شمس الشموس
  2014-08-20
 

 

تِجَارَةً لَّن تَبُورَ

الشيخ محمد عادل الحقاني النقشبندي 20 آب 2014

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمن الرحيم . مدد يا رسول الله ، مدد يا ساداتي أصحاب رسول الله ، مدد يا مشايخنا ، مدد يا مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني ، دستور . طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية . الله يشغلنا دائما بأداء الأعمال الصالحة . الله يشغلنا بالأعمال التي يحبها. الله يجعلنا نحب مثل هذه الأعمال . الله يجعلنا نعتز بالطريق المستقيم ، لأنه إذا لم يفعل، نفسنا لن تحب ولن ترغب أبدا أياً من تلك الأشياء . إذا اراد الله شيئاً، الإنسان لا يستطيع أن يفعل أي شيء سوى ذلك .

شكراً لله لأنه خلقنا على هذا النحو ، لجعلنا نتجه نحو أداء الأعمال الصالحة ، لجعلنا نحب الخير ، ونقدر رفقة الصالحين. هذه أمور جيدة جداً ، التي يجب أن ننتبه عليها جيداً . هذه هي الأشياء التي نحتاجها للآخرة ، حيث أننا اودعناها في مخزننا لتجارة الآخرة ، كما تنقل المؤن وهلم جرا . انها بمثابة تجارة سلع في الآخرة . لا تفوت أي فرصة تطرح نفسها عليك . حتى القليل من الخير ، حاول ان تفعله . كل عمل تقوم به ، افعله في سبيل الله . حتى الحيوانات ، إذا اطعمت حيوان يعيش في الشوارع ، اطعمه من أجل رضا الله .

مهما فعلت ، افعل ذلك من أجل كسب رضا الله ، افعل واجمع للآخرة . نحن نجمع الحسنات ، ولكن الآن في الدنيا ليس من السهل تخزين مثل هذه البضاعة . هناك لصوص ، أو أشياء قد تتعفن ، يمكن ان يدخل فأر ويلتهمها ، قد تصل اليها الرطوبة وتصبح متعفنة . هذه هي الأشياء التي تحتاج إلى حماية . ذات مرة كان هناك رجل - في الماضي الناس هنا اعتادوا ان يحصدوا ليس كما هو الحال عليه في الوقت الحاضر .

الآن آلة كبيرة جدا في بضع ساعات أو نصف يوم تقوم بالعمل الذي يفعله الرجل في شهر . ومن ثم يكون حراً ويمكنه أن ينصرف للقيام بكل أنواع الأشياء غير السليمة . إذا كان الإنسان كسولأً، سيأتيه الضرر من الكسولين . يجب على الإنسان أن لا يظل كسولاً . لذلك ذهب هذا الرجل الى محصوله ، يراكمه هكذا . استغرق الأمر بعض الوقت ، وعندما تم ذلك كان بحالة معنوية جيدة . قال " آوه "، لم يقل شكراً لله ، قال " الآن يمكنني أن أذهب واتناول المشروب ".

ومن ثم أخذ زجاجته ، جلس مع خمره وبدأ يشرب ، متأملاً عمله . لقد أكمل مهمة كبيرة ، وكان سعيدا انه أنهاه على نحو جيد ، قال" آه ، الآن أصبحت غنياً ، الآن سأبدأ بإمتاع نفسي". بحلول المساء كان مخمورا كلياً . هبط الليل وازداد البرد . قال " سأشعل القليل من النار لتبقيني دافئاً ". ولكن من هو في حالة سكر لا يعرف ماذا يفعل . اشعل النار ، كذلك ، وضع حصاده في النيران . تم تدمير كل محصوله الكبير . ومن ثم في اليوم التالي لم يكن هناك محصول ، والشتاء قادم ، لذلك بدأ بجمع قطع صغيرة من الذرة من الأرض التي لم تتحول الى رماد كلياً . هذا ما حاول جمعه .

