شمس الشموس
  25.10.2009
 

 

بسم الله الرحمان الرحيم

 

تعاونوا على البر والتقوى

 

 

صحبة مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني- سلطان الأولياء

 

السلام عليكم أيها المستمعون الذي يصغون إلى ما نقول ويفهمون. إذا لم تفهم فإنك لم تصغِ. اسمع واصغِ وأطع الأوامر السماوية.

مدد يا سلطان الأولياء. أطلب التأييد والدعم الروحي من صاحب الوقت، سيد هذا العالم.

أيها الناس، حينما تسقطون في المصاعب، قد تسألونه المدد، أي الدعم الروحي والمساعدة المعنوية مثل الذي يقع في المصائب من أهل الدنيا فإنه يسعى ويتوجه لأناس عندهم بعض القوة أو القدرة.

وإنه أمر قدسي في كل الكتب المقدسة، كالعهد القديم والعهد الجديد. كما أنه ذُكر في القرآن الكريم. أمر قدسي لربنا جل وعلا (وتعاونوا على البر والتقوى). إخواننا العرب يفهمون القرآن الكريم. وهذا أمر مهم لا يتغيّر أبداً. هذا أمر قد ذُكر في كل الكتب المقدسة. لذلك عليك القيام بشيء ما وأن تسأل من بعض الناس العون والمساعدة. والماديون أيضاً يطلبون العون المساعدة من أصحاب القدرات المادية. ولكن بالنسبة للمؤمنين الذين يؤمنون بالروحانية، فإنهم يسألون المدد من أُناس (أشخاص) لهم مقامات سماوية. عندهم إذن وسلطة وقدرة. وهم قادرون على مساعدة من يتوجّه إليهم ويستمد منهم إذا استخدم عونهم لمقاصد حسنة. وإلا فلا يساعدونك (لمقاصد سيئة، الشيطان هو الذي يعين). لذلك هم مؤمنون. يؤمنون بالروحانية. وهذا الإيمان يعطينا مدداً. الإيمان فقط يعطي البشر عوناً ودعماً. كل البشر لا يمكنهم مساعدتك إلا أصحاب الإمداد فإنهم يعينوك ويمدونك بالدعم والإرشاد.

وأنا عبد عاجز ولذلك أسأل المدد من صاحب الوقت (سيد هذا العالم) أن يدعمني ويمدني ويرسل إلىّ معرفة سماوية. اسألهم المدد دوماً. إنهم لا يرفضون. إنهم دائماً يعطون من يستمدّ منهم. وأنني اليوم متعب قليلا لكن لا أحب أن أترك مستمعينا الذين يصغون باهتمام إلى  صحبتنا فارغي اليدين. على قدر ما يعطونني ويمدونني فإنني أعطي وأمد مستمعينا والناس الخيّرين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذه التحية السماوية إذا وصلت إلى الإنسان يصل إليه مدد سماوي وتصله حيوية وقوة ليتحرك ويسعى باتجاه ربه باذلاً كل جهده. لذلك أقولها لمستمعينا دائماً. ربما هم ثلاثة أو ربما ثلاث مئة أو ثلاثة آلاف أو ربما ثلاثة ملايين. رب السماوات يعطيني ويزوّدني وأنا راضٍ وسعيد مع ربي. ماذا تصنع إذا أُعطيتَ كل كنوز الدنيا. اليوم أنت هنا وغداً ستغادر وترحل من هنا. نحن الآن على هذا الكوكب لوقت قصير. انتبه واصغِ. إنهم يزودوني بالكلام عن السيد المسيح عليه السلام، عن قصة ذكرت في الكتب المقدسة. كان السيد المسيح عليه السلام دائماً في سياحة. كان يسيح في الأرض لينفع الناس ويتكلم إليهم ويقدم لهم النصيحة. مرة كان ماشياً فوصل إلى جبل ونظر فرأى رجلاً بملابس قديمة جالساً في صلاة لربه. فسلّم عليه:- السلام عليكم يا عبد ربي. من أنت ؟ فأجاب الرجل:- أنت روح الله وتسألني من أنا ؟

أنا أعرف من أنت ولكن أحب أن أسألك ليدور هذا الحوار بيننا.

