شمس الشموس
  18.02.2011
 

الكتاب المبين 18ـ02ـ2011

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أيها العرب , لسانكم عربي ... إسمعوا ما يقول ربّنا جلّ وعلى ... خطابا خُصص لكم في سورة الزخرف ... يبدأ بسم الله الرحمن الرحيم " حم والكتاب المبين " إسمعوا وعوا, وإذا وعيتم فإنتفعوا ... لا تقولوا هذا مجرد حرف لا أهمية له ,أو مجموعة أحرف فقط ...بسم الله الرحمن الرحيم " حم والكتاب المبين " . . " كتاب مبين " ماذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يبيّن في هذا الكتاب ... هل أنزل الله كتابا أم لا ؟ ... أيها العرب ماذا تفهمون ؟ ... إن الله عزّ وجلّ أقسم " حم " .. ما هذا السر وراء هذا القسم ؟ ... إنّ الله يفسّره فيتبعه " والكتاب المبين " .. الله أكبر... هنا نرى قسما مصدّقا من الحق ...كتاب مبيّن معناه ... فأنتم يا أيها العرب رؤساء ملوكا وعلماء , ألم يئن الأوان أن تفهموا ماذا بيّن الله في هذا الكتاب المبين ... ألم تفهموا إنّ الله يريد أن يعلّمكم أن تؤمنوا بكلامه الحق .. أجل إنه كتاب مبين, يبيّن ومبيّن كلّ شيء فيه ...

أتساءل لماذا تأتون بدساتير من إختراعكم أيها الأمراء والرؤساء ؟ ... ما هذه الدساتير؟... أتريدوا إتّباع دساتير بني صهيون الذين دنّسوا الإسلام ؟... هؤلاء الذين يجمعمون ويجتمعون وينتخبون أناس من الصفر إلى فوق ومن فوق اإلى الصفر ... أتريدوا أن تفعلوا مثل الناس في مصر ؟... إنني أخجل من ربّي جلّ وعلى ... أيها المصريون ألا تخجلوا من ربكم فتجرؤا بفبركة دستور من إختراعكم ... أين الصحيح ؟... أين التقليد ؟...

أنا لا ألوم الأعجمي إذا لم يفهم القرآن ... فالأعجمي أعجمي ... يجب أن يدرس ويتعلّم ليفقه ما يقرأ .... وبالرغم من ذلك فنحن المسلمين العجم حفظنا شريعة الله الف سنة ,وحكمنا ألف سنة ورفعنا راية الإسلام الى أن وصلت الى الربّة... كلّ هدفنا كان إعلاء كلمة الله في الأرض

أيها الشعوب والأمراء ألا تخافون من بطش ربّكم ؟ يقول الله عزّ وجلّ "إن بطش ربك لشديد ".. فإذا شاء يزيلكم ويرميكم في نار الجحيم... وا أسفاه على المسلمين ...أتعتقدون أنكم مسلمين عندما ترفضوا هذا الكتاب المبين ؟... كتاب يتضمن كلّ شيء ... يقول الله عزّ وجلّ ما " فرّطنا في الكتاب من شيء " ...أتأخذوا دستور بني صهيون وتتركوا العقيدة...أهذا شأنكم أيها القوم الجبّارين ... لكن موعد الإستحقاق قد آن ...شعوبكم تركض في الطرقات كالوحوش يصرخوا بأعلى أصواتهم " عاشت الجماهير المسلمة " ...فإذا كنتم مسلمين حقا فلماذا لا تدخلوا المساجد لحلّ مشاكلكم ؟...

أيها المسلمون... إن بطش ربّنا لشديد ... فإخشوه قبل أن يزيلكم عن الوجود ويستبدلكم بقوم آخرين ... ولست بحاجة لأخبركم عن قصص قوم سابقين وعن كم مرّة أزيل قوم بأكملهم من الوجود ؟ ...

حقا إنه كتاب عظيم... كتاب مبين... مبيّن فيه كلّ شيء منذ فجر التكوين الى الآن ... إذاشئتم عوا ما تفعلون ...فإما أن ترفعوا رؤوسكم كمؤمنين مسلمين أو أن تكونوا أذِلّة الى أبد الآبدين ...

توقفوا عن الركض والصراخ في الشوارع كوحوش الجبال ... هل يقبل الله بذلك ؟... عيب ما تفعلون... ما هو مفهومكم أيها الشعوب والأمراء ..." إنّ المساجد لله "...أين المساجد ؟... أين تسجدون لربّكم ؟ في البيوت فقط ؟؟ ...إخشوا الله فالذي أعطاكم قادرأن يجعلكم تحت أراضيه ... أرجعوا الى ربّكم جلّ وعلا ...لماذا تتواجدون في الطرقات والميادين ؟ .الله يقول "إن المساجد لله " .... ما معناه يجب أن تدخلوا الى المساجد وتسالوا الله كما فعل بني إسرائيل...فعندما دبّت الفوضى آنذاك عند بني إسرائيل إحتاروا في أمرهم فتوجهوا الى نبيّهم ...إلى من توجهوا ؟ ... إلى نبيّهم ... ألا يوجد لدينا نبيّ ؟ ... إذا لما التوجه الى بني صهيون ؟... ما شاء الله على فهمكم أيها العرب ... صدّقوني , فإن الجزاء سيحل بالجميع إذا لم تعودوا الى ربّكم ...

أكرر مجددا إنّ المساجد لله وليست الطرقات والشوارع ,الجوامع هي الطرق المثلى لحلّ مشاكلكم ... أرجعوا الى الله ...فبني إسرائيل ذهبوا الى نبيّهم وترجّوه " إبعث لنا ملكا " ليعلّمهم الحق ... إن شريعة الله تأمر الأقوام المسلمين إذا إخطلتت عليهم الأمور أن يرجعوا الى نبيّهم , نبيّ آخر الزمان نبيّ يوم القيامة ... فلما هذه الفوضى؟ ... إذا كان هذا ما أوصى به الله فلماذا لا نتبعه ؟ ... الجواب واضح : لم يعد هناك إيمان صحيح عند الشعوب العربية... لم يعد هناك رجل رشيد بينكم , رجل صالح يقول لا إله إلاّ الله محمد رسول الله...

أين انتم يا أمراءنا وياملوكنا ؟...فالله يقول على لسان قوم مؤمنين في مصر في وقت فرعون ألم يكن بينكم رجل رشيد! ... هذا السؤال يطرح نفسه بإستمرار ...وهذا الخطاب موجّه لكم أيها العرب ... فالقرآن يكرر خطابه بإستمرار وذلك على لسان مؤمنيه في عهد فرعون , الذي آمن في النهاية بالله ... هّذا الكلام جوهر وليس بلعبة ...فإذا لم تتبعوه ستذوقوا العذاب وخاصة الرؤساء والعلماء والملوك العرب ... فإعطاءكم الصلاحية لا تعني أن تنسوا الله وتنصّوا الدساتير وتبنوا الدول على حسب أهوائكم .. فالله يحذّرنا من هوى النفس .. فإتبّاع هوى النفس هو إشراك بالله ... ولإنّكم تتبعون أهواءكم فستجازون من السماء ... لا تقولوا أنه لم يأتكم تحذير ... لقد جاءكم رسول الله كنذير وما زلتم تلعبون بالقرآن الكريم .. هذا القرآن ليس بجريدة أو صحيفة ... أنتم تتبعون ما يقال في صحفكم وتشكّلوا الحكومات على هواكم , وتنصّون مواد ودساتير ... هذا لا يجوز ...أين القرآن الكريم ... ويْحَكٌم , ويْحَكُم , يا وزراء وعلماء العرب ... فأنتم مسؤؤلين أمام الناس , وأخطاءهم دين في أعناقكم ... خافوا الله أيها العرب ...

قال الله في قرآنه الكريم " حم والكتاب المبين إنّا جعلناه قرآنا عربيا لعلّكم تعقلون " ... إن لعنة الملائكة ستحّل على من لا يتّبع كتاب الحق ... ألا تخافون من هذه اللعنة ؟...هذه السنة ستدهشوا بما سيحّل بكم... إنه قرآنا عربيا ... هل فهمتم هذا أم لم تفهموا بعد ؟ ... أين ستفرّون ؟... الله يقول " أين المفر؟ " عذابي سيصلكم أينما كنتم ...أستغفر الله ,استغفر الله ...وا أسفاه على أمة الحبيب ... إنّ الله شرّفكم " إنّ جعلناه قرآنا عربيا." تخصيص , "وإنه في أم الكتاب " ... " عربيا لعلّكم تعقلون " ... هل صحيح تقلّدون القرآن العظيم ؟... هذا خطاب لكم أيها العرب .. نحن أعاجم ... نحن لا نفهم سوى لا اله الاّ الله محمد رسول الله , الله اكبر ... فلاحقا يوم الحساب سيقول الله للملائكة أدخلوا هؤلاء الأعاجم إلى الجنة , أما أنتم فأيها العرب فموقفكم مخزي أمام الله .. ستخجلوا مما تفعلون ... " إنهم مذهولون " ... العذاب يقترب يوما بعد يوم وسيصل إليكم...