هذه القصة هي عن حياتنا في الآخرة : نستمر بجمع الحسنات ، ولكن في النهاية ، لا يمكننا الصمود لفترة أطول ونستسلم لنفسنا وندمر كل شيء . لذلك ، يجب علينا أن نحرص على أن كل ما نفعله ، هو في سبيل الله ، وأننا نقوم بحراسته ، بحيث لا نقع فريسة لنفسنا . لا تقع في الغفلة . الغفلة ليست بالشيء الجيد . أنت على طريق صعب ، على حافة الهاوية . في أي لحظة قد تنزلق قدمك وستسقط وتموت .

يجب أن تنتبه كثيرة لذلك . لا تقل : ولكنني فعلت كل هذا ، أنا شخص بارع .  لا تقل : لقد قضيت كل حياتي أقوم بذلك . كن حذرا ! الشيطان لديه الكثير من الحيل . ينوي تخريبك ، اسقاطك . إذا وجد حتى أدنى فرصة على الفور سيسحبك الى الأسفل . الله يحفظنا منهم . نرجو أن تكون أعمالنا الصالحة مستمرة ، إن شاء الله . نرجو أن تكون محروسة ومحمية . نحن لا نثق بنفسنا . جميع أعمالنا الصالحة نودعها عند شيخنا ، إن شاء الله ، لأنه يحفظنا . نحن نفعل ما يحبه الله ، الحمد لله .

الحمد لله ، نحن نتبع أمر الله ، طريق النبي وطريق أولياء الله . نحن سعداء لأن الله يفعل ما يشاء . والحمد لله ، وضعنا في هذه الطريقة ، يحب ان يضعنا في هذه الطريقة . عدد قليل من الناس ، يأتون إلى الطريق الصحيح ، نحن سعداء . وعندما تكون على الطريق الصحيح ، أنت ذاهب الى الآخرة . يجب عليك أن تفعل كل ما يمكنك القيام به . لا تكن كسولاً. لا ، كل ما تفعله في سبيل الله ، مع النية في سبيل الله ، الله يكافئك ويجعل عملك الصالح يزداد أكثر وأكثر .

مثل التاجر ، يمكنه أن يضع كل شيء - التاجر ، لا يقول هذا ليس جيد ، هذا جيد ، ولكن عندما يرى بعض الفوائد بالنسبة له ، بسرعة يأخذها ويجعلها مضاعفة ، أو ثلاثة أضعاف ، أكثر وأكثر . لا يهتم . إنه سعيد . لذلك نحن سعداء والله يكافئنا أكثر من عشر مرات ، مئة مرة . لا تقل هذا يكفي . لا ، لأن نِعم الله قادمة إليك ، يجب أن تكون سعيداً بكل شيء .

بالنسبة للنِعم المعنوية أو المادية أو ما يعطيك الله من الحلال والشيء الجيد. يجب أن تكون سعيداً ، يجب عليك القبول . لا تقل هذا أكثر من اللازم ، هذا يكفي ، لا . ما يمكنك القيام به ، قم به . لأننا ذاهبون إلى مكان ، لا يوجد شيء يمكنك القيام به هناك ، فقط ما احضرته من هذا الجانب . إنها نعمة كبيرة .

لذلك يجب أن تأخذ هذا إلى الجانب الآخر . ولكن في هذه الدنيا أيضا ، يجب أن تبقي ذلك في المكان المناسب . لا تقم بتدميره . لأنه في الدنيا ، عندما يجلب المرء بضاعة يجب أن يكون حذراً لأنه عندما تضعها في مكان ما ، يجب أن يكون مكاناً صالحا لها . لتكون بعيدة عن النار ، بعيدة عن اللصوص ، بعيدة عن الحشرات أو الجرذان والفئران . كل شيء يجب أن (تحفظه بعناية).

