الله الله، الله الله، الله الله، جليل الله، جلّ جلاله.
الله الله، الله الله، الله الله، جليل الله، جلت عظمته.
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، سيدنا ونبينا ومولانا محمد رسول الله، زده يا ربي عزاً وشرفاً ونوراً وسروراً ورضواناً وسلطاناً، في مثل هذا الشهر الشريف، شهر رمضان المبارك، يا رب!
السلام عليكم يا عباد الله الصالحين، السلام عليكم يا أنبياء الله، ورحمة الله وبركاته. ونستهل بـ "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم"، (مولانا يجلس). ونخص بالتحية القطب المتصرف، قطب الزمان؛ صاحب الزمان، ليرعى جمعنا الضعيف ويشرفنا بنظرة منه. وكذلك نطلب من حضرات جميع المكرَّمين الذين نالوا تكريماً حقيقياً من السماء.
أيها الناس أطلبوا تكريماً سماوياً! لا تهدروا حياتكم الغالية سدىً ولا تنشغلوا بسفاسف الأمور وبالتشريفات الصورية. التشريفات الصورية والزائفة ستكون حملاً ثقيلاً على أكتافكم. يوم القيامة يُنادى إلى الملوك والملكات والسلاطين والإمبراطورات .."يا ملك الحجاز، يا ملك مصر، يا ملك الهند، يا ملك بخارى ويا سلاطين الدولة العثمانية قفوا للحساب!" .. نعم، الله هو الذي ألبسكم ثوب الملك والسلطنة، فأصبحتم تُعرفون، بملك الشام .. ملك الحجاز .. ملك السودان .. ملك مصر .. ملك ليبيا وملك كذا وكذا، قفوا في حضرة الله للمرافعة وللحساب!
أيها الحاضرين! كيف أصبحتم اليوم؟ لا تضيعوا أوقاتكم وأنتم تركضون خلف الأشياء التافهة! فإن تلك الأشياء التي لا قيمة لها والتي شغلتكم في الدنيا، ستكون عبئاً ثقيلاً على عاتقكم يوم القيامة. وكلما كثرت ألقابكم الصورية والزائفة التي تحملونها هنا، في هذه الدنيا، كلما ازداد حزنكم وتعاستكم يوم القيامة.
تجلسون على عروشكم بعظمة وبهاء وتحاولون أن تظهروا بمظهر الجلالة والعظمة. العظمة والجلالة ليسوا من صفات العباد، وإنما من صفات رب السموات؛ الله سبحانه وتعالى! (مولانا يقف تعظيماً لله عز وجل). أيها الملوك، قفوا جميعاً، فالعظمة والجلالة لله وحده، وليس لأحد سواه! لو كان الله سبحانه وتعالى يعطي هذه أحداً من خلقه لأعطاه لخاتم الأنبياء والمرسلين، أجلّ وأعظم خلقه سبحانه وتعالى، سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، (مولانا يجلس).
نعم، أيها الحاضرين، كونوا بسطاء! حاولوا أن تكونوا بسطاء، فالبسطاء هم السعداء في هذه الدار وغدا. ولا تنخدعوا بالتشريفات الصورية الزائفة، فكل شيء في هذه الأرض صورة لا حقيقة. فالعزيز من نال عزاً في الآخرة، والكريم من أُلبس ثوب الكرامة بأمر من الله سبحانه وتعالى، يوم يُلبون دعوته ويقفون أمامه لمقابلته سبحانه وتعالى. فكل البشر مدعوّون لهذه المقابلة، بدعوة إلهية. يقول الله سبحانه وتعالى، (مولانا يقف تعظيماً للآية الكريمة):
(مولانا يجلس). "دار السلام"، هو أول الديار التي مُنحت للعباد في الحضرة الإلهية. من وصل إليها، أُلبس بثوب الكرامة، عند بابها. ومن أُلبس بهذا الثوب دخل فيها وتقدم حتى انتهى به إلى "دار الجمال". وهناك يُخلعُ عليه ثوبٌ لم يُعطَ مثله أحدٌ من قبل. فيرحب به، ويمر فيها إلى أن يصل إلى "دار الجلال"، ومن ثم إلى "دار العظمة والجبروت"، حتى يقترب من "عالم الناسوت" إلى "عالم اللاهوت". وتلك هي نهاية المطاف التي يمكن أن يصل إليها العباد. فيُكرمون ويُثنى عليهم ويُخلع عليهم فوق خِلَعة الكرامة ثوب العزة. وماذا يوجد بعد هذا المقام؟ لا أحد يعلم! هو يعلم، ولمن أذن له أن يعلم؛ {إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ}. ومن مُنح فهماً دقيقاً وبصيرة ووصل إلى الواحد، فجعل يُردد، "يا فرد يا صمد .. يا فرد يا صمد .. يا فرد يا صمد .. يا فرد يا صمد .. أنت الفريد .. أنت الصمد.. أنت الفريد .. أنت الصمد.. أنت الفريد .. أنت الصمد .. يا رب العزة والعظمة والجبروت .. (مولانا يقف تعظيماً لرب العزة )، سبحانك!" فيُنادى، "قد قبلتك، قد قبلتك ووهبتك!" (مولانا يجلس).
