شمس الشموس
  24.04.2011
 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ما هو تعريف الشرك؟

 

24 أبريل 2011

الفاتحة.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد. صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، عبدك وحبيبك ونبيك وصفيك. يا رب بجاهه عندك فرج عن أمته، يا رب العالمين.

 

أيها الناس، وبالأخص المؤمنون منهم! أدركنا زمن الشدة. ولم يعد الوقت كما كان سابقاً. وهذا الخطاب موجه لعامة المسلمين، وخاصة الذين ابتلوا بسبب ما، بمصائب غير طبيعية؛ بل هي فوق العادة. عليكم أن تعلموا أن لكل شيء سبباً. وقد أخبر الله جل وعلا لعباده عن طريق نبي الأولين والآخرين، رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لكل شيء سبباً. ولا يحصل شيء بدون سبب أدّى لحصول هذا الأمر. والله تعالى جل من قائل، قال في سالف الأزل {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}، (النساء:128). لم يقل الحرب خير، بل "وَالصُّلْحُ خَيْرٌ". ولا يليق لبني آدم، أن يحارب بعضهم بعضاً، أو أن يقتل بعضهم بعضاً، أو أن يؤذي بعضهم بعضاً. والإصلاح بين الناس من أفضل الأعمال في الإسلام. وأما المفسدون، {الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ}، (الشعراء:152)، فتنزل عليهم اللعنة. إن الله جل وعلا لا يقبل الفساد أبداً، بل يحب ويرضى على الذين يصلحون في الأرض. ولكن للأسف الشديد، ترك المسلمون مبادئ الإسلام واتبعوا خطوات الشيطان. وهذا جرم كبير وذنب عظيم في حق الإسلام. وعلى هذا، يلزم على المسلمين أن يتوبوا إلى الله ويجددوا عهدهم معه سبحانه وتعالى، بأن يصلحوا أنفسهم ويمشوا في طريق الصلاح. {وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ}، (البقرة:205).

 

لماذا يفسد المفسدون؟ لأن الشيطان يشجعهم على ذلك ويمنيهم. ويقول لهم، "أفسد تسد"! قوموا بزرع الفساد يفسح لكم الطريق إلى الحكم. الفساد حرام ولا يجوز مطلقاً! {وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ}، ولكن الشيطان يحبه. وكل الاضطرابات التي عمّت الأمة بسبب الشيطان. وهو يحثهم على ذلك. وإتباع الشيطان هو إتباع للهوى. وشر ما عُبد هوى النفس. هم يحبون أن يتبعوا أهواءهم. وعندما يتبعون أهواءهم يضيع عقولهم ويتشوّش، كما يفعل السكر بالعقل. ويصبح من غير الممكن أن تقنعهم بأن هذا فساد وعليهم أن يتركوه. احرصوا على إصلاح العالم ولا تسعوا لإفساده. ولكن المؤسف أن تجد العالم الإسلامي يُرغّب على الفساد، ولا تجد أحداً يتحدث عن الإصلاح.

 

هناك رجال يسعون لإيجاد الحلول لإصلاح ذات البين. والحل الأمثل لبني آدم هو الشرع الذي أنزله الله جل وعلا للحكم بين الناس. فإذا حكموا بالشرع المتين نالوا عوناً من الله وتأييداً.  ونقول لهم، "عليكم عون الله". وهذه لا يمكن أن يقال للشخص الذي يركض خلف الشيطان! أستغفر الله! .. الناس في حيرة. كيف تحتارون وعندكم الشرع المتين مثل وهج الشمس الساطع؟  ثم أنتم تعرضون عن هذا وتدخلون طريقاً شديد الظلمة، مثل ظلمة الليل الحالك، ومن ثم تتظاهرون أنكم وجدتم ما تبحثون عنه؛ ألا وهي "الحياة الطيبة"! فكيف تدعون مثل هذا وأنتم بجهد عسير تتحسسون طريقكم داخل ذلك الظلام الدامس؟ إنما هذه الأباطيل من تعاليم الشيطان.

 

كل الحكومات العربية تضع لها دستوراً، أي مجموعة من القوانين الأساسية التي يحكم الشعب بموجبها. ويعينون نواباً من الشعب. وهذا الدستور الذي وضعوه بأنفسهم يضمن لهم "الحياة الطيبة"، على حسب زعمهم أو على حسب ظنهم. ولكن هل يجوز للمسلمين أن يعرضوا عن الشرع المتين الذي أُنزل عليهم من السماء وينبذونه وراء ظهورهم، ثم يجمعون الناس للتصويت للانتخابات، ثم يقولون نريد أن نضع دستور كذا؟ .. هذا هو عين الكفر!.. مصر قد كفرت. تركيا كذلك .. وكذلك ليبيا، تونس، الجزائر العراق، الشام، اليمن، وكل الدول العربية والعجمية، كلهم ارتكبوا كفراً صريحاً.

 

يا شيخ عدنان أفندي، ما هو أعظم المنكرات في الإسلام؟

مولانا الشيخ عدنان: الإشراك بالله مولانا.

مولانا الشيخ ناظم: وما هو الشرك؟

مولانا الشيخ عدنان: أن لا تطيع الله وأن تشرك معه غيره.

مولانا الشيخ ناظم: وما هو تعريف الشرك عند أهل الحجاز؟ .. الشرك عندهم أن تلمس جدار الكعبة. إذا رأوا أحداً يتمسح بجدار الكعبة يقولون له، "هذا شرك"! .. هل تعريف الشرك يقتصر على هذا؟ أن تتمسح بجدران الكعبة أو الواجهة الشريفة للحرم النبوي الشريف؟ .. هل هذا هو الشرك؟ .. أين كبار علماء الأمة؟ فأنا أريد أن أسمع منهم تعريف معنى الشرك. هل هو لمس جدران الكعبة الشريفة أو الواجهة الشريفة لقبر النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؟ فليبينوا ما معنى الشرك!

مولانا الشيخ عدنان: أن يخالف شرع الله.

 

إلى الآن لم أسمع من أي أحد من علماء الأزهر ولا من علماء العجم ولا من علماء الترك ولا من علماء الشام، أن من الشرك ترشيح نواب في البرلمان عن طريق الانتخابات، ووضع دستور غير شريعة الله. إلى الآن لم يقل أحد مثل هذا الكلام سوى هذا العبد الفقير .. فقد أُمرت أن أذكرهم أن هذا الأمر شرك! لأنهم أعرضوا عن شريعة الله واتخذوا دستوراً من صنع أيديهم، وجعلوا لله سبحانه وتعالى شركاء. لعنة الله عليهم في هذه الدنيا وفي الآخرة! وهذا الأمر خلف كل الفتن التي حصلت. فأين علماء الأزهر وعلماء العرب؟

وأما دأب هؤلاء السلفيين، أن يهدموا مقامات الأولياء. ما هذا؟ .. لماذا لا يقول هؤلاء أن البرلمان دعوى إلى الشرك بالله؟ .. يعرضون عن شريعة الله، ويقولون دستورنا خير من شريعة الله. والقوانين التي وضعناها فوق شريعة الله!  .. هذا ما ينطق به فعلهم. إن كان في ما قلته خطأ، فلينزل لعنة الله علي! وإن كانوا هم في خطأ فلينزل لعنة الله عليهم في هذه الدنيا وفي الآخرة! هذا بلاغ للجميع أينما كانوا شرقاً وغرباً.

 

لا نريد دستوراً للشام ولا لمصر! الناس في مصر في حيرة. يريدون أن يجمعوا الناس على دستور جديد. هذا هو الشرك والكفر! وليبيا نفس الشيء تريد برلماناً. وكذلك الأتراك وكذلك العجم وكذلك بلاد الشام والعراق واليمن. ما هذا؟ "يكسر رأسهم البرلمان"! .. وهؤلاء القوم ينطبق عليهم قول الله جل وعلا، {وَلَنْ يُفْلِحُوا إذاً أَبَداً}. "لن"، تأكيد نفي استقبال. فهؤلاء ليسوا فقط أنهم لا يفلحون، بل لن يفلحوا أبداً.

