليه السلام حاملا معه هذا الإيمان ويجب أن تكونوا على هذا الإيمان . الآن الحمد لله نتأمّل ذلك لكننا لا نترك أنفسنا خارجا دون أن نفعل أي شيء ننام فقط وننتظر المهدي عليه السلام . يجب أن تحمي عائلتك ,أولادك ومجتمعك عن طريق تعليمهم الأشياء الجيدة ولتحميهم من الأفكار السيئة التي هي موجودة في كلّ مكان . لقد كانت هذه الأفكار السيئة من قبل في كلّ مكان , لكنها الآن أصبحت في متناول الأطفال الصغار . يجب أن تنتبهوا . يحدّثونا عن الديمقراطية . إن شاء الله يتم إستعمال هذه الديمقراطية التي تسخّر للأشياء السيئة  للأشياء الحسنة . يمكن أن نعلم أولادنا في بيوتنا .لا نستطع القول بعدم الذهاب إلى المدارس ,لكن يمكن القول الأماكن التي تعلّمهم الأشياء السيئة وممكن أن نعلّمهم في بيوتنا . هناك عدّة أشياء كالإنترنت وغيرها نستعملها لأشياء سيئة  . نتأمّل إستخدامها لأشياء جيّدة ولتعليم الأولاد دون الحاجة إلى الذهاب إلى أيّ مكان ليكونوا بأمان وليكونوا أناس حقيقيين حتّى لا تنتهي بنا النتيجة إلى عدم معرفة ما هم أولادنا ,وهذا مهم جدا . الناس ليسوا نيام . إنّهم يفتّشوا ليجدوا طريقة لخدمة المسلمين وأطفال المسلمين . يجب أن لا نكون كسولين . كثير من الناس يقولوا إقترب ظهور المهدي عليه السلام فلا حاجة للعمل . حتّى لو تعرف بأنّ المهدي عليه السلام سيأتي غدا فعليك بالعمل . عندما يأتي لا حاجة للعمل . لكن قبل ذلك عليك أن تعمل حتّى لا يحتاج أولادك ولا يصبح مجتمعك فقيرا وبحاجة . نرجو من الله عزّ وجلّ أن يساعد الإسلام والمسلمين وأن يرسل المخلّص سيّدنا المهدي عليه السلام ليس للمسلمين فقط بل لجميع البشرية. فهو سيخلّص جميع البشرية وسيجلب معه العدل . العدل الحقيقي وليس عدل الديمقراطية, بل العدل في كلّ مكان في الأرض. لا تقل لدينا هذا , لدينا ذاك الكلّ يعرف ذلك لا يمكن لأحدهم أن ينكر ذلك العدل . أهم وأثمن شيء لدى البشر إذا كان هناك عدلا يجب أن يكون جيدا . متى سيأتي العدل ؟ في زمن سيّدنا عمر بن الخطّاب أمير المؤّمنين رضي الله عنه كان الغزال والذئب أو الأسد يمشون مع بعضهم البعض ولا يمس أحدهم الآخر . في يوم من الأيّام رأى أحدهم الذئب يأكل الخاروف فقال توفي سيدّنا عمر رضي الله عنه ,لأنّه كان عادلا يمارس العدل . لذا في زمن سيّدنا المهدي عليه السلام سيكون هناك أيضا عدلا . سيمشي الأسد مع البقرة ولا يمسّ أحدهما الآخر . هذا هو عدل الله عزّوجلّ . الله يجعلنا معه , أي سيّدنا المهدي عليه السلام ,إنّه ليوم جميل . ومن الله التوفيق. الفاتحة .



 
  3011526 visitors