تلك هي البداية ولا ينتهي أبداً. أيها الحاضرين، وأخص بالذكر أولئك الذين يدّعون أنهم "علماء"! هل لديكم إلمام ومعرفة بمثل تلك المواضيع؟ كونوا عباد الله! فعباد الله في دنو واقتراب مستمر إلى حضرة القدس. وتلك هي أعلى المقامات للبشر، وبعد أن يصل إلى ذاك المقام يوهب له عزاً سماوياً ويُستقبل بالترحاب للدخول في محيطات العظمة والمجد .. الله أكبر، (مولانا يقف)، الله أكبر .. الله أكبر ولله الحمد!
أيها الناس! لقد أُعطيتم تكريماً لا أحد يعرف كنهه إلا خاتم الأنبياء والمرسلين، خليفة رب السموات الحقيقي، سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم. فماذا تفعلون أنتم أيها البشر؟ "نحن المتأخرون، نقف خلف إمامنا!" .. وا شرفاه! الله الله! .. ومن اشتم عبق السماء لا ينظر إلى ما سوى الله، أبداً! .. وما سواه، كلهم جميعاً كالذرة! فكيف يرغب هؤلاء بهذه الحياة الدنيا الدنيئة؟ فهذه الحياة الدنيا هي أدنى الديار مرتبة، وهي دار ترقّ؛ يترقى فيها إلى أعلى الدرجات .. أعلى .. أعلى .. أعلى .. أعلى .. والعلي هو اسم من أسماء الله الحسنى وهو بمعنى العلو (أي المتعالي بذاته عن الأشباه والأنداد). كلما ارتقوا كلما دنوا إلى ما لا نهاية لها من محيطات الجمال ومحيطات المجد ومحيطات الجلالة ومحيطات الملك العظيمة التي تخص الخلائق أجمعين، التي لا يُعرف لها بداية ولا نهاية. خلق مستمر من الأزل إلى الأبد .. إلى الحياة الخالدة .. الحياة السرمدية .. الحياة الأبدية .. فهؤلاء يطلبون الحياة الأبدية ولا ينظرون إلى هذه الدنيا الدنيئة القذرة، التي امتلأت بقاذورات عملاء الشيطان الجاهلين. لا أحد منهم يرغب فيها أو يفكر بها.
أيها الناس! قد تنقسمون إلى طبقات ومراتب مختلفة تبعاً لمعتقداتهم وثقافاتكم، ولكن اعلموا أن تلك الطبقات والمراتب لا قيمة لها! .. وهم يغرفون لنا من الوحي السماوي، وما يُؤذن لنا بتبليغه إلا قطرة صغيرة من تلك المحيطات اللا متناهية، تنعش قلبنا. الناس في عصرنا، هم عبيد للمادة، ويحسبون أنهم سيحصلون على راحة البال عن طريق المادة. لن يحصل الناس على راحة بال عن طريق الماديات، أبداً! ولكن الناس يركضون خلف الماديات ويحسبون أن راحة البال مرتبطة بكثرة الجمع للمجوهرات والذهب والأحجار الكريمة. بل والعكس صحيح!
