شمس الشموس
  14.04.2010
 



الأنبياء جاءوا ليعلموا الناس الخير

 

سلطان الأولياء مولانا الشيخ ناظم الحقاني

14 أبريل 2010   ليفكة  قبرص

دستور يا سيدي، مدد يا سلطان الأولياء. (مولانا يقف).

لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، سيدنا ونبينا محمد حبيب الله ورسول الله! نور عرش الله. زده يا ربي عزاًّ وشرفاً ونوراً وسروراً ورضواناً وسلطاناً. (مولانا يجلس).

السلام عليكم، أيها المشاهدين! ونبدأ بـقول، "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم". يا رب، هب لنا مدداً سماوياً لنحارب الشيطان وأتباعه!

كل العلماء من الشرق إلى الغرب بما فيهم المثقفون (المتعلمون) من النصارى واليهود، أسألكم ما هي غايتنا؟ يجب أن نعلم. دستور يا سلطان الأولياء، مدد!

أيها المسيحيون واليهود، ويا علماء المسلمين، بما فيهم علماء السلفية، سؤالي لكم: ماذا تعلّمون الناس؟ كان خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم)، مهمته إرشاد الناس، كان "معلم الناس الخير". ماذا كانت مهمة المسيح عليه السلام؟ وقد كان أتباعه ينادونه بـ "المعلم". لماذا يأتي الناس إلى الأنبياء؟ من أجل التعلم ومن ثم المعرفة وبعدها الفهم والإدراك، لينهضوا إلى مهامهم وينجزوها. وما هي مهمتهم؟

هذا الخطاب موجّه للشرق والغرب وللشمال والجنوب. أنا شخص ضعيف. أنا أسأل، نيابة عن كل الأمم رجال الدين المسيحيين واليهود وكذلك أوجّه سؤالي إلى إدارة التعليم الإسلامي؛ أسألهم ماذا كان الأنبياء يعلمون الناس؟ لقد أوضح وأفصح خاتم الأنبياء عليه صلاة الله وسلامه بكلمة واحدة، "معلم الناس الخير"! (مولانا يقف تكريما للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يجلس).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ليصلّون على معلم الناس الخير"، (رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب صحيح )

هذه الجملة، "معلم الناس الخير"، تشمل كل تعاليم الأنبياء. بعث الله سبحانه وتعالى 124,000 نبياً، وكلهم دعوا أممهم بقولهم، "يا عباد الله، تعالوا إلي! تعالوا إلي! اسمعوا مني! وحاولوا أن تفهموا وتستوعبوا ما أقوله لكم! إنما بُعثت إليكم لأعلمكم الخير! ما هو عكس الخير؟ الشر! معنى هذا أن بعض الناس يتعلمون الخير ويفعلونه والبعض الآخر لا يحاولون حتى تعلمه، بل يقومون بأشر الأعمال ويتبعون كل أساليب الشر. ما هو الخير؟ على المرء أن يتعلم كل أنواع الخير، لأن الإنسان يولد لا يعرف شيئاً وإنما أبواه هما أول معلمَين له.

أيها الناس، الذين يشاهدوننا، أنظروا إلي واحفظوا هذا الأدب في عقولكم! فعندما يكبر الطفل ويبدأ بالكلام، فمن الأدب أن نجعل أول كلام ينطق به "الله، الله، الله". إنها لذروة الخير أن تعلّم الطفل أن يكون أول ما ينطق به "الله". وكما في الأثر، "من شبَّ على شيء شاب عليه"، فعندما تُعلّم الطفل الصغير أن ينطق "الله"، فإنه سيُوفق على نطقها عند وفاته، وسيكون آخر كلامه من الدنيا، "الله، الله، الله". وهكذا تجعل هذا الإنسان يبدأ مسيرة حياته وينتهي بلفظ "الله، الله"، من الله وإلى الله، "إنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ". فهل هذا باطل يا علماء السلفية!؟

"الدين النصيحة"، وهذه نصيحة، وهذا ما يجعلني أجلس وأخاطب الناس وأنصحهم. إن كنت قلت خطأ فردوا علي وقولوا، "كلامك ليس صحيحاً". فإنني أفرّغ نفسي (من الأغيار) وأجلس هنا، فيأتيني المدد السماوي، فيملؤني لأخاطب الناس وأنصحهم.

يا علماء السلفية! يوجد هنا بعض الآلات بحجم الإصبع، بإمكانها احتواء ربما عشرين ساعة من الحديث أو أكثر!؟ سبحان الله! "معلّم الناس الخير"، رسول الله صلى الله عليه وسلم! بعض الأحيان يمنحوننا أشياء هامة. وهذا مما مُنح لعامة الناس. وهناك حقائق مهمة فما هي؟  أوجّه سؤالي إلى العلماء؟

في يوم العهد والميثاق، خاطب الله سبحانه وتعالى، (مولانا يقف تعظيماً لله سبحانه وتعالى)، جل وعلا، جلّت عظمته وقدرته، سبحان الله، سلطان الله!

أيها الناس! خاطب الله سبحانه وتعالى في يوم العهد والميثاق وجودنا الحقيقي وليست هذه الأجسام، إنهما هو شيء ما وراء أرواحنا، إنها "الذرات"، وما وراء الذرات هناك حقيقة أخرى، وهذا العلم تجده عند الرجال الربانيين فقط. فقال الله سبحانه وتعالى في خطابه، "أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ"!؟ أيها البشر، هل تقبلونني رباً وخالقاً لكم؟ "قَالوُا بَلَى"، نعم، أنت ربنا وخالقنا!

 

{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالوُا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولوُا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}، (الأعراف، 172).

