شمس الشموس
  2014-05-21
 

 

  بسم الله الرحمن الرحيم

الحب النقي
الشيخ محمد عادل الحقاني النقشبندي 21 أيار
2014

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمن الرحيم . مدد يا رسول الله ، مدد يا أصحاب رسول الله ، مدد يا مشايخنا في الطريقة النقشبندية ، مدد يا شيخ عبد الله الداغستاني ، مدد يا شيخ محمد ناظم الحقاني دستور . طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية . سيدنا ، نبينا يقول ، " المرء مع من أحب ". الله عز وجل في القرآن الكريم يقول " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ".

ديننا هو دين المحبة ، اُسِسَ على المحبة . الحب يجب أن يكون حقيقي . الحب يجب أن يكون حب حقيقي . لمن يكون الحب الحقيقي ؟ لله عز وجل . للنبي وللأولياء ، وكذلك للصالحين والمؤمنين . المسلمون إخوة وأخوات . يجب ان تحب أخوك وأختك المسلمين كما تحب نفسك ، يقول الحديث الشريف . النبي عليه السلام ، أمر كما قالت الآية الكريمة ، "إذا أردتم أن يحبكم الله ، وتحبون الله ، ولكن لكي يحبكم الله ، عليكم ان تتبعوا الطريق التي بينتها لكم".

وصف نبينا كل ما يجب القيام به ، وصف الطرق الجميلة . وصف الأعمال الواجب القيام بها . إذا قمت بتلك الأعمال يمكنك اتباع طريق نبينا ، هذا يعني أنك خلفه . ومن ثم سيحبك الله . تقول " أنا أحب الله" ولكن بعد ذلك تفعل أفعال سيئة. هذا العمل يجعلك كذاب . البشر ، عندما يكون هناك شخص يحبونه ، يفعلون الأشياء التي يحبها أو تحبها .

هذا للقول ، أنهم يفعلون الأمور الدنيوية كما يحبها ويريدها الشخص ، لكي يحبه او يحبها هذا الشخص . عندما تحب شخص ما ، إذا فعلت الأشياء التي لا يحبها او تحبها سيكرهونك ، سيبعدون عنك . إننا نقول ذلك كمثال . لذلك إذا كنت تحب الله عز وجل ، إذا كنت تحب النبي ، إذا أردت ان يحبك الله ، يجب أن تتبع طريق حبيب الله ، طريق نبينا . وتتبع الأولياء والمؤمنين الذين هم على طريقه . افعل كما يفعلون .

لذلك النبي بشرنا ، سنكون مع من نحب ، إن شاء الله . هذا سيساعدنا على التعافي من الألم الذي نشعر به لرحيل شيخنا . ألم الفراق عن حبيبنا ليس سهلاً ، لكننا مؤمنون بما يقوله الله . نؤمن بماذا ؟ نؤمن بالغيب . نؤمن بالآخرة . نحبه . مولانا الشيخ كان يقول ، أنا في سن التسعين ولكنني أتذكر طفولتي كما لو كانت بالأمس . نحن في سن الخمسين والستين ، إذا عشنا عشر سنوات ، عشرين سنة ، ثلاثين سنة قادمة ، مثل غمضة عين ، بإذن الله ، سنجتمع مع شيخنا مرة أخرى .

هذا الفكر هو راحة بالنسبة لنا . وإذا كنا نحبه إن شاء الله سنكون معه . ولكن كما قلنا ، لا تتبع نفسك ، ولكن اتبع شيخك وما قاله . لا أحد يجب أن يعطي فتوى . هذا الأمر هكذا وهكذا . من الآن فصاعداً على الجميع أن يحذروا . الجميع يجب أن يحموا أنفسهم من شرور النفس . إذا فعلت ذلك ، سيحبك الله ، وستكون مع أحباب الله . الله عز وجل يقول في القرآن الكريم إذا كنت من الذين يحبون الله ، اتبع النبي صلى الله عليه وسلم وسيحبك الله .

والنبي صلى الله عليه وسلم قال الشخص الذي يحبني سيكون معي . إذا أحببت شخص ما ، وهذا الحب ليس حب قمامة . الحب النقي لمن ؟ لله عز وجل ، للنبي صلى الله عليه وسلم ولجميع الأنبياء عليهم السلام ، وللأولياء والصحابة . كل الصحابة ، لا يمكنك القول هذا جيد او سيئ . لا علم لك بذلك . النبي كان يمدحهم . لا تُبدي رأيك حول هذا الموضوع . وبالنسبة للأولياء ، الأولياء تعني أولئك الذين يحبون الله جل جلاله . للمؤمنين ، للمسلمين .

النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الشرف أنه يجب عليك أن تحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك . هذا هو الحب النقي ، ليس حب الدنيا ، ليس حب الأشياء القذرة . الله يبعد هذا الحب عن قلوبنا . الكثير من الناس يدمرون عائلاتهم بالحب القذر . يصبحون مثل المجانين ويفعلون لمن يحبون ما يحبه ، لا يفعلون ما لا يحبه . هذا بالنسبة للحب القذر . تقعل ما يحب الشخص الموجود مقابلك . إذا فعلت عكس ذلك ، ستقول - أنا مجنون لأفعل ذلك . إذا فعلت ذلك سيهربون مني . لذلك ، قال الله عز وجل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ". يجب ان تتبعوني ، يجب أن تفعلوا ما أحب . إذا فعلتم ذلك ، سيحبكم الله .

هذا هو الحب الحقيقي . إذا وجدت هذا الحب ، يكفيك للأبد . والأولياء ، ومولانا بالأخص ، كان يعلمنا هذا الحب . لهذا ، يجب أن نكون أكثر حذرا . أكثر حذرا حول ما نقوم به . إذا كانوا سعداء بالأفعال التي نقوم بها ، ستكون معهم . ونحن مؤمنون وبالطبع مولانا الآن يجعل حزننا أكثر هدوءاً . لأننا مؤمنون ، بشرنا بذلك .

في كل صحبه كان يتحدث عن الدنيا والآخرة ونحن نؤمن بالآخرة . هذه بشرى سارة . في آخر أيامه كان يقول أنا في سن التسعين ولكنني أشعر أنني أتذكر طفولتي كأنها مرت بسرعة . وكذلك نحن الآن ، ربما ستين او سبعين سنة. ربما قد نعيش عشر سنوات ، عشرين سنة ، ثلاثين سنة أكثر كذلك ستمر مثل الريح ، ستمر بسرعة . سنجتمع الحمد لله . هذا ما يجعلنا هادئين ونحن سعداء بذلك . ولكن عندما تجتمعون إن شاء الله بمن تحبون يجب أن يكون حب حقيقي لتتبعونهم ، وليس لتتبعوا نفسكم . إن شاء الله .

النبي صلى الله عليه وسلم قال المرء مع من أحب ولكن يجب ان يكون حب حقيقي . لا يمكننا بالطبع القيام بكل الحب الحقيقي ولكن سنحاول إن شاء الله  وإن شاء الله سنكون معهم . هذه السنوات تمر بسرعة . سنجتمع مرة اخرى مع مولانا إن شاء الله . مريدينا ، إخواننا سيرحلون ، والدتنا وجدنا مجتمعين مع مولانا الآن . هذا الحمد لله يجعلنا هادئين لأنه لو لم نكن مؤمنين سننتهي للأبد ، لن نستطيع رؤيته ، ولكن سنراه قريباً إن شاء الله .

الفاتحة .

 
  3001655 visitors