صحبة مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني سلطان الأولياء
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم. يجب أن لا نكون ضعفاء وأن لا ننسى قول بسم الله الرحمن الرحيم. أيها الناس لا تشغلوا قلوبكم بأشياء لا جدوى منها. اسمعوا واصغوا. يا أولياء الله. يا سيدنا. يا قطب الزمان قطب الدنيا.
نجم القطب لا يغيّر موقعه. في الصباح تنظر وتجده في نفس الموضِع. في الليل تنظر وتجده في نفس الموضِع. الشرقيين يرونه في موقعه ذاته والغربيين ينظرون ويرونه في موقعه ذاته كل الأوقات. حين يبدأ الوقت.. أيها البروفسوريين هل تعرفون متى يبدأ الوقت/ الزمن؟ إنه سؤال بسيط جداً متى يبدأ الوقت؟ إنكم مغرورين جداً وتزعمون أنكم تعرفون كل شيء. إِذَن متى بدأ الزمن وكيف بدأ؟ ما هي بدايته وماذا ستكون نهايته؟
أيها الناس اسمعوا. أنا أيضاً أسمع. أنا لا أدّعي بأني أعرف شيئاً . لا. ولكن وفِقَ ما يرسله إليَّ قطب هذا الزمان من الموجات (موجات البث –الإلهامات) أتكلم. مثل هذه الآلة التي تتلقى موجات البث وتبث إلى كل العالم (الانترنت).
إذا كانت هذه الصلة قائمة من خلال أشياء مادية على مستوى الوجود المادي فماذا عن وجودنا الروحي أليس له صلة بالسماء. لا يمكن أن يكون مقطوعاً عن السماء وقد مُنحنا مقاماً بحيث أن رب السموات يقول سأُحضر (إلى الوجود) خلقاً جديداً. مخلوقاً جديداً سأجعله خليفتي. فكّروا في هذا أيها الناس.
ونقول بسم الله الرحمن الرحيم. هذا مفتاح لفتح كل كنز هنا وهناك. دنيا وأخرى. بسم الله الرحمن الرحيم إذا استخدمت هذا المفتاح: بسم الله الرحمن الرحيم فإنه يفتح لك ما تريد فتحه. إذا لم تقل بسم الله الرحمن الرحيم لا يمكن أن يتّم لك الفتح. ليس فقط أهل هذا العالم إذا كل الملائكة في السماوات جاؤوا وحاولوا أن يديروا هذا المفتاح ليس بإمكانهم ذلك.
-يا شيخ ماذا وراء هذا الفتح؟ ماذا هناك؟
-نعم الناس الآن من خلال وجودهم التقليدي. إذ أن هذا ليس وجودنا الحقيقي. هنالك لكل شيء وجود حقيقي. وأعلى مقام الذي قد يصله أي مخلوق لفهم ومعرفة نفسه مغلق (أي قبل الفتح). قَبل أن تسأل عن ربك عليك أن تسأل عن نفسك. لأن وجودك الحقيقي هو فيما وراء هذا الوجود التقليدي هنا.
وجودنا على هذا الكوكب تقليدي. هذا ليس وجودنا الحقيقي هنا. ليس بوسع أحد أن يحمل وجوده الحقيقي على هذا الكوكب. (أي لعظمة الوجود الحقيقي)
يا علماء السلفيين مرة أخرى نسألكم .. أسئلة كثيرة لا تفهموها ولا تجيبوا عنها.
أين كان الخطاب الإلهي الذي خالقنا جل وعلا رب السموات وَجهّهُ إلى البشر حين سألهم: من أنتم؟ من أنا؟ من أنا من أنتم؟
والناس قالوا: أنت ربنا خالقنا ونحن عبادك. وكان هذا أول عهد. حيث أن وجودنا الحقيقي (أرواحنا) سمعه ورآهُ وأجاب عنه. أين حدث ذلك؟ أَسأل العلماء السلفيين. ما الذي تعتقدونه أين حدث هذا الخطاب؟ خطاب ربنا لمن كن مُوّجهاً. من كان هناك؟ لمن كان هذا الخطاب؟ لأبناء آدم ذرية آدم عليه السلام كلهم. كلهم وقفوا. أسأل العلماء السلفيين ما الذي تعتقدونه (حسناً دعكم من أين كان هذا ربما في أي مكان يعيّنه ربنا) ولكن أسألكم حين رب السموات خاطب وجودنا الحقيقي هل كانت الأرواح واقفة أم جالسة أم ساجدة. في أي حالٍ كانت أرواحنا ماذا كانت وضعيّتهم؟ هل كانوا قائمين مثل الذي يصلي لربه قائماً؟ مثل وضع القيام في الصلاة؟ هذه نقطة دقيقة جداً وحقيقة هامة جداً.