ما نفهمه من هذه الآية الكريمة، لا يعدوا ثلاث أو أربع كلمات. ولكن كلام الله أزلي أبدي. وعليكم أن تؤمنوا بأن من خلال هذا السؤال انجلى عدد لا يحصى من الأسرار من محيطات العلوم الخفية. قال الله سبحانه وتعالى، "أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالوُا بَلَى"، واعترفوا بربوبيته سبحانه وتعالى وبعبوديتهم له. ومن ذلك الخطاب الإلهي، انجلت محيطات من العلوم. ومن هذا الخطاب الإلهي نال الأنبياء عليهم السلام الكثير من العلوم. وأية محيطات تأتي من خلال "أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ"!؟ محيطات لا ساحل لها ولن تستطيع أن تسبر غورها!

لذلك، إياك أن تعتقد بأن الله سبحانه وتعالى خاطب كل واحد بنفس الخطاب! في الظاهر نفسه. ولكن إياك أن تعتقد بأن الخطاب الذي وجّهه للأنبياء نفس الخطاب الذي وجّهه لأتباعهم! كان هناك خطاب عام وُجّه للجميع، ولكن كل واحد أخذ من ذلك المحيط ما هو مخصص له. محيطات لا متناهية من العلم، ومن تلك المحيطات ننهل ونقول، "معلم الناس الخير". وقد بلّغ خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم هذا الحديث الشريف إلى جميع الأمم، وهو يعرف حق المعرفة معنى "الخير"، وما ينطوي فيه من معانٍ، وأنه محيط، ولسان حاله يقول، "أنا بُعثتُ لأعلّم الناس الخير". ولكن ما هو "الخير"؟ كم باباً من الخير يوجد؟ هل واحد أم اثنان أم ثلاثة أم أربعة أم خمسة أم ستة أم سبعة؟ هناك 500 بابٍ للخير عدّها خاتم الأنبياء لأمته وعلّمهم إياها. وكان خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام يعلّم أمته كل أبواب الخير ويشير إليها، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم يجلس).

وما هي أول أبواب الخير؟ أولها أن يقول، الله ربي، الله ربي، الله ربي! خلقني، رزقني، أحياني، أماتني، ثم يحييني! أول أبواب الخير أن تعرف الذي خلقك!

أيها العلماء! ماذا تقولون عندما تقفون على المنابر كل يوم جمعة؟ لماذا لا تتحدثون عن مثل هذه المواضيع؟ بعض الخطباء يستغلون المنابر للتحدث عن أمور السياسة. هذا حرام!! لا يجوز للعلماء أن يشغلوا أنفسهم بالتحدث عن أمور السياسة. أنتم فقط مفوضون بتعليم الناس الخير. تلك هي مهمتكم. فعندما تغيّرون وجهتكم وتنحازون يمنة ويسرة فستزل أقدامكم عن الصراط المستقيم. لذلك، أوجب الله سبحانه وتعالى علينا أن نقرأ {إهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ} كل يوم أربعين مرة في صلاتنا (في أربعين ركعة). وأن نسأله سبحانه وتعالى وجلت عظمته أن يهدينا إلى الصراط المستقيم، ومن زلّت قدمه عن الصراط المستقيم فقد وقع في يد الشيطان وشراكه.

لذلك، أيها الناس، ويا علماء المسلمين ويا علماء النصارى ويا علماء اليهود، عليكم أن تحدّثوا الناس بما حدّثتكم به الآن! إنه بلاغ سماوي لكافة البشر ليعرفوا العدل والخير؛ قمة الخير والعدل لهؤلاء الناس أن يتعلموها ومن ثم يطبقونها، وإلا سيسقطون إلى الهاوية، ولن يستطيعوا بعدها أن يحركوا ساكنا أو أن يفعلوا شيئاً، وسيطردون من الحضرة الإلهية يوم الحساب.

يا رجال الدين عند النصارى واليهود ويا علماءنا! عليكم أن تبلّغوا صباحاً ومساءً دعوة رب السموات، {وَذَكِّرْ}، لا تقولوا بأنكم مللتم، فأنتم بحاجة إلى التذكير، {فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}! فإنه كلما فعلتم ذلك ازداد المؤمنون قوة ونورا وفهما، وأمنوا الطريق في هذه الدنيا وفي الآخرة وستشرق وجوههم في حضرة الله سبحانه وتعالى.

أيها الناس! هذا المساء أخاطب المثقفين من الناس، وفقاً للواردات التي تأتيني من الرجال الربانيين. حافظوا عليها واسعوا للخير وأعمال الخير، وحاولوا أن تقلّصوا أعمال الشر شيئاً فشيئاً، إلى أن تتخلوا عنه نهائياً. فعندما تتركون الشر، فأنتم تتركون الشيطان. وعندما تكتمل عندكم كل أعمال الخير، فمعنى هذا أنكم اقتربتم من خاتم الأنبياء عليه صلاة الله وسلامه، غفر الله لنا بحرمة من خُلقت البرايا لأجله، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يجلس).

الفاتحة.

(مولانا الشيخ ناظم يتحدث بالهاتف مع الشيخ هشام).

الشيخ هشام: يتم ترجمة صُحَبِك على الهواء إلى 12 لغة، وقد تم حتى الآن ترجمة 300 صحبة.

مولانا الشيخ ناظم: هذه ثمرة مدد الأولياء، وهم يريدون محو الكفر وترسيخ أسس العقيدة والإيمان. وهناك حديث نبوي شريف، "من أخلص لله أربعين يوماً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه"، (رواه أحمد عن مكحول مرسلاً)، وهاهي محيطات لا متناهية تأتي.

 

 
  3001656 visitors