لذلك، يذكّرون الناس يومياً بقولهم، "أيها الناس، لا تركضوا خلف الدنيا، ولا خلف ذهبها أو مجوهراتها! فإنكم إن لم تنفقوها من أجل رب السموات، فإنها ستكون حسرةً ووبالاً عليكم وعبئاً ثقيلاً على أكتافكم يوم القيامة". كونوا خالصين لله! (مولانا يقف)، حاولوا أن تكونوا فقط لله، يا علماء السلفية! (مولانا يجلس). ولكن الناس يسخّرون أنفسهم لمطيتهم؛ نفوسهم ويعيشون من أجلها. والشيطان ينفخ في عقولهم ويلعب بأفكارهم حتى لا يجدوا سبيلاً للوصول إلى حل للأزمات والمشاكل. لا يوجد حل مادي، تلك هي الحقيقة! بالماديات لا تنحل الأمور وإنما تتعقد أكثر ويصعب حلها بعد ذلك! وإذا لم يوجد الحلول، فإن الأمور ستتعقد أكثر فأكثر، فتنعدم الراحة والسعادة والرضا، لأولئك الذين ليس لهم شأن إلا بالماديات.
أيها الناس! نحن في شهر فضيل ومبارك، فاستغلوه بطاعة ربكم ومرضاته، وأنفقوا لوجهه سبحانه وتعالى على عباده. فالله سبحانه وتعالى قادر على أن يرزق عباده، وإذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يمطر ذهباً أو قِطَعاً من النقود. فهو "القادر المقتدر"! .. قادر على كل شيء! ولكن الله سبحانه وتعالى يحب من الناس الذين يركضون خلف المتع المادية، أن ينفقوا لوجهه تعالى بدلاً من كنز المجوهرات والذهب؛ "يا عبادي أنفقوا لوجهي .. أنفقوا .. أنفقوا!" أين أنتم يا ملوك العرب والأمراء ويا أغنياء العرب؟ لماذا لا تنفقون لوجه الله تعالى؟ تحتفظون بأموالكم في خزائن البنوك! .. فكروا في الأمر، ولا تقولوا، "الشيخ يطلب مالاً، أبداً!" فكل ليلة تمطر علي بالنقود، وأنا أستخدمها! .. ولكنكم لا تستخدمون ما وهبكم الله إياه .. تعرفون .. يفتح الرجل حانوته في الصباح الباكر إلى المساء .. يجمع المال، ثم يتركه هناك وربما لن يرجع غداً إلى ما جمع به من مال، بل يتركه ويرحل. لذلك، أوصي جميع الناس مثيري الشفقة، الذين يركضون خلف الذهب والكنوز والأحجار الكريمة وصية مقدسة: "أعطوا وخذوا"! أعطوا حفنة من المال وخذوا من خزائن الله سبحانه وتعالى التي لا تنتهي إلى الأبد! .. اللهم اغفر الله لنا وارزقنا فهماً صافياً! ..
لا تتخاصموا ولا يحارب بعضكم بعضاً وإنما حاربوا الشر والشيطان! .. تلك هي مهمتنا؛ أن نحارب الشر والشيطان. كلمتان تنطويان على معان كبيرة .. أيها الناس، حاربوا الشر والشيطان، وإلا لا عزة لكم في هذه الحياة الدنيا ولا في الآخرة! إن الله سبحانه وتعالى أعلن الحرب على الشر والشيطان، وهذا ملخّص ما بُعث به الأنبياء والمرسلين. غفر الله لنا ولكم. إن كان في قولنا خطأ، فالله أعلم به، وهو أعلم بنياتنا. نسأل الله المغفرة في هذا الشهر المبارك بحرمة خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف ثم يجلس).
الفاتحة.
(40 دقيقة و 844 مشاهد)، عدد المشاهدين في تزايد، بورك فيهم! .. يحاولون دفع الشيطان وعملائه عن أنفسهم. ونبشركم بأن الوقت قد انتهى، وسيُقضى على الشيطان وشره. لذا، كونوا ضد الشيطان وضد الشر.
3107440 visitors
الشيخ محمد عادل الرباني
طريقتنا إحترام الكل
( الشيخ ناظم الحقاني ( ق
طريقتنا الصحبة والخير في الجمعية ـ طريقتنا تحمل الاضداد
( الشيخ عبدالله الدغستاني ( ق
أجَلُّ الكَرامات دَوامُ التَّوفيق طريقتنا تحمل الاضداد