شمس الشموس
  04.04.2010
 



علمنا ليس من الكتب

سلطان الأولياء مولانا الشيخ ناظم الحقاني

 

دستور يا سيدي، مدد يا رجال الله! (مولانا يقف)

 لا اله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، سيدنا محمد رسول الله، حبيب الله، نور عرش الله. زده يا ربي عزاً وشرفاً ونوراً وسروراً ورضواناً وسلطاناً، رغماً على أنف من لم يقبله! (مولانا يجلس).

 مدد، مدد. دستور، مدد يا صاحب الإمداد. ونقول السلام عليكم يا عباد الله! ربما كلنا عباد الله، ولكن بعضنا عباد مطيعون ومكرمون، والبعض الآخر عاصون، ولا يستحقون التكريم! مدد يا صاحب الإمداد، يا سيدي يا قطب العارفين، يا عباد الله الصالحين.

 ونقول، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم. نحن لا نملك شيئاً! لا نملك شيئا! كل شيء ملك لله سبحانه وتعالى، ولكن الشيطان يحاول جهده أن يجعل الناس لا يتقبلون أي شيء يأتي من السماء. بعض الناس يقول، "نحن نعمل وبمجهودنا نحصل على كثير من الأشياء من حولنا في هذا العالم"، هذا كلام لا إشكال فيه. ولكن عندما تقول، "هذا لي"، (مولانا يحمل بيده ظرفاً)، فهل أنت صادق أم كاذب؟ إذا كنت ستقول، "هذا راتبي"، فلماذا تتركه وتذهب؟ (يعني عند الموت). خذه معك! لم الكذب؟ الشيطان يجعل الناس يكذبون من البداية إلى النهاية. الكافرون كلهم كذابون، لأنهم ينكرون الحقيقة. وعندما ينكرون الحقيقة يصبحون من الكذابين.

إيه، أنت إلى من تنتمي؟ هل تستطيع أن تقول، "أنا أنتمي لنفسي، وهذا الجسد ملكي، وأنا أحتفظ به من أجلي"؟ إن كنت صادقاً، فلماذا تخلّف جسدك وراءك عندما تنتقل من هذه الحياة؟ ويأتي الناس ليأخذوا جثتك من سريرك، أو من كرسيك، أو من عرشك، أو من طائرتك، أو من سفينتك  إلى القبر! لماذا لا يتركونك هناك، أو لماذا أنت تترك كل شيءٍ، وهم بدورهم يأخذون جثتك؟ وأنت تقول، "هذا لي، هذا ملكي"،ولكنك تترك كل شيء، فقط جثتك تؤخذ (إلى المقبرة). لقد كنت تنكر هذا طوال حياتك وتدّعي أن كل شيء من أجلك، أين كل شيء الآن؟ حتى خاتماً واحداً لن يتركوه عليك، كل شيء يؤخذ منك! لماذا لا تصرخ وتنادي من كفنك، "لا تأخذوا هذا الخاتم مني!" وأنتِ لماذا لا تقولين، عندما يخلعون منكِ الأقراط، "هذه لي، كنت أضعها (في أذنيّ) طوال حياتي، لماذا لا تتركونه علي؟ "

 لا أحد يسمعك. حتى لو سمعوك لا أحد يصغي إليك. وإن أصغوا إليك لن يطيعوك. "كنت ملكا، أو كنت ملكة"، ولكن لم تعد تملك الخدم!؟  فكيف تدعي أن، "هذا لي وذاك لي، وهذا ملكي وذاك ملكي"؟ لكن الناس سكارى وحساباتهم خاطئة. يجب أن يعيدوا حساباتهم من جديد في الآلة الحاسبة. كان هذا لي والآن لا أملك شيئاً! غاية الأمر، أن الشيطان أكبر كذاب من بين المخلوقات وأخطرهم، يكذب عليك ويقول لك، "كل هذه لك، فاحتفظ بأعلى قدرٍ من الخواتم  والأقراط! لماذا؟

يا علماء السلفية! مرحبا، كيف حالكم؟ قولوا الحمد لله. أنتم لستم سعداء، أنظر إليكم ولا أرى البِشر والسرور في وجوهكم. لماذا تدّعون بأنكم متميزون وتقولون، "نحن علماء سلفيون، ونحن متميزون ومستوانا عالٍ، ولا يمكن لأحد أن يصل إلى مستوانا!" نفوسكم هي التي تدعي أنه لا يمكن لأحد أن يكون فوق مستوى علمكم! ذلك مئة بالمائة حمق وجهل! كلنا، كما يقول، خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام من سلالة آدم وآدم خلق من تراب، لا فرق بيننا! (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم).

روى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب، ولينتهين قوم يفتخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان"،(رواه البزار).

لا أحد يستطيع أن يقول أن هذا غير صحيح، لا أحد! كلنا من نسل آدم عليه السلام، وخُلق آدم من التراب، لذلك كلنا خُلقنا من التراب. فما الذي يجعلكم تفتخرون بقولكم أنكم علماء سلفيون؟ والعلماء الآخرون أليسوا هم أيضا علماء؟ فلماذا التفرقة إذن؟ كم تعدون من الناس على مستواكم؟ دائما تحملون معكم كتاباً أينما ذهبتم. "ما هذا؟" "هذا يخص علماء السلفية!" مصدر العلم ليس هنا! (يشير إلى فمه) بل هنا! (يشير إلى قلبه).

