شمس الشموس
  05.12.2009
 

القوى الحقيقية

سلطان الأولياء مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني

 (مولانا الشيخ يقف).

دستور يا سيدي، يا سلطان الأولياء، مدد! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! مدد، يا رجال الله! الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد!

من بين السموات، هناك سماء، يُردّد فيها دائماً، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله!   الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد! في هذه السماء، ملائكة لا حصر لها. لا يعلم أحد من أين يبدؤون وأين ينتهون. ونقدم أعظم تقدير وتسبيح وتمجيد لربنا، الذي خلقنا ووهبنا تشريفاً لم يحظ به أحد من خلقه. وكل الصلوات وكل المجد والعز له، سبحانه وتعالى. ونصلي ونسلم  على أحب الخلق في حضرة الله سبحانه وتعالى ونقول، ألف ألف صلاة وألف ألف سلام، صلاة لا بداية لها ولا انتهاء، تبدأ من الأزل وتدوم إلى الأبد، صلاة سرمدية، لا أحد يعلم بدايتها ولا نهايتها، صلاة وهب، لأجلِّ وأحبِّ الخلق في الحضرة الإلهية، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم! الله أكبر! (مولانا الشيخ يجلس).

أيها الناس! اسمعوا، وأصغوا وأطيعوا. ونحن نطلب بتواضع من سيد هذا العالم، الذي بيده السلطة في توجيه هذه الأرض؛ نحن نحترمه ونطلب منه أن يصلنا بقوته السماوية المقدسة، حتى نحظى بشرف وتكريم أعلى في الحضرة الإلهية. ونقول، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لنعيذ أنفسنا منه، وندخل في حمى الأولياء الصالحين. هؤلاء، عندهم القوة والمقدرة لرعاية كل المخلوقات، بدءاً من النملة إلى الإنسان.

حول الإنسان، عدد كبير من الكائنات الحية. لا أحد يعلم، كم عدد المخلوقات، كما لا أحد يعرف عن أوضاعهم، ولا أحد يعرف لأجل ماذا خُلقوا. ولا هم أنفسهم يعرفون. حتى نحن، بني البشر، بالرغم من كوننا خلفاء لربنا في الأرض، لا نعرف عن أنفسنا شيئاً! إلا أن يبعث الله إلينا رسلاً مكرمين من عنده، يرشدوننا ويعلموننا، ما هي مهمتنا ما هي غايتنا ، وما هي بدايتنا، وما هي أهدافنا، وأين سينتهي بنا المطاف!؟ (ما هو وضعنا النهائي).

عندما نقول، "نهاية المطاف " لأن دائماً ، هناك مظاهر جديدة وتجليات جديدة. كل شيء يتغير، ووفق التجلي الإلهي أوضاعنا أيضا تتغير . وتتغير مراكزنا، وفقاً للمظاهر والتجليات التي تأتي من حضرة القدس. لا أحد، من المخلوقات، يبقى في نفس الوضع. كل شيء يتغير في غضون ثانية أو ثالثة.  هناك مقامات عظيمة، لا أحد يعرفها. مقامات حقيقية، أهداف حقيقية، وتسبيحات حقيقية، يسبحون فيها، الله سبحانه وتعالى، بها يومياً، في كل ساعة، وكل دقيقة وثانية! وفي أسفلها، تجد مخلوقات جديدة، بتجليات جديدة بمظاهر جديدة من عند ربهم. الله أكبر!

بشرى سارة، لأولئك الذين يسعون وراء المظاهر الجميلة، لأنفسهم، أو لغيرهم، أياً كانت مهمتهم، كل شيء سيتغير في ظرف أصغر جزء من الوقت. هذا هو اسم الله المقدس، "المبدع"، والاسم المقدس الآخر، "الخلاّق"، بمعنى أنه، سبحانه وتعالى يخلق عدداً لا يحصى من الخلائق، من الأزل إلى الأبد. ما هو الأزل وما هو الأبد؟ لا أحد يعلم، أن ما بين مرحلة الأزل إلى مرحلة الأبد، هناك ظهور يُسمّى،           بـ "الخلود"، أو "السرمدية". أزلي أبدي. ما هو مجال هذا الأمر، وما هي حقيقة كونه، وماذا يمنح للخلائق؟ لأن عطاءات لا حصر لها تأتي إلينا من كنوز ربنا التي لا تحصى، والموجودة في أراضي لا حصر لها، والتي هي موجودة في مملكات  لا حصر لها، والتي تشتمل على محيطات لا حصر لها، وكل محيط، لا يمكنك أن تعرف من أين يبدأ وأين ينتهي!

