شمس الشموس
  19.12.2010
 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

70 يوماً تحت الأرض -

عمال المنجم من تشيلي يزورون مخلصهم الروحي

 

سلطان الأولياء مولانا الشيخ ناظم الحقاني قدس سره

 

19 ديسمبر 2010

تفضلوا تفضلوا واجلسوا! .. سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. يا ربنا .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..

مولانا يسأل أحد الضيوف: "أنت عمر؟"

الضيف: "نعم".

مولانا: "وأنت عثمان؟"

الضيف الثاني: "بل داريو".

مولانا: "ما جرى لهؤلاء الذين دفنوا أحياءً في عمق سبعمائة متر تحت الأرض وخروجهم منها سالمين، إنما كانت معجزة، ليكون عبرة لمن اعتبر، وفتح الباب للتفكير حول الروحانيات والكرامات. وذلك لأنه لم يكن بالإمكان إنقاذهم بالطريقة التقليدية وإن استخدم كل طاقات التكنولوجيا الموجودة في العالم.

 

ذات ليلة أُخبرت عن وضعهم؛ كان وضعهم رهيباً. فدعوت الله أن يحميهم. هناك 313 ولياً من أولياء الله تعالى. فطلبت من أحدهم أن يعتني بهم وينظر في شأنهم. فأمرني بدوره أن أبعث إليهم برسالة .. (مولانا يتحدث مع أحد المريدين الذي رافق الضيفان)، أنت الذي أوصلت رسالتي إليهم، أليس كذلك؟ كنت قد أمرتك أن تخبرهم بأن يرددوا، ’لا إله إلا الله‘. وأيضاً طلبت منك إذا أمكن، أن توصل إليهم التعويذات التي نستخدمها ليعلقوها على رقابهم".

المريد: "نعم مولانا".

مولانا: "وببركات من الله سبحانه وتعالى، (مولانا والحاضرون يقفون تعظيماً له، سبحانه وتعالى)؛ له العظمة والعزة والجلالة وخليفته الأعظم، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، جاء الغوث من وجهات غير معروفة. ودخل سبعة من رجال الله ذلك المكان يرونهم ولا يراهم أحد، (مولانا يعدهم فرداً فرداً). وظلوا معهم يؤنسونهم ويعينونهم في أمورهم حتى يحين وقت خروجهم، كما هو مكتوب في اللوح المحفوظ. فلكل أجل كتاب. وقد لا حظ الرجال الذين حبسوا تحت الأرض بعض الكرامات. وهي تعتبر كرامات ضعيفة جداً مقارنة لما تجري على أيدي أولياء الله الصالحين. ولو أنهم استخدموا الكرامات التي وهبهم الله سبحانه وتعالى، لاستطاعوا، بإشارة منهم وبلحظة، أن يزيحوا الجبال. ولكن مثل تلك الكرامات ليس بإمكان أولئك الرجال أن يتحملوها، ولا يمكن لأحد من الناس أن يتحملها! لذلك، كانت تفتح لهم شيئاً فشيئاً، وكانوا يسعفونهم على قدر حاجتهم، حتى يكتمل الوقت ويحين موعد خروجهم.

 

سبحان الله! لقد أتوا إلينا، وها نحن نجلس هنا معهم وننظر إليهم. وقد كنت أتابع، من هنا، كيفية خروجهم. ولو لم يكن يشرف على تلك الآلة، التي رفعتهم من تحت الأرض، أحد الأولياء الصالحين، لسقطت تلك الآلة على رؤوسهم، ولكان من المستحيل إخراجهم. لقد كان الأمر صعباً جداً.

 

لكل منطقة في العالم، ولي من أولياء الله سبحانه وتعالى يشرف عليها. وكان ذلك الولي الذي يشرف على تلك المنطقة، يشرف على عملية رفعهم بتلك الآلة ويلتقطهم فرداً فرداً. ولو لم يكن الأمر كذلك لكان رفعهم مستحيلاً. ولكن رب العالمين يجعل المستحيل ممكناً بأضعف الأولياء.

