شمس الشموس
  19.03.2011
 

بسم الله الرحمن الرحيم


تحذير وإنذار:

الديمقراطية في مكانها المناسب

مولانا سلطان الأولياء الشيخ محمد ناظم الحقاني

19مارس 2011


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. فلله الحمد والمنة من الأزل إلى الأبد، سبحانه وتعالى. (مولانا يقف)، الله أكبر الله أكبر، لا إله  إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. ألف صلاة وألف سلام على حبيبنا وسيدنا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أنا عبد ضعيف ومسكين. لغتي العربية ليست جيدة. وكذلك الإنكليزية. بين العربية والإنكليزية كدت أنسى لغتي التركية أيضاً.

أيها الناس .. أيها الناس، خلقتم من لا شيء! خلقكم رب العزة، جل جلاله وجلت عظمته ولا إله غيره وسبحانه وتعالى، وزينكم بالعقل وميزكم من سائر الحيوانات تمييزاً. وهذا معلوم ومعروف ومشهور ولا يمكن لأحد أن يعترض عليه. ورب العزة جل جلاله قال، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}، (الإسراء،70). الله، الله .. هذا تكريم إلهي، من الله سبحانه وتعالى.

وأنتم أيها العرب، أخاطبكم بالأخص. أنا لا أدعي شيئاً، وإنما صفر على شمال الواحد. والصفر الذي يكون على الشمال لا قيمة له. ولكن عندما ينتقل ذلك الصفر إلى اليمين يصبح له قيمة. فكل صفر على يمين الواحد له قيمة. فإذا وضعت صفراً واحداً على اليمين يكون عشرة. وإذا وضعت صفرين يكون مائة، وإذا وضعت ثلاثة أصفار يكون ألفاً، وإذا كانوا أربعة يصبح عشرة آلاف وإذا كانوا خمسة يكون مائة ألف .. ستة أصفار يكون مليوناً .. سبعة يكون عشرة ملايين .. ثمانية يكون مائة مليون. عجايب! مع أن الصفر لا قيمة له في الواقع، إلا أنه يصبح له قيمة إذا وضع أمام الواحد، ويزداد قيمة كلما ازداد عدد الأصفار .. عجايب! والناس في زماننا هذا يحبون أن يزدادوا غنىً فوق غناهم، فالذي عنده  صفر أمام الواحد يحب أن يكون لديه صفرين. والذي عنده صفران يحب أن يصبح لديه ثلاثة أصفار، ليصبح لديه ألفاً. والذي عنده ألف يحب أن يزيد صفراً آخر ليصبح لديه عشرة آلاف. معنى هذا أن الناس يركضون خلف الصفر، ليحصلوا مزيداً من الأصفار. ولولا الواحد لبقي الجميع أصفاراً .. عجايب! سبحان الله!

يقول نبي آخر الزمان، عليه الصلاة والسلام، "تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة". والمقصود هنا، عبادة النفل. ففكروا أيها الناس، كم مرة يخاطبكم الحق سبحانه وتعالى في القرآن العظيم ويقول لكم، {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}، (2:219)؟ .. أفلا تتفكرون يا معشر الرؤساء والملوك والجبابرة؟ .. فكروا يوم كنتم في أرحام أمهاتكم، من الذي خلقكم وصوركم فيها؟ .. أفلا تتفكرون؟  وبعد أن شب عودكم وأصبحتم كما يقال، "أبو الشوارب" تفرعنتم وقلتم للناس، "مالكم إله غيرنا، وأنتم عبيد لنا". لكل إنسان صفة فرعونية. نعم، خلقتم وفي نفوسكم صفة فرعونية. ولذا قال الحق سبحانه وتعالى ليلة المعراج لحبيبه صلى الله عليه وسلم .. يا حبيبي لو أني تركت عبادي على هواهم، ومكّنتهم على رقاب الناس كما مكّنت فرعون، لما كان أحد منهم أفضل من فرعون.