وفي تلك المحيطات مخلوقات، لا أحد يعلمهم. وكل واحد منهم، له مهمة، قد خُلق من أجلها. وهم يسبّحون ربهم، الله سبحانه وتعالى بصيغة أخرى مختلفة، فيأتي إليها المدد. المدد أقوى من الدعم. إنه غذاء روحي، يأتي من حضرة القدس، إلى جميع تلك المخلوقات، فيستنيرون به. فيظهر كل واحد، وكأنه نور. والأنوار تأتي من محيطات أنوار حضرة القدس، فتصيب كل واحد من تلك المخلوقات، فتظهر الأنوار! هذه الأنوار، إن ظهرت، بقوتها العظمى الحقيقية، على كوكب عظيم، سوف يحترق ذلك الكوكب، وسينتهي! الله أكبر، الله أكبر! سبحان الله!

إنهم يقدمون إلينا الآن كلاماً حول اسم الله العظيم، "الجبار". مظاهر العظمة لله سبحانه وتعالى. إذا فُتح  أقل وأضعف تجلّ من هذا الاسم العظيم، "الجبار"، على هذا الكون سيختفي من الوجود في أقل من ثانية، وينتهي ويتحلّل في تلك المحيطات محيطات القدرة.

الناس في عصرنا، يزدادون فخراً واعتزازاً بأنفسهم. لذلك، يأتي خطاب من قِبل الربانيين، ليحط من كبريائهم أكثر فأكثر، حتى لا يبقى لديهم شيء يفتخرون به. يجب أن يعرفوا ماذا نقول! إنه أمر عظيم وغير محدود، يدفع الناس إلى محيطات الحيرة والدهشة والذهول!

لذلك، عندما يتجلى الله سبحانه وتعالى، لأهل الجنة، سيستغرقون في مشاهدة جماله، ولن يروا شيئاً سواه؛ لا جمال ولا ذوق أعظم من تلك المشاهدة. ذاك التجلي الأعظم يحدث في أقل مقدار من الوقت كومض البرق. فيُسدل الستار، "حجاب العظمة"، ويدخل في محيطه الأصلي.

وعندها ينظر الناس ، ويرون جنة أخرى، غير التي كانت. عالما آخر، خلقا آخر. إنهم لا يريدون النظر إلى شيء آخر، بعد أن رأوا ذاك التجلي الضعيف.أنهم ينظرون بدهشة مجذوبين إلى هذا التجلي الذي هو الأضعف. أضعف تجلّ. وإن زيدَ قليلاً من قوته، لأفنى العوالم كلها، وانتهت!

لذلك، يجب أن نكون سعداء، ويجب أن نكون شاكرين كثيراً لخالقنا، الذي وهبنا درجة من الفهم، لم يمنحه لأحد من خلقه، حتى الملائكة!

 الناس  في زماننا  يضيّعون فرصتهم للفهم لفهم أمور بسيطة جدا وهي وفق هذا الكوكب كوكب الأرض.  لأنه  أكثر من هذا قليلا ربما سينفجر الكوكب وكل ما عليه  يجري نحو ثقب أسود. الثقوب السوداء تبتلع الكواكب، والثقوب البيضاء تُحضر(تجلب) الكواكب الجديدة؛ كما أن الإنسان يتنفس، كذلك الفضاء يتنفس أيضاً، ليظهر أنه حيّ. ليست كالحياة التي تعرفها. تنظر وترى ناراً أو صخراً، هذا ما تراه بالعين المجردة، ولكن حقيقتهم شيء آخر. كل شيء يتنفس، كل الوقت ويسأل من ربه البركات، ويدعون ربهم أن يزيدهم نوراً ويمنحهم البقاء في الوجود.

الناس يلهون ويلعبون بقولهم، "لقد أطلقنا مركبات فضائية إلى الفضاء، لاكتشاف أسراره". ما هذا الهراء؟ حتى النملة تسخر منهم، لأنهم أغبياء! لا حاجة في أن تبلغ ذلك الفضاء الشاسع، الذي يقولون، بأنه يبعد عنا "بلايين من السنين الضوئية". ولكن يمكنك أن تعاين وتحلل شيئاً منه، من هنا. هذا الشيء، الذي يظهر لنا من هنا، كبقعة صغيرة يمكن أن يكون، بأمر من الله سبحانه وتعالى، بحجم هذا الكون، وأنت تراه كأنك تنظر في الخريطة.

مثل هذه الأمور، (الاكتشافات)، تجعل الناس يفيقون من غفلتهم، ويتعلموا شيئاً. كشيء تضعه تحت المجهر، لتتفحصه. الغرض من ذلك، دفع الناس إلى النظر في الوجود، ليكتشفوا وجود خالق ورب السموات، وملكه ومحيطات جلاله. غفر الله لنا!