أنا عبد ذليل أمّا أنتم فسلاطين ذو عزّ وجاه ... ألم تشبعوا بعد من إبراز عزّكم على التلفزيونات ... هذا مرض بحدّ ذاته ...أين المفر , أين المفر ؟ ... أتريدوا الهروب الى البراري ؟... حتى لو فعلتم فالله قادر أن ينزل عليكم وحوش أو طيور من السماء لتنهش لحومكم ...ألا تخافون من بطش ربّكم ؟... " إنّ بطش ربّك لشديد " ... إذا لم تسمعوا الآن فإن غضب ربكم وبطشه آت ...أستغفر الله , أستغفر الله

توبوا إلى الله عامة وخاصة ... لا تركضوا في الطرقات كالوحوش...أدخلوا إلى مساجدكم وصلّوا ركعتين لله تعالى وأدعوا الله أن يرسل لكم ملكا لتقاتلوا معه في سبيل الله ... لماذا لا يكون هناك ملك في فلسطين , مصر , ليبيا , سوريا ,لبنان ,تركيا , إيران وغيرهم من الدول الأخرى ؟ ....إتّعظوا من الجزائر وتونس , لقد أسّسوا دولا, وسخروا من الشريعة , فماذا أصابهم ؟... لماذا لا يسألوا الله أن يبعث لهم ملكا ؟... يجب أن يبايعوا الله ورسوله ومن ثم من ينوب عنه ... أستغفر الله , أستغفر الله .. قولوا أستغفر الله ...

عندما ينزل الله في كلّ ليلة إلى السماء الدنيا يسأل ملائكته "هل من مستغفرين " .. طبعا الناس نيام... ثم يسأل "هل من مستغفر ؟ " ... تب لهم يا ربّي إنهم لا يعلمون ما يفعلون ... إنّ الله يقبل التوبة من عباده الذين أخطؤا ... إنكم جميعا على خطئ الآن وستدركون ذلك لاحقا ... توبوا إلى ربّكم إخشعوا له وأخشوه "إنّما يخشى الله من عباده العلماء " ...

أيّها المسلمون يقول ربّنا "ولا تفرّقوا " فإذا تفرّقتم هناك أخوان للمسلمين وأخوان للشياطين ... هناك أخوان وأحبّاء للشياطين وللدنيا ... عيب عليكم ... التوبة يا ربّي ...

هذا ما تلوته الآن ألقي في روعي في جمعة المولد النبوي الشريف ... عربيتي ليست بالقوية لأن السلاطين في ذلك الوقت منعونا من تعلّم القرآن الكريم ... لكنني أحاول قدر الإمكان لأبّلغ رسالتي ... أخشوا ربّكم أيها الناس ...

في أحد الأيام منذ زمن طويل , وبينما كان الناس تقف على المنابر إذا أرادت أن تخبر شيء ما ,أراد مجذوب أن يعتلي المنبر ليخبر شيئا ما ... وكما تعرفوا فإن المجذوب مرفوع عنه التكليف ... إعترض الناس أولا , لكنه أصرّ على ذلك ,فسمحوا له بعد طول جدال... إعتلى المنبر ونظر نظرة ملؤها السخرية وقال " أيها الناس ,أنتم الأنجاس , إمامكم البسط , فاليحيا البسط ..." فتراكض الناس نحوه يصرخون " أنزلوا هذا الشيطان عن المنبر " ... أتضحكون ؟ هكذا هو حالنا للأسف الآن ...

لا إله إلاّ الله محمد رسول الله .. يجب أن نرفع علامة الإسلام شرقا وغربا شمالا وجنوبا ... إنّ الله إذا أراد شيئا أن يكون فيكن ... هذا ما ألقي في روعي ... فرتّبوه وبلّغوه ... أهم ما أريد قوله , أمة الحبيب يجب أن تطع أوامر الله سواء أكانوا ملوكا أو شعوبا ...

ربنا الله حسبنا الله , قولوا ربّنا الله حسبنا الله ... لاتسيروا في الشوارع وتصرخوا ... قولوا ربنا الله حسبنا الله ... أدركنا يا ربّنا بفضلك , وإبعث لنا ملكا يرفع راية الإسلام شرقا وغربا ... فنحن سنبقى ضعفاء أذلاّء ما لم ترفع راية الإسلام في بلادنا ... التوبة يا ربّي ... الفاتحة ...

 

 
  3001624 visitors