 

أيا العرب، أيها المسلمون، أيها الوهابيون، أيها السلفيون، أيها التحريريون، أيتها الشيعة أو غيرهم، احذروا أن يصيبكم ما لا يسركم أبداً! .. هذه هي التعليمات التي وردتنا الليلة. ما أنا إلا عبد فقير قد قربت نهايته. ولو تجاوزنا التسعين أو المائة أو المائتين، ففي نهاية المطاف سوف نمر عبر ذلك الممر إلى الآخرة، وكل الناس كذلك. {وَقُلِ اعْمَلوُا فَسَيَرَى عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلوُنَ}، (التوبة:105). وهذا هو عملكم، أن تنشروا هذا الكلام! فهذا ليس بكلامي أنا، وإنما واردات نزلت إلى قلبي، أُمرت أن أنقلها إليكم.

 

هناك شيء آخر علي أن أخبركم به: من يعترض على كلامنا هذا ويقوم ضدنا، له مهلة 40 يوماً حتى يهلك وينتقل إلى الآخرة. أنا العبد الفقير أضعف من الجرثومة، ولكنني خطير إذا اقتضى الأمر. هذا إنذار سماوي فاسمعوا وعوا! وإلا لن يموت فقط العشرات أو المئات أو الآلاف، بل الملايين أو البلايين. {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ}، (آل عمران:185). في أيامنا هذه لا يموت الناس أو يقتلون إلا بالآحاد. ولكن نعوذ بالله من غضب الجبار، (مولانا يقف تعظيماً ثم يجلس).. أمان يا ربي! .. وإذا وقع غضب الجبار، فإنه يأخذ بالثواني البلايين من الناس. ولن يبقي على وجه الأرض إلا آحاد الناس .. بلايين الناس سوف يهلكون أثناء "الملحمة الكبرى".

 

يا ولاة المسلمين ورؤساءهم وملوكهم! انتبهوا إلى هذه الكلمات! فهو ليس كلامي أنا. فما أنا إلا مبلغ. ولا أملك حتى القدرة على مخاطبتكم. فما أنا إلا عبد ضعيف. ولكنهم أمدوني بهذه القوة لأحذركم. لديكم مهلة 40 يوماً. من يعترض على هذا الأمر ولا يسعى في تعظيم شرع الله وتطبيقه، فليجهز نفسه للهلاك. فإنه لن يمهل يوماً واحداً زيادة. كتب عليهم الموت. الله .. توبة يا ربي، توبة يا ربي، توبة، أستغفر الله! ..

 

لهذا الأمر أنتم قد حضرتم. رتبوا كلامي هذا وانشروه! هذا الكلام ليس نتاج دراسة الكتب. وإنما واردات من السماء. فما أنا إلا عبد ضعيف. ولكن هذا الحمل الثقيل الذي وضعوه على عاتقي الليلة، ما وضعوه على أحد غيري. توبة يا ربي .. توبة يا ربي .. توبة، أستغفر الله! تبنا ورجعنا إليك يا ربنا. ابعث لنا ملكاً .. ابعث لنا سلطاناً .. ابعث لنا خليفة يحكم العالم، مسلميهم وكافريهم. هذا الأمر سيأتي، فطوبى لمن أدرك ذلك الزمن.

 

(مولانا يقف)، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. اللهم صل وسلم على أشرف الخلق حبيبك، سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم. اجمعنا يا ربي تحت لوائه في الدنيا والآخرة. الفاتحة.

 

أنا ضعيف .. ضعيف. كنت أشعر بضعف شديد. ولكن عندما جلست لأخاطبكم، كُسيت برداء القوة لأتحدث إليكم قبل أن يفارقني أولياء الله ويذهبوا من عندنا.

مولانا الشيخ عدنان: بعد 40 يوماً بالضبط يدخل شهر رجب.

مولانا الشيخ ناظم: سوف ينتهي أمرهم خلال هذه الفترة. رجب شهر العجائب، أو "العجب في رجب" .. سوف يقومون بإزالتهم.

(مولانا يسجد سجدة الشكر). الفاتحة.

 

 


 
  3001683 visitors