يا علماء  المسلمين، ويا أيها الرؤساء، ويا أيها الجبابرة، هل تفهمون ما أقوله لكم؟ عليكم أن تفهموا، ولو كانت لغتي في العربية بسيطة. عليكم أن تفهموا! فخطابي في أول الأمر موجه إليكم. ما بالكم، أيها المسلمون من العرب والأتراك والعجم، تركضون في الشوارع والطرقات وأنتم تصرخون مثل الوحوش في البراري والغابات؟ فترى في كل من مصر وليبيا وتونس والجزائر والسودان وسوريا وإيران والعراق مسيرات من المتظاهرين وهم يهتفون باسم الحرية، " نريد الحرية .. نريد الديمقراطية!" ..  هل معنى هذا أنكم تفضلون الديمقراطية على شريعة الله، وترفضون تطبيق الشريعة على أنفسكم؟ .. "لا نريد شريعة الله، نريد الديمقراطية. لأن الديمقراطية تعطينا الحرية" .. نعم، تعطيكم الحرية، ولكن ليست حرية الإنسان. بل حرية الحيوانات. أما حرية الإنسان فهي تلك التي منحها لكم الله سبحانه وتعالى من شرع يبين لكم حقوقكم، سواءً كنتم رجالاً أو نساءً وبين لكم ما عليكم من حقوق لعباد الله. أما إن كنتم تفضلون حرية الحيوانات فلم لا تذهبون إلى الغابات؟

أصبح الناس في كل البلدان في العالم يندفعون إلى الطرقات وهم يهتفون، "نريد الحرية .. نريد الاشتراكية .. نريد الوحدة!" .. نريد أن نكون أحراراً نفعل ما نشاء، كما كان عليه الفراعنة والنماردة. إن الفراعنة كانوا أحراراً وكانوا يتسلطون على رقاب الناس ويجعلونهم عبيداً لهم، فهل هذا ما تريدون؟ .. واليوم كل البلدان العربية ديدنهم ذلك؛ يدعون إلى الحرية. تلك الحرية المطلقة، التي لا غاية لها. ويريدون أن يتشبهوا بالكفرة الفجرة.. لا نظام ولا انتظام ولا شرع؟ .. إلا الشر!  ..فهل هذا ما تريدون حقاً؟

جاءني أحدهم وقال لي، "يا شيخ! ما تقول في العرب والأتراك والعجم الذين يطالبون بالديمقراطية وينادون، ’نريد أن يكون لنا في بلادنا وحدة، حرية، اشتراكية‘؟ .. ما قولك عن هذه الأفكار؟" فأجبته، "هل وجدت مكاناً في كل أرجاء العالم يطبق فيه هذه الأفكار الثلاثة ’الوحدة والاشتراكية والحرية‘، في غير بيت الخلاء؟ فأنت تدخل في بيت الخلاء وحدك وعندما تخرج يأتي آخر ليدخل فيه، فهذه هي الاشتراكية. ثم عندما تكون في الداخل لوحدك تعمل ما تريد، كما تحب. وهذه هي الحرية. وحتى رئيسكم عندما يدخل بيت الراحة، يأخذ راحته ولا يكترث بما يفعله".

أيها المصريون! أهذا ما تريدون؟ {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأولَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ}، (المائدة،44). لسانكم لسان العرب والقرآن عربي. أستعيذ بالله، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِياًّ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، (يوسف،2) فكيف تدعون إلى الديمقراطية وأمامكم هذه الآية الكريمة؟ أي حرية تريدون؟ تلك الحرية التي جاء بكم الشيطان؟ هل تفضلون الديمقراطية الزائفة على شريعة الله؟ الويل على الديمقراطية!