ماذا تفعل هنا ؟

يا روح الله، أنا هنا أصلي وأذكر ربي.

وحينما بدأ يقول الله الله الله الله الله ، أخذ يرتفع عن الأرض رويداً رويداً ويرتفع ويرتفع إلى أعلى ويجلس في الهواء.

كيف تفعل ذلك ؟

لأن قوتي الروحية حينما أذكر اسم الله، ترفعني من هنا إلى الأعلى...فلا أجلس على الأرض. أجلس في الهواء وأذكر ربي على الدوام بقدر ما يمكنني. 

سيدنا المسيح سأله :أين بيتك؟ فقال :يا روح الله أنت تعرف أنني هنا  منذ زمن طويل، مئة سنة، وأنا مشغول بخدمة ربي ولذلك لا أجد وقتاً لأترك خدمة ربي وابني شيئاً (ولو كوخاً صغيراً) . ليلاً ونهاراً أنا هنا. صيفاً وشتاءً أنا هنا أعبد ربي ولا أبرح عن بابه.

أنت مثل الملائكة. نعم ربي يطعمني حين أكون جائعاً ويعطيني من محيطات رحمته اللامتناهية شراباً، ولا يتركني عطشاناً.

فقال له عيسى: يا عبد ربي المعظّم، المحتشم، أنت عبدٌ خاص، عبد خالصٌ لله.

نعم، ربي يطعمني ويسقيني وأنا سعيد بخدمته.

ولكن ألا تبني لك بيتاً يؤويك من حر الصيف وبرد الشتاء ؟

يا عيسى، يا روح الله، قيل لي أنّ عمري هو سبعمئة سنة. لذلك لم أرَ أن أبني بيتاً لهذه المدة القصيرة من أجل وجودي المادي. لا أريد أن أُمتّع جسدي. أريد فقط أن أكون سعيداً بخدمة ربي.

فقال عيسى وهو محزون: " آه لأمة آخر الزمان، أمة خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام، أعمارهم تتراوح ما بين الستين والسبعين سنة وهم مع ذلك يتنافسون في بناء البنايات الشاهقة" حتى في مكة المكرمة شرّفها الله. الحكومة تعطي إذناً ببناء أبراج مثل أبراج النمرود. ما هي فتوى العلماء السلفيين لهذه الأبراج ؟ إذا قلنا: الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله، يقولون هذا مشرك. وماذا عن هذه الأبراج ؟ من أعطاهم الصلاحية لبناء أبراج النماردة هذه ؟

يا عبد ربي، لو كان عمرك ستين أو سبعين سنة، ماذا كنت ستفعل ؟ إذا كنت لا تبني شيئاً لمدة سبعمائة سنة، ماذا لو كان عمرك سبعين سنة ؟

يا عيسى، لو قيل لي أن عمري سيكون فقط سبعين سنة، فإنني سأسجد سجدة واحدة حتى تمر سبعين سنة، وأبقى ساجداً حتى يأتي ملك الموت ليقبض روحي. فبكى عيسى عليه السلام عندما سمع هذا الكلام.

أيها الباباوات. أيها الحاخامات. أيها الدكاترة في الأزهر الشريف. ما هي مطالعتكم لهذه القصة ؟ لا تقولوا لي هذه إسرائيليات. لا. لا. عندها سأقول لكم: " هاتوا برهانكم." إذا كنتم لا تعرفون فسيصل إليكم سوء من كائنات سماوية وقد تصابون بالجنون.

 يا مستمعينا، بين الحين والآخر. فإن المرشدين الربانيين بالأخص صاحب الوقت، سيد هذا العالم، يرسل إليّ روحانية لأتكلم إليكم ولأذكّركم. لأذكّر الناس كلهم: كفّوا عن اللهاث خلف الدنيا. لم تُخلقوا للدنيا ولكن خُلقتم لخدمة المولى، الله...الله رب السموات  جل جلاله .

 

 
  3001683 visitors