هذه معرفة مخبوءة تُمنح الآن لأول مرة.
- أولاً كانوا قائمين (حين وُجِّه إليهم الخطاب أول مرة) لكن ليس بوسعهم الوقوف في الحضرة الإلهية . ليس بوسعهم احتمال ذلك لهيبة وجلال الموقف وكان يسألهم: من أنتم من أنا؟ لم يكن بوسعهم احتمال الوقوف فركعوا أصبحوا في حال الركوع. الخطاب جاء ثالث مرة: من أنتم؟ من أنا؟ انتهوا. سجدوا. خرّوا ساجدين. كيف هم؟ هل لهم نفس التجلّي وجودنا الروحي هل كان في نفس التجلي أم له عدة تجليات (عدة ظهورات)
تجليهم (ظهورهم) في ذلك اليوم حين خلق الله البشر وسألهم من أنتم ومن أنا؟ انتهوا خرّوا ساجدين ومضوا وتلاشوا (فنوا) في محيطات ربهم. تلك المحيطات تعطي لخلقنا قوة وفق أوامر ربنا. لا تظن من كان ناحية اليمين مشابهاً لناحية الشمال. لا. أبداً. لا أحد ينظر ويرى نفس التجلّي نفس الظهور. هذا محيطْ. محيطٌ للخلق. ولكل مخلوق منهم نقطة نظر خاصة. مستوى فهم خاص. نظر خاص.
وجهات منوّرة خاصة في تلك المحيطات. الله أكبر. الله أكبر. لا نعرف شيئاً. إننا لا نعرف شيئاً. الذي نعرفه بسيط جداً. الآن لأن الوقت انتهى. ووصلنا إلى النهاية ويوم القيامة على الأبواب فإن هذه المعرفة سَتُمنَح للأحياء ليفهموا شيئاً. قد تكون في الحضرة الإلهية والتجلّي الإلهي الذي يبدو يظهر لرأسك يختلف عن الذي يَظهر لعضوٍ آخر منك. الذي يظهر لرأسك شيء آخر عن الذي يظهر لجسدك. ما يراهُ وينظر إليه أعلى جسدنا شيء والذي يراه أسفل منه شيء آخر. إنهم (أي أعضاؤنا) ليسوا في نفس الوضع لا. لو كانوا كلهم في نفس الوضع لكانوا عندها مثل قطعة من الخشب لا شيء فيها. ولكن عندنا (360) سلامي مختلف. كل كيان كل عضو يأخذ شيئاً مختلفاً عن الآخر وِفقَ خلقه وفق وضعه الأصلي. لذلك يجعلونني أحياناً أسأل بعض الأسئلة التي ليس بوسع أحد بقراءة الكتب أن يعرف الإجابة عنها. لأن معرفة كهذه تأتي من السماء وتنصّب في القلوب النقيّة الصافية وعبر هذه القلوب الصافية لها نقاء خاص. جمال خاص. فهم خاص. عيونك تفهم شيئاً. أذنيك تفهم شيئاً . (360) سلامي مختلف كل واحد عليه أن ينظر ويرى أن يفهم ويعرف ويأخذ وضعه ومقامه ليكونوا في ذلك الخط ذلك النور الذي به يتحركون ويعيشون.
أسأل العلماء السلفيين هل كان للناس عندها أقدام، أجساد أو مفاصل. ما الذي تعتقدونه أيها العلماء السلفيين هل هذا الوجود الذي نحن فيه الآن أهَمّ أم ذاك الوجود (الروحي)؟ هذا الوجود المادي لا يستطيع أن يكون في ذلك التجلّي (ذلك الظهور) لحظة واحدة. ليس بوسعه احتمال ذلك لحظة. وجودنا الروحي ليس بإمكانك أن تفهمهُ حقّاً. هل تظن أن السيارة تفهم عن محرّكها.
هل لديك محرّك في داخلك أم أنت فارغاً؟ . نعم هنالك قلب. لكن القلب الذي هو قطعة من اللحم هل هذا يعرف شيئاً؟. لا. إنه يعرف فقط عن مهمتّه ولا يعرف شيئاً آخر خارج مهمّته. إنه يرسل الدم من مركز الحياة إلى كل الجسد إلى كل خلية هذه هي مُهمتّه ولكن حين يجري الدم ويصل إلى آخر نقطة من جسمنا هذا الدم أيضاً لا يعرف ما الذي يفعله ما الذي يحدث. إنه لا يعرف ماذا يفعل. فقط يحمل الدم من القلب إلى كل خلية. ولكن ما هي مهمته ومقامه الحقيقي؟ لا أحد يعرف. لذلك أهم مخلوق خُلِقَ وَكُرِّمَ هم أبناء آدم. آدم شرفه ورفعته ليس وِفقَ وبحسب جسده.لا.
ولكن الحقيقة أن هذا الدم يجري ويصل إلى كل خلية مختلفاً. لكل شيء يوجد مُهمّة ليقوم بها بكمال. لجعله في هذا الكمال. لكن الناس لا يحاولون معرفة هذه المعرفة الخاصة التي تأتي من السماء. والسماء ترسل معرفة كهذه من خلال الكتب المقدسة إلى الخوّاص على هذا الكوكب وهم يريدون إعطاء كل ما يعرفونه.
لذلك أقول عندما (مثلما) رب السموات يسأل كل البشر: من أنتم ومن أنا؟ كل قطرة من دمنا تصل إلى كل خلية.من أين تأتي هذه القوة إليكم. عندها كل خلية تقوم بالسجود. نعم كل خلية تسجد.
أنت يا ربنا ترسل هذه القوة إلينا. إننا ننظر إليك لا ننظر إلى ما يحمله الدم إلينا.
أيها الناس حاولوا أن تفهموا شيئاً عن الروحانية هذا هو الأهمّ لكم. هذا هو الأكثر أهمية لكم من السعي وراء وجودكم المادي ومحاولة إمتاعه (أي إمتاع أجسادكم) هذا مستوى الحيوانات. وأنتم مستواكم فوق مستوى الملائكة. لماذا تجعلون مستواكم في الأسفل والأسفل تجعلون أنفسكم في مستوى الحيوانات؟ لماذا لا تنظروا إلى الأعلى؟ لماذا تنظرون دوماً إلى الأرض.. إلى الأرض.
- أحياناً يا شيخ ننظر إلى فوق لنرى ما يحدث في الفضاء.
نعم نعلم أن هناك بلايين من النجوم حولنا وغريب جداً أننا ننظر ولا نفهم شيئاً. ورب السموات لا يجعل (لا يخلق) شيئاً لا يمكن أن يُفهَم. يمكننا الفهم ولكننا لا نستخدم القوة/ القدرة التي تجعلنا نفهم ونصل إلى معرفة أنفسنا.
لذلك السؤال الأول للناس يوم القيامة : ماذا تَعلّمتم؟ ماذا تعلمتم خلال حياتكم. انظر كيف ستجيب على هذا السؤال. ماذا ستقولون؟ - يا ربنا كنا مشغولين بأعمالنا ولم يكن عندنا وقت فراغ لننظر ما الذي يحدث في السماء. (في الفضاء) الذي في السماء مكتوب وَمُعرّف للبشر من خلال الخوّاص. الخواص هم كائنات خاصّة. الإنسان يقال له "حضرة إنسان" لقد كُرّم بأن يكون سيد هذه الحياة. ماذا نتعلم من هذا؟ تقولون أنكم تفكرون والتفكير ليس كافيا لفتح الحقائق لكم. تحتاج إلى مفاتيح أُرسلت فقط من خلال الأنبياء. حاول أن تأخذ أحد المفاتيح من النبي. يفتح لك لتنظر إلى ظهور / تجلي آخر لك. تقول عندها: ما هذا؟ (حين ترى حقيقة نفسك). ما هذا أنت تحيا في المستوى الأرضي مستوى وجودنا المادي. كلهم مشغولين بهذه المحيطات المادية ولا يرون شيئاً وراءها. ولكن حين تنتقل من هذا المستوى وترتفع .. الروحانية هي التي تحملنا إلى الأعلى والأعلى المرتبة الأولى.. المرتبة الثانية.. الثالثة.. الرابعة... الخامسة.. السادسة.. السابعة (أي السماء الأولى والثانية والثالثة .. إلى السابعة) حين تحاول أن تصل الملائكة ستأخذك إلى أعلى وأعلى حتى سدرة المنتهى – آخر مرتبة للوجود المادي. فوق ذلك انتهى. لا تعرف ولا يمكنك أن تعرف حتى (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) طهّر نفسك. أحد المعاني طهّر روحك من كل عامل مادي وتعال لنلبّسك لباساً آخرا (لباساً سماوياً) حتى ترتفع إلى أعلى وأعلى وأعلى. عندها تفهم وتعرف .
مع هذا اللباس الأرضي لا يمكنك أن تعرف. هذا اللباس الأرضي دائماً قذر. طهّره. إخلعهُ عندها الملائكة تأتي وتخلع عنك هذا اللباس الأرضي القذر وتلبّسك لباساً يمكنك به أن ترتقي إلى تلك المراتب النورانية واحدة بعد الأخرى. بلا نهاية يُمْكنك أن ترتقي..
أيها الناس لا تضيّعوا أوقاتكم سُدىً. عليكم أن تعملوا لتصلوا إلى شيء وراء هذا الوجود المادي. نحن ننظر ونراكم دوماً مشغولين بوجودكم المادي ولا تسألوا الوصول إلى فيما وراءه. احفظوا شرفكم وكرامتكم ورفعتكم. إنها ليست في هذا الوجود المادي.
وقت بعد الآخر يصبح الناس- من فرط غرقهم في المادية- غير قادرين على تذوّق شيء من الروحانية ويقولون بأنهم غير مهتميّن بشيء خارج وجودهم المادي خارج حياتهم المادية. وهذا يعني أنهم مصرّين على البقاء في ال WC( في المرحاض). ورب السموات يقول (طهّر نفسك). لا تبقَ في المرحاض. إذا أردتَ أن تأتي إلي طهّر نفسك. كل هذا العالم مثل المرحاض (WC). لا شيء يعطي الناس شيئاً لوجودهم الحقيقي. يجعلونهم على الدوام يلهثون خلف الماديات حتى ينتهوا. حين ينتهون يقولون لو كنا نحاول الوصول إلى شيء من تلك المراتب النورانية لكان خيراً لنا. حاول أن تكون في تلك المرتبة.
أيها الناس –بما فيهم نفسي- كونوا على حذر أن لا تسقطوا دائماً في الثقب الأسود.
حاولوا أن تصلوا إلى ثقبٍ أبيض ومشرق. حيث ستكونون في سعادة ومتعة لا متناهية إذا وصلتم إلى إشراقٍ كهذا.. إلى ثقب نوراني مشرق لن تتعبوا إلى الأبد.
حاولوا أن لا تكونوا متعبين من أفعالكم هنا وهناك. أن تكون محطتكم الأخيرة في ثقبٍ أبيض وأن تكونوا في مراتب نورانية وعوالم منّورة لهذا الكوكب.
ليغفر لنا الله ويبارككم. أيها الناس أحياناً يتحدثون عن أشياء إذا فهمنا منها كلمة واحدة ستكون مفتاحاً لفتح مقامات أخرى لوجودنا على هذا الكوكب . غفر الله لنا.
دم دم دم دمدم دم دم دم
يا ربنا اغفر لنا. إننا لا نعرف شيئاً. أرسل لنا من سيّخلصنا من الظلمة إلى مناطق نورانيّة منوّرة لنصل إلى محيطاتك القدسية بجاه من أنزلت عليه سورة الفاتحة.
يا رّبي ثبتّنا.
الذي يقبل (أي يقبل ما نقول) سيصل إلى مراتب في المعرفة الربانية.
هذا مفتاح لتوجيه الناس إلى مراتب يحبون الوصول إليها.
3082517 visitors
الشيخ محمد عادل الرباني
طريقتنا إحترام الكل
( الشيخ ناظم الحقاني ( ق
طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية ـ طريقتنا تحمل الاضداد
( الشيخ عبدالله الدغستاني ( ق
أجَلُّ الكَرامات دَوامُ التَّوفيق طريقتنا تحمل الاضداد