يا عباد الله خافوا الله! بأمر من رب السماء حصل ما حصل في اليابان. خافوا الله! لأنه القادر المقتدر. يقول الله جل وعلا، أستعيذ بالله، {قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ}، (الأنعام، 65). يمكنه سبحانه وتعالى أن يبعث عليكم العذاب في أي وقت شاء. انظروا ماذا حصل أمس في اليابان! لا تقولوا بلدنا محفوظ! إن الله جل وعلا قادر على أن يبعث عليكم عذاباً من تحت أرجلكم أو يبعث عليكم عذاباً من السماء يحرقكم ويزيلكم عن الوجود.

خافوا الله أيها العرب! عودوا إلى شريعة الله، وإلا لا مفر! .. لا ملجأ ولا منجى لكم! سيسلط الله جل وعلا عليكم جبابرة غير هؤلاء الذين خلعتموهم.. تريدون الحرية إيه؟ سوف يريكم هؤلاء؛ جبابرة القوم ما هي الحرية!

يا عباد الله، خافوا الله! خافوا الله! فالله جل وعلا قادرعلى أن يخسف بكم إلى تحت سبع أراضين. وهو قادر على أن يبعث عليكم طوفاناً يملأ الأرض. وقد ورد في إحدى كتب الإمام الشعراني، أن مصر سوف تغرق  تحت الماء. وقد أشار الإمام الشعراني على مئذنة في القاهرة وقال، أن مستوى مياه النيل سوف يصل إلى قمة تلك المئذنة. أحذركم أيها المصريون أن تتمادوا على إصراركم برفض الشريعة في بلادكم .. فاليابان لديه عذر أن لا يحكم بشريعة الله. فهم ليسوا مسلمين. أما أنتم فمسلمون وتحاربون شريعة الله؟ وتقولون، نحن لا نريد الشريعة وإنما نريد الديمقراطية؟ .. سيغرقكم الله بمياه النيل المبارك وفوقكم عشرة من أمثالكم! هذا السد العالي سوف ينفجر وسيغرق كل أهل مصر تحت الماء. أحذركم! أحذركم! أحذركم تحذيراً شديداً! فإن رفضتم سماع تحذيري، فما علينا إلا البلاغ! {وَمَا عَلَيْنَا إِلاّ البَلاغُ المُبِين} .. توبة يا ربي! توبة يا ربي!

أنتم تحبون الحرية؛ حرية النساء، حرية الصبيان .. أستغفر الله! توبوا إلى الله يا أهل مصر! مصر سوف تغرق إذا دمتم على أفكاركم الباطلة ورفضتم شرع الله .. على رؤوسكم تغرقون. يا فضيلة شيخ الأزهر! لم لا تقول شيئاً؟ افتحوا كتاب الإمام الشعراني وانظروا فيه، كم مرة يقول أن مصر سوف يُغرق؟ .. أنتم أول من يغرق، إذا لم تبينوا لعباد الله هذه الحقيقة وتحذروهم! .. أستغفر الله توبة يا ربي، توبة أستغفر الله. أمان يا ربي .. أمان يا ربي!

نحن أيضاً في قبرص لا يوجد لدينا أمن أمان. بهزة أرضية واحدة سوف يغرق قبرص تحت المياه. وكذلك، لا يوجد أمن أمان للأتراك ولا للعجم. أيها العرب! لا تغتروا بوجود النفط في بلادكم. فهذا النفط الذي تتباهون به، وتتكبرون وتتجبرون به على الناس، سيكون وبالاً عليكم. يحرقكم من أولكم إلى آخركم ولن يبقى، لا نجد ولا قطر ولا الكويت ولا دبي ولا اليمن. هذا النفط سيكون جزاءً وفاقاً لكم.

أيها الناس، توبوا إلى الله وتصدقوا ولا تبنوا الأبراج العالية كأبراج النمرود، فتهلكوا تحت أنقاضه، إذا ما انهدمت على رؤوسكم. فيعجز الناس أن ينتشلوكم من تحت أنقاضها. اسمعوا فأنا أحذركم تحذيراً شديداً! فالله أعلم ما سيكون حتى رمضان. أستغفر الله! الفاتحة.

 
  3001660 visitors