 

والآن أنا سعيد برؤيتهم هنا، حيث أن من حسن حظهم أنهم تمكنوا من المجيء إلى هنا، لنحظى برؤيتهم. وسيكون من وراء زيارتهم هذه فتح روحاني لتلك المنطقة. بقدر ما أصبحت أمريكا الشمالية مادياً، فإن هؤلاء الناس أوتوا قوة روحانية. وآمل أن يدركوا سيدنا المهدي وسيدنا عيسى عليهما السلام. وأغلب سكان تلك المنطقة سيدخلون الإسلام.

 

 (مولانا يشير إلى ضيفه عمر ثم يقول): "هذا أكبرهما سناً".

الشيخ نبيل يرد عليه: "هو رئيس الجماعة".

 

(مولانا يعطي ظرفان فيها بعض المال لضيوفه الكرام عمر وداريو وظرفاً كبيراً من أجل الـ 31 الذين لم يتمكنوا من المجيء).

 

مولانا: "بسم الله الرحمن الرحيم .. هذا شيء قليل، ولكن إن شاء الله سوف يصلكم مثل هذا كل شهر". ثم يتوجه إلى مريده الذي رافق العاملان ويقول، "كن على اتصال مع ابني أو مع حفيدي، وإذا جاءتني المزيد من الصدقات فسأبعثه إليهم. أنا لن أتركهم".

الضيفان يشكران مولانا على هذا اللطف ..

 

مولانا: "أود أن لا تعودوا إلى العمل في المنجم ثانية. ولو أنكم اشتغلتم في التجارة في السوق، لكان ذلك أفضل لكم من أن تعودوا إلى العمل في المنجم، ولكفاكم ذلك. وأنا بدوري سأتكفل إنشاء الله،  بإيصالكم شهرياً مما يصلني.

 

(الضيفان الكريمان أهديا مولانا علم تشيلي وعليه توقيع الـ 33 عامل المنجم، قاموا بالتوقيع داخل المنجم. وكذلك أهدوه تمثالاً صغيراً صنعوه عندما كانوا داخل المنجم، وأيضاً حجراً معدنياً يسمى "آتا كاميتا"، ومنديلاً من صنع يدوي صنعوه يوم قاموا بإخراجهم من تحت الأرض. وقام عمر بإهدائه مسبحة صنعه أولاده، على طرفه صليب. قلب مولانا المسبحة بين يديه ونظر إلى الصليب ولكنه لم يعقب عليه لكي لا يحرج ضيفاه، فإنهما حديثا عهد بالإسلام ..  

 

قال المريد المرافق للضيفان والذي يعمل كترجمان بينهما وبين مولانا: "يقولان أن هذا لا شيء بالنسبة لما قمت به من أجلنا من دعاء وغيره".

مولانا: "إنما أجرنا على الله سبحانه وتعالى، فما نحن إلا عمال ضعفاء وعباد ضعفاء" .. وأعطى لعمر مسبحات لأجل أولاده.

 

مولانا يعطي البيعة لعمال المنجم والحاضرين في المجلس. الفاتحة.

 

مولانا: "أسعد الله أيامكم في هذه الدنيا والآخرة! أدعو الله لي! .. شكر يا ربي، شكر .. يقبل الضيفان يد مولانا ويقوم مولانا باحتضانهما ويربت على ظهريهما .. "ما شاء الله! .. ما شاء الله، ليوث! .. أوصلوا سلامي للجميع! .. سيأتي إن شاء الله، الآلاف وعشرات الآلاف ومئات الآلاف إلى الشام عبر البحر .."

المترجم: "يقولان أنهما يعبران عن جزيل شكرهما لدعوتهما لزيارتكم وتكريمكم إياهما، وسوف يخبران رفاقهما الذين كانوا معهما تحت الأرض عن تفصيلات هذه الزيارة".

مولانا: "أوصلوا تحياتي لجميع عمال المنجم. قولوا لهم أني أعتبرهم مثل أولادي وأخبروهم أن من الأفضل لهم أن يتركوا العمل تحت الأرض في المناجم. فإن العمل المتواضع فوق الأرض أفضل لهم. وإن شاء الله، سأقوم بإيصالهم شهرياً. أخبروهم بأنهم لن يكونوا بحاجة لأن ينزلوا تحت الأرض ثانية".

المترجم: "يقولان بأنهما يقدران كلامك هذا".

مولانا: {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} .. اشتغلوا في الخارج ولا تشتغلوا في المناجم ثانية. لأننا لسنا ملزمين أن نتحمل مسؤولية إنقاذكم مرة أخرى، (يقولها بروح الفكاهة فيضحك الحاضرون) ..

 

مولانا: "السلام عليكم .. سوف أبعث إليكم ما يستلزم بناء زاوية"

أحد الضيوف: "إن شاء الله!"

مولانا: "يمكنكم إذا أردتم أن ترعوا بعض المعز .. يكفيهم رعي المعز والعمل على الزراعة. وسوف أبعث إليكم ما يكفي لشراء ألف رأس من المعز. وسيتكاثر القطيع إلى السنة القادمة وسيصبح الألف إلى 10 آلاف رأس، إن شاء الله".

المترجم يقول عن أحد الضيفان: "لقد كان راعي معز في صغره، وكان يرعى 700 رأس معز لجده".

مولانا: "لهذا أقول ذلك .. سأبعث إليك، إن شاء الله ما يكفي لشراء 500 رأس معز .. هييه، ما شاء الله .. ما شاء الله .. هل أنتم سعداء؟ .. افرحوا واهنئوا! ... منطقة بلاد الأرجنتين مشهور ببيع الأخشاب. يمكنكم أيضاً العمل في هذا المجال إن أردتم، وأن تقيموا مصنعاً للأخشاب .. أعانك الله يا شيخ عبد المتين (المترجم) وبارك الله فيك .. بارك الله فيك!"  ..

 

 

لقاء صحفي مع عاملا المنجم

 

الصحفي: "كيف تشعرون الآن بعدما التقيتم بمولانا؟"

عمر: "أحسست بنشوة كبيرة في قلبي، وشعرت وأنا أصعد التلة، بأن روحي تعلو .. وكذلك داريو، شعر نفس الشيء. ثم بعد ذلك أحسست بخفة وأن كل أعبائي قد رفعت من على ظهري، فشعرت بالراحة والأمان".

الصحفي: "كيف كانت الرحلة بصورة عامة؟"

عمر: "كانت رائعة، مفعمة بالراحة والأمان والهدوء. قبل مجيئي إلى هنا، كنت أعاني من مشاكل في النوم. وأما هنا فأنام مثل الأطفال. هنا شعرت بالاسترخاء والراحة. وقد رأينا كيف أننا نلنا تكريماً واحتراماً خاصاً. ورأينا كيف أن الناس ينتظرون أياماً ليقابلوا مولانا، بينما نحن نتعشى معه يومياً".

الصحفي: "ربما هذا تعويض لبقائكم 70 يوماً تحت الأرض".

عمر: "إن التجربة التي مررنا بها من الصعب شرحها .. وأقدر كثيراً كل ما قاله لنا مولانا وما أعطانا إياه. وسوف آخذ بعين الاعتبار طلبه بعدم العودة إلى العمل في المناجم حرصاً علينا. وسوف أخبر أسرتي بهذا الأمر، وأحدثهم بتفاصيل هذه الزيارة الجميلة".

الصحفي: "بعد زيارتكم إلى هنا، كيف تنظرون إلى التجربة القاسية التي مررتم بها في المنجم، تحت الأرض؟ فإن تلك الحادثة كانت سبباً لمجيئكم إلى هنا".

عمر: "لا أنظر إلى تلك الحادثة كحادثة بل أنظر إليها كاختبار من الله، لجعلنا نترفع عن الأمور التافهة ونشتغل بذكره".

داريو: "أقدم جزيل شكري على كل ما قدموه لنا هنا من حسن الضيافة، وأود أن أضيف شيئاً إلى ما قاله عمر. أشعر وكأنني دعيت إلى هذه الزيارة، لأنه كان من المقرر أن يأتي مع عمر عاملان آخران، كانا معنا في المنجم، ولكن زيارتهم ألغيت في آخر ساعة، ودعوني أنا بمرافقة عمر. لذلك أشعر بأنني أكرمت بهذه الزيارة، ويشرفني التعرف بأناس فضلاء مثل هؤلاء وخاصة مولانا الشيخ".

 

 

 

 

 
  3001680 visitors