شمس الشموس
  23.02.2010
 




اطلبوا العلم الرباني  من الله تعالى 

لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله سيدنا ومولانا محمد رسول الله حبيب الله نور عرش الله.اللهم زده عزا وشرفا نورا وسرورا رضوانا وسلطانا.ثم السلام عليك يا صاحب الوقت السلام عليك يا قطب المتصرف.

السلام عليكم أيها الحاضرون بمجلسنا المتواضع هذا. إسألوا الله المغفرة نعم يجب علينا أن نسأل المغفرة دائما. مرحبا  بكم في الدنيا والآخرة يا من تمنحون يوميا من بركات الله اللامتناهية. أنتم الذين تأتون الى هنا تحضرون هذا المجلس والذين يشاهدون طالبين شيئا بسيطا من المعرفة الله يباركهم يوميا . أما الذين يرفضون " الإستماع والمشاهدة" فإنهم  محرومون وخاسرون.

أنا لست شكسبير انكليزيتي  أي لغتي الإنكليزية بسيطة جدا, حيث يقول المثل " يجب على المستمع ان يكون أمهر من المتكلم". فعليكم  أن تستعملوا فهمكم واستيعابكم لفهم ما نقول فإن من يأتينا فارغا  يعود ممتلئا. لا تفكروا بأي شيء فقط كونوا مستمعين.

يا علماء السلفية أنتم تدّعون بأنكم تعرفون أشياء كثيرة وربما أيضا "كل شيء" تعطون الأجوبة لكن من يسألكم؟ أما أنا أقول لكم أن رب السموات هو الذي يجعلني أتكلم فتقبلوا قولي هذا او ارفضوه. واعلموا ان الله سيحاسب ويحكم بين عباده يوم الحساب.وعندما يسأل عن شيء يخرس صاحبه وتنطق أعضاءه فتتكلم الأيدي وتشهد على صاحبها وتتكلم الأرجل وتفشي أسرار طرقه التي اتبعها. فيستغرب الانسان ويسأل الله عزّ وجلّ عن مصدر علمها هذا فيقول الله تعالى  في القرآن الكريم {أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء} صدق الله العلي العظيم.هل تؤمنون بذلك  يا علماء السلفية؟ إذن لماذا تعترضوا عليّ عندما أقول "أنطقني الله" وجعلني أتكلم.

"السلف" ما معنى السلف؟ السلف هم الذين مضوا وذهبوا. فلا تطلقوا على أنفسكم إسم علماء السلف (يعني الذين يتبعون العلماء الذين مضوا) بل سمّوا أنفسكم (حاضر) لا تدعوا أنكم تابعين لهؤلاء العلماء ولكن حاولوا ان تتبعوا علومهم ومعرفتهم.سأدعوكم إبتداء من اليوم بعلماء الحاضر فربما تتذكرون( الحضرة) او (حضرة الموت) أي الموت الذي يأتي بعد الحضرة فلا تسموا أنفسكم بعلماء السلف الذين سافروا للآخرة.اولئك قد مضوا ولكن أنتم ما زلتم هنا بعد لذلك عليكم أن تقولوا نحن علماء الحاضر وليس علماء السلف.  وها أنا أقف أمامكم وأسألكم في أي مرتبة أنتم؟ علينا ان ننظر إلى فهمكم لأن مراتب الفهم لا متناهية. في أي درجة أنتم؟ عليكم أن تعرفوا. لا تغضبوا وتشتموني فأنا محفوظ محميّ بلا حول ولا قوّة الا بالله العلي العظيم.