كان في ما مضى سلطان يحب أن يجالس العلماء ويذاكر معهم. وكان يجمع العلماء للمذاكرة وللتباحث والحوار الجدلي. وكان إذا سمع عن رجل يتسم بالحكمة دعاه إلى مجلسه، ليستزيد منه علماً. وإذا أتاه عالم، وتحت ذراعه كتاب، كما يفعل العلماء السلفيون، كان يقول له، "نحن نعرف هذا الكتاب الذي تحمله، نحن لم نطلب أن تحدثنا عن مضمون هذا الكتاب،  وإنما نطلب أن تحدثنا عن العلم الذي وصل إلى قلبك من المراكز السماوية. أترك هذه الكتب! نحن لا نطلب منك الكثير، وإنما مقصدنا، أن نتعلم من العلوم السماوية التي وهبك الله سبحانه وتعالى، وأنت جئتنا بكتب قد كُتبت ودُونت في الأرض! الذي نطلبه، العلم الذي وصلك من الدرجات السماوية عن طريق روحك. إن كان لديك شيء من هذا، فحدثنا به". نعم، هذا مهم، لأنه من عادة العلماء السلفيين أن يحضروا كتبهم تحت إبطهم. نحن بدورنا نعرف الكثير من الكتب، ولكن كما كانت عادة جلالة السلطان، فنحن أيضاً نطلب الاستماع إلى العلوم التي تأتي إليكم من الدرجات السماوية، وليس مما دُوِّنت في الكتب. فهذا مهم جداً لأولئك الذين يطلبون دائماً المزيد من العلم، لأن هؤلاء وصلوا إلى درجة من العلم فهم يطلبون علماً أرفع من مستوى علمهم. وكما يقول ربنا، {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٍ}، (يوسف، 76). فهم يطلبون مستوىً فوق مستوى علمهم، ليستزيدوا علماً ومعرفة، لأن آفاق محيطات معرفتهم تتغير، وكذلك مدارك فهمهم تتغير. فهم يطلبون العلوم الغير مدونة في الكتب والغير معروفة. لا تقل أنه يمكنك وضع حد للعلم، أبداً! العلم كالمحيط، لا يمكنك أن تصل إلى حده أو تسبر غوره! سبحان الله، سلطان الله!

أيها الناس! (أقول) لهؤلاء الناس الذين لديهم شيء من العلم ويقومون بالدعوة شرقاً وغرباً، للمؤمنين ولغير المؤمنين، وللمسلمين والمسيحيين ولليهود؟ أنا لا أذكر معهم البوذيين لأنهم ناس بسطاء.. الله الله الله الله..(أقول لهم)، نحن نطلب شيئاً لم يتكلم عنه أحد من قبل؛ شيء لم يفتح بعد، لأن العلم كنز لا ينتهي! لا تقولوا، "نحن علماء سلفيون، وفوق علمنا لا يوجد علم"! لماذا تصرّون أنكم سلفيون، وما الموضوعات التي تريدون أن تقولوها للناس؟ أكتبوه في كتاب وابعثوه لي، لعلي أتعلم شيئاً، أنا أيضاً! {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٍ}، ولكنكم توقفتم على درجة من العلم وسددتم على أنفسكم باب الاستزادة من العلم، وما لا تفهمونه مفقود، لا تقبلونه!

أيها الناس! الذين يدّعون، "نحن علماء سلفيون ونعرف الكثير من الأشياء"، رجاءً علّمونا! إن كنتم علماء سلفيين فلا تنسخوا من الكتب! إن قمتم بنسخ كل الكتب التي دُوّنت، فستصلون إلى عهد خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم. أحضروا لنا شيئاً مختلفاً، من فهمكم وعلمكم. لا يكفي  أن تضعوا العباءة على أكتافكم والحطة على رؤوسكم، وتضعوا النظارات على عيونكم، هذا لا يكفي! نحن نسألكم، إن كنتم تعرفون عن أكثر الأشياء في الإسلام يرغب بتعلمها كافة الأمم. يريدون أن يعرفوا شيئاً ولكنهم غير قادرين على التعبير عنها. هناك البلايين من البشر وهم يعرفون شيئاً، ولكن ليس لكل واحدٍ القدرة على توضيح الأمور أو التعبير عنه أو السؤال عنه،  أو تعلمه، لأن العلم عبارة عن محيطات بدون شاطئ، ومحيطات لا يمكن لأحد أن يسبر غورها أو يصل إلى قاعها!

