شمس الشموس
  إصلاح القلب
 

بسم الله الرحمان الرحيم

النقشبندية طريقة إصلاح القلب

 

 

المطلوب للإنسان في الدنيا وصوله إلى الله. و وصوله الى الله معناه اتصال أو ارتباط بعلم الملكوت. و للملكوت طرق شتى. و لكل طريقة مسلك على حسب استعداد السالكين و على قدر هممهم. هناك مسالك لكل انسان ليتصل بمقامه في الملكوت. ومسلكنا الذي جاء من رسولنا اشتهربعد ذلك باسم النقشبندية نسبة لامام الطريقة شاه النقشبندهذا هو الاسم الآن، لكن المقصود بالطريقة هو انها طريق الى الله. الطريق الى ملكوت الله جل و علا. الذي يحب ان تكون صلته بالملكوت فلينظر امره للوصول. هناك عدة طرق ويقال 41 طريقة على حسب استعداد الناس من عامتهم الى الخاصة منهم. هناك طريق سهل و هناك طريق اصعب لكن اسرع و اقوى و اكثر امنا.     

في النقشبندية اصل الطريقة هو اصلاح قلب الانسان، وذلك بموجب حديث النبي عليه الصلاة والسلام (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله،ألا هوالقلب. إنَّ الله يقول جلَّ مِن قائل ـ سورة الشعراء { يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ ـ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } 26 :88ـ89 ما هو صلاح القلب ؟ ما هو فساد القلب ؟ ما الذي يفسد القلب ؟ وما الذي يصلحه؟ خواطر وهواجس شيطانية عندما تستولي على القلب فانها تجعله مظلما تحت سيطرة الشيطان: نفس، هوى، دنيا،. هذا فساد القلب. عندما تزاح هذه الخوطر و تظهر شمس اللايمان في القلب يسيطر عليه سلطان اللايمان عندها يكون القلب قلباً سليما، قلباً صحيحا. وصلاح القلب لا يكون إلا كما يقول ربنا جلَّ وعلا ـ سورة الرعد { الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القلوب} 13: 28 بدون ذكر قلبي فإن هذا القلب لا يصل الى الطمأنينة. قلب الانسان لا يطمئن بالمال و لا بالذهب ولا بالوظائف العالية ولا بالجواهر ولا بأي شئ من متاع الدنيا. الله سبحانه ذكر فقط { أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ ْ} وتعبر { أَلاَ } هنا للتنبيه { بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القلوب }. و هذا صعب. صدق ربنا جلَّ وعلا. الذكرفي الطريقة النقشبندية خفي حتى يصل الانسان لدرجة يصفه ربنا جلَّ وعلا ـ سورة النور{رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ} 37:21. اي ان امور الدنيا لا تشغلهم عن ان يكونوا مع الله. مع انهم ظاهرا مع الخلق.

اكثر من النبي علي الصلاة و السلام؟ كان مع الخلق لكن لا ينفك عن الحق. ليلاً و نهاراً هو مع الله. وان كان ظاهراً مع الناس. هذا كمال الانسان: ان يكون ظاهراً لا ان ينقطع عن الناس ونعزل و يعتكف. الخلوة ممكنة و هي من اصول بعض الاوقات. لأ الخالق لكي يُدخل السالك متى وصل يعود الى حياته الطبيعية. الدكتور يأمر أحيانا بالحمية لوقت معين وبسبب وجود مرض، عندما تؤدي الحمية غرضها ويزول المرض فأي حكمة تبقى للاستمرار في الحمية؟ ولذا فإن مشايخ الطرق يستخدمون الاصول على حسب المرض القلبي للسالك. أي أصول متنوعة على حسب المرض القلبي للسالك. اي اصول متنوعة على حسب استعداد المريد حتى يصلوا به الى قلب سليم فيصبح في البيع والشراء والعمل بلا أي تعلق. أي أنه بكليته مع الله وإن كان جسمه مع الناس.

كما الطريقة النقشبندية في أنها تستهدف قلب الإنسان ولا شئ غير القلب وكل الطرق أصبحت في زمانن دارسة إلا النقشبندية. لم يبق لهم من هم أهل لتسليك الناس و تربية المريدين. لذا أصبح معظم المسلمين ضد الطرق رغم أنها من أصل الشريعة.

 

الشيخ ناظم الحقاني ـ بيروت 13ـ1ـ1993

 

 

 
  3001661 visitors