أيها الناس! حاولوا أن تفكروا في أمور تمنحكم شرفاً هنا وفي الآخرة. لأن التفكّر،  في مثل هذه الأمور هو مفتاح لأسرار الكنوز، والله سبحانه وتعالى يَعِدُّ لخلفائه كنوزاً  لا حصر لها! وتشمل تلك الكنوز جواهر قيّمة، الواحدة منها أنفس من الأرض، لو افترضناها بأنها، قطعة واحدة من الماس. وهذه ستكون بمثابة صفر، قياساً لتلك الجوهرة! كنوز الله سبحانه وتعالى  لا حصر لها، وإذا أراد أن يمنح عبده شيئاً، إنما يقول "كن" لعبدي، فيكون! فتبرز إلى الوجود  مظاهر غريبة وظهورات مختلفة جديدة. فقط يقول الله سبحانه وتعالى، "كن" فيكون.

أيها الناس! فكروا في هذا. فبفضل الله سبحانه وتعالى تزدادون قوة. وقد خصّكم بشيء أكرمكم من أجله، وهو جعلكم خلفاء له. وللذين قدرهم عند الله سبحانه وتعالى رفيع، من بني آدم، ومُنِحوا القيمة الحقيقية، يعطيهم كنوزاً قيّمة.  لو افترضنا، أن هذه الأرض أكبر من حجمه بألف مرة، أمام هذه الكنوز لا تساوي شيئاً. بـ "كن فيكون"، يعطي السلطان لعباده المكرمين. ويعطي عطاءً مختلفاً لكل واحد، وبطريقة مختلفة. هذا هو عين الثراء. الثراء، ليس أن تملك الأراضي، ولا حتى القارات، ولا أن تملك كنوزاً لا حصر لها؛ هذه كلها لا قيمة لها. الذي له قيمة، هو ما يعطيك إيّاه ربك، الله سبحانه وتعالى! وعطاء ربك، وإن كانت ذرة واحدة صغيرة، فإنها ستكون أجلَّ وأعظم من كل هذه المخلوقات.

قريباً سيظهر وجود جديد، أرض عظيمة وجديدة، لم تحظ برؤيته من قبل، ولن تحظى برؤيته من بعد. حاول أن تنال بعض الكنوز.

لا تضيّع حياتك الثمينة باللهاث وراء جيفة. الدنيا جيفة. الجيفة، التي يفرُّ الناس منها! وإنما إسعَ وراء العوالم (الجنات) العظيمة المُمَجّدة وما فيها من جمال ، أماكن جديدة من أجلك! لماذا تترك هذا وتسعى وراء الجِيَفة؟ أليس لديك عقل؟ الناس في عصرنا فقدوا عقولهم. لا قيمة لما يسعون خلفه.  المصانع والمزارع، وكل الدول يجرون وراءها، ولكن لا قيمة لها، ولا تستخدمه.

أمّا ما وهبك الله سبحانه وتعالى الذي هيّأهُ وأعدّهُ  لك في الحضرة القدسية، فهذا هو  النفيس. لذا، أترك القذارة، وطهّر نفسك! لأن الجنة للأطهار الأنقياء فقط. وربنا، الله سبحانه وتعالى يحب المتطهرين!

{إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ}

هؤلاء المتطهرين، الذين هجروا كل ما تحت السماء، من دنيا وما فيها، فأصبحوا ربانيين، من أهل السماء. القذرون، هم أهل الأرض. أترك القذارة، واسعَ وراء الطاهرين المكرمين.

غفر الله لنا، بحرمة أشرف الخلق، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. بجاهه، يرزقنا الله سبحانه وتعالى، حياة جديدة كريمة في تلك العوالم (الجنات) الإلهية ، في حضرته .

أيها الناس! تعالوا واستمعوا! لا تضيّعوا مثل تلك القصور العظيمة الأبدية والكائنات الكريمة. اسعوا وراءها، واهجروا القذارة والجيف التي في هذه الدنيا، واتركوا ما تمليه عليكم نفوسكم، فإن النفس تميل إلى القذارة وإلى جيفة الدنيا. وأما وجودكم الحقيقي، روحانيتكم، تطلب المقامات العلا، وأن تحظى بالحياة الأبدية!

غفر الله لنا، ورزقنا شيئاً من الفهم الصحيح.

(مولانا ينشد)

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

لا تتنازعوا من أجل الجيفة. أيها الناس، فكروا في هذا!

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

كل الثناء والحمد له، سبحانه وتعالى، الله!

دوم دوم دوم دوم   دوم دوم دوم دوم

أيها الناس! حاولوا أن تسمعوا الملائكة ينشدون، إنه جميل للغاية هذا النشيد السماوي وذو ذوق رفيع!غفر الله لنا بجاه أحب عباده، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.الفاتحة. (45 دقيقة) الحمد لله والشكر لله ربنا، ورب الملائكة والروح، سبحان الله، سبحان الله، سلطان الله!  الفاتحة.

 

 

 

 

 
  3095928 visitors