هذا التاجر ، يضعها بعناية فائقة ، يحفظها بعناية فائقة . نحن أيضا ، يجب علينا أن نحافظ على أعمالنا من اللصوص . اللص ، هو الشيطان والنفس وغيرها من الأمور . كلهم يحاولون أخذ هذا ، أخذ ما لديك ، لتركك من دون أي شيء . هناك قصة عن مزارع .

في السابق كان المزارعون يحصدون القمح بأيديهم . وليحصد حقل واحد ، ربما يحتاج الى شهر . ليس مثل هذه الأيام ، في الوقت الحاضر ، في ساعتين يمكنك فعل ما تفعله في شهر . ماذا كانوا يفعلون ؟ يقطعون أولا باليد ، بعد ذلك ، يجففونها ، يطحنونها ويأخذون ما في الداخل . لذلك كان عمل طويل وشاق . ولكنه كان جيدا لأن الله أعطاهم بركة . مولانا الشيخ يقول بعد الجني ، يحرثون الأرض بالأبقار . كان الوضع أكثر بركة ، أفضل . وكان لإبقاء الناس مشغولين. الآن يمكنهم أن يفعلوا ما يفعلونه بشهر ،  بساعتين . بعد أن يكونوا فارغين ، يذهبون لفعل كل شيء سيئ .

لكن هذا الرجل ، ايضاً كان سعيداً . هذا العام كان القمح كثير، المحصول كبير . جمع مثل تلة صغيرة ونظر ، وكان سعيد جدا . وقال " أنا سعيد جداً اليوم "، أحضر زجاجة من الكحول . بدأ يشرب، يشرب، يشرب واصبح في حالة سكر . وكان الجو بارد قليلاً . وقال " يجب أن أوقد ناراً لأن الجو بارد جداً ، سأقوم بإمتاع نفسي ". وعندما أوقد النار ، أحرق القمح كله . كل التلة ، انتهت ، فوراً .

وبعد ذلك ، عندما استفاق من حالة السكر ، قال " ماذا فعلت ؟ ماذا سنفعل ، يجب أن نبحث عن شيء ما لفصل الشتاء ". احضر صندوق صغير للبحث عن أشياء لم تحترق، يضعها ، يجمعها لفصل الشتاء . لذلك نحن أيضا بهذا الحال . نفعل شيء جيد جدا ، نملأ مستودعنا كله . بعد أن نفعل شيئا خطأ ، كل شيء يزول . ولكن هذا الرجل، فقط لفصل شتاء واحد ربما ، سيكون نصف جائع . ولكن بالنسبة لنا، نحن ذاهبون إلى الآخرة ، سيكون الحال سيئ جداً بالنسبة لنا .

لأنه عندما تذهب بكل هذه الأشياء الجيدة ، يكافئك الله ، ولكن عندما تًنهي كل شيء ، هناك الكثير من الأشياء لتُنهي كل شيء أيضاً ،  لذلك سيكون الحال مرعب للناس . لهذا ، يجب أن تنتبه من نفسك ومن الشيطان ، يجب أن لا تتبعهم وتدمر ما نفعله . الله يبعد عنا نفسنا وشيطاننا . لا تقل لدي الكثير من الأشياء ، الله ، يمكنه أن يفعل كل شيء . بلحظة قد لا يكون لديك حتى غرام واحد من الأشياء الجيدة .

الله يحفظنا ، نحن نفعل هذا وإن شاء الله ، لسنا سعداء بأنفسنا ، نفوسنا . ما نفعله ، نحاول فقط وضعه في مكان آخر ، مكان أكثر أمانا . نضعه مع النبي صلى الله عليه وسلم ، مع الأولياء إن شاء الله لحفظ هذا لنا لأننا ضعفاء ، لا يمكننا حفظه . الله يتقبل منا ، إن شاء الله . ومن الله التوفيق .

الفاتحة .

http://saltanat.org/videopage.php?id=12215&name=2014-08-20_tr_TheDivineTrade_SM.mp4

 
  3004704 visitors