أنتم تقولون، "نحن علماء سلفيون"، وتنبذون وراءكم ظهرياً محيطات من المعرفة. من الذي أذن لكم بأن تجعلوا الإسلام بكل عظمته وفخامته حكراً على العلماء السلفيين؟ فماذا عن الآخرين؟ هذه نقطة مهمة، ويجعلونني أتحدث عنها كل ليلة. ماذا تعنون بقولكم "نحن علماء سلفيون"؟ وأي علم تريدون إيصاله للناس؟ وكيف ستدربون الناس على الطاعة؟ أكتبوها وأحضروها إلي! إذا لم تجدوا في كتب أخرى أشياء مماثلة فسأتبعكم. هذا يعني أنه بعد خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، الإلهامات الربانية مستمرة. قولوها ولا تخافوا! وإلا يتوجب عليكم أن تتبعوا أحداً! ومن ستتبعون؟ (مولانا يقف تعظيماً لله سبحانه وتعالى)، يقول رب السموات، {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}، (التوبة، 119)، (مولانا يجلس). أخبروني الآن يا علماء السلفية وأتباعهم، أتركوا جانباً الصادقين ممن مضوا وماتوا، ولكن لا بد وأن يوجد في عصرنا رجال صادقون، لا يقومون بخداع الناس، لأن القرآن الكريم جاء ليخاطب أمة خاتم الأنبياء، صلى الله عليه وسلم (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم ومن ثم يجلس)، وليس فقط الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وإنما خطابه مستمر إلى نهاية هذه الدنيا! لماذا لا تبثون عبر الإذاعات صباحاً ومساءً، قائلين للناس، "أيها الناس! عليكم أن تكونوا مع الصادقين". فهل تجدون أحداً منهم؟ لا أعني السلاطين والملوك والوزراء، أبداً. وإنما ببساطة أسألكم، هل وجدتم أحداً من هؤلاء الرجال (الصادقين)؟ أجيبوني؛ وهذا سؤال مفتوح. قد يسمعنا جلالة الملك، وأنا بدوري قد أسأله، "لماذا لا تبحث عن الرجال الصادقين، يا جلالة الملك؟ من هو مرشدك؟ قل لنا عن اسمه وقد نتبعه نحن أيضا. إذا أنت تتبعه فنحن سنتبعه أيضاً. لماذا لا تقولون مثل هذا؟ كل ما تقولونه، "بدعة، شرك!" أتركوا هذه وأخبرونا عن (الرجال الصادقين)، لأننا لا نعرف ما هو الشرك والبدعة والحرام والكفر، ولكن الصادقين يعرفونها. أخبرونا عنهم، قد نتعلم منهم! غفر الله سبحانه وتعالى لنا.

أيها الناس! نحن على خطر، ونقف في أودية خطرة، وجُل المسؤولية في عصرنا تقع على كاهل العلماء، الذين يدّعون العلم ويقولون، "نحن علماء ودكاترة". أنا أسأل الدكاترة الذين لا حصر لهم، "ماذا يعني {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}؟ هل هذا فقط للصحابة وللتابعين وتابعي التابعين؟ ألن نحمل نحن، أية مسؤولية تجاه هذه الآية؟ ألن نفعل شيئاً بصدد هذه الآية؟ هذه هي القاعدة الحقيقية للإسلام، وهي قوة الإسلام! لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا برفقة أكثر الناس صدقاً في حضرة القدس، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (مولانا يقف تكريماً للنبي صلى الله عليه وسلم) وأُسُسهم التي بنوها تقف شامخة إلى يومنا بفخر واعتزاز!

ابن مسعود رضي الله عنه، أبو هريرة رضي الله عنه، معاذ بن جبل رضي الله عنه، سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وسيدنا عمر رضي الله عنه وسيدنا عثمان رضي الله عنه وسيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه وعليه السلام . نعم، هؤلاء كانوا حقاًّ صحابة أصدق القائلين من بين كل البرايا، الذي اسمه مكتوب على ساق العرش، "لا إله إلا الله محمد رسول الله!" (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم)،  قولوها! لماذا تخافون بالإفصاح عنها؟ أخبروني! لماذا تقولون بأن مثل هذه الأمور شرك؟ أنتم لا تفهمون أبداً ما هو الشرك! نحن لسنا مشركين، ولكن أُمرنا بأن نقدم فائق الاحترام والتبجيل لأكرم خلق الله! (مولانا يجلس). "والله على ما نقول وكيل".

يا رب اغفر لنا وارحمنا وتُب علينا، تب علينا يا تواب، تب علينا!  أصلح شأننا يا مصلح الصالحين بجاه حبيبك المصطفى وأكرم الخلق في حضرتك قدسك.

الفاتحة

أنا أعزف وقد يرقص علماء السلفية؛

دوم دوم دوم دوم .......... (يبتسم)

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

دوم دوم دوم دوم

إنني أغني، ليس فقط لغير المسلمين؛ فنحن المسلمين لدينا أيضاً شيء (من الغناء والرقص). لا تظنوا أن الرقص فقط لغير المسلمين، الغير مسلمون يعزفون ويرقصون مع السيدات. ونحن كمسلمين ليس مسموحاً لنا أن نرقص مع السيدات، لا! (مولانا يغني).

الفاتحة.

45 دقيقة؟  40 دقيقة يا سيدي. هذا يكفي لو طوّلت أكثر من هذا سيغمى عليهم من غنائي! (ضحك)


 
  3001680 visitors