أيها الحاضرون بما فيهم العلماء الحاضريين.مرحبا هذا فهم جديد الآن عليكم أن تحفظوه وعليكم أن تفهموا وتعرفوا لأن مراتب العلم تمضي دائما إلى الأعلى. علماء السلف قد وصلوا إلى مراتبهم. هل تظنون أنه لا مرتبة بعد مراتبهم؟هل هي المنتهى؟ هل هي آخر مرتبة؟ هذا أيضا إعتقاد خاطئ عندكم. العلماء السلفيين وصلوا إلى مرتبة لكن مراتب العلم ليست مغلقة.لا بل مفتوحة. فاسعوا لترتقوا فإن الإرتقاء لا نهاية له ولا منتهى. كلما ارتقيتم الى درجة ظهرت درجة أخرى فوقها.فاستمعوا الى هذا الحديث وحاولوا أن تترقوا فيه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا". هذا بحر من بحور المعرفة والعلم.هذا محيط لا حد له.الحديث النبوي يعطي معاني لا حد لها. ربما فهمنا منه ثلاث كلمات الى العشرة.لكن الرسول أعطي منزلة خاصة ودرجة خاصة في العلم. ولهذا كانت أحاديثه متعددة التفسير والفهم. فإذا حصل وفهمتم من الحديث شيء لا تقولوا هذا هو مضمونه وهذا التفسير هو النهائي. فإن للحديث النبوي آفاق وآفاق. كلما ارتقيت الى أفق منها فتح الله لك أفقا آخرا. فلا تحددوها بل اسألوا الله تعالى أن يفتح عليكم ويزيدكم علما واسعا وآفاقا جديدة غير محدودة لا متناهية!

لماذا لا تطلبون الوصول إلى محيطات العلم اللامتناهية؟ لماذا لا تطلبون الترقي إلى مراتب الفهم اللامتناهية؟ بإمكانكم الترقي إلى فوق.الأفق مفتوح أمامكم.سَل تُعطى.يا حبيبي سَل تُعطى.لماذا لا تقولون نحن أتباع خاتم الرسل وبدلا من ذلك تقولون نحن أتباع العلماء السلفيين؟ وخاتم الرسل يقول لجعل الناس يفهمون.العلم والفهم منحة عظيمة من رب السماوات. عليك أن تطلب منهم علما وفهما جديدا.لا نهاية لمراتب العلم. العلم ليس ببحيرة ولكنه محيط شاسع واسع لا شاطئ  له ولا قعر ففكروا وتفكروا في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا: "لا بورك لي في صبيحة لم أزدد فيها علما"

 والرسول صلى الله عليه وسلم يحثّ أمتّه على التعلم يوميا والارتقاء بالعلم من درجة الى أخرى حتى لا تكون أيامهم بلا بركة. أنا لا ادّعي أني أعرف لكني أقول لكم فقط ما يضعونه في قلبي.أخاطبكم به خطابا من القلب الى القلب. من القلب إلى القلب سبيلا. كيف سنصل الى الحبيب بدون صلة "رابطة" ربما كان الواحد منكم في الشرق وحبيبه في الغرب ولكن القلب يجد الطريق "من القلب الى القلب." ومن الحبيب إليكم هنالك طريق من الحب.

أيها العلماء لا تظنوا أن هناك محيط واحد بل هناك محيطات من المعرفة والعلم والفهم. ولكل منّا طاقة خاصة به وقابلية تساعده على الاستيعاب وتقبل ما كتب له والغوص في محيطات الله الواسعة ليحصل منها على أنواع متعددة ومتنوعة من الغبطة والسرور ويزيده الله منها.وكل محيط يعطيه سعادة مختلفة.وأنوارا أخرى.  كلما سأله الواحد منّا :"هل من مزيد", يجيب نعم ولدينا مزيد.لن تقول أبدا يكفي. لا.لا.الإنسان الذي يمثّل رب السماوات على الأرض لا أحد يعلم ما مُنح لنا من رب العرش العظيم.محيطات لا متناهية.سعادة لا متناهية. سلام لا حد له.أنوار لا منتهى لها تصل إليكم. وغبطتنا لا تتوقف بنا فقط على الشاطئ. بل تدخلنا الى المحيط الذي ينادي علينا تعالوا,تعالوا فندخل ونسبح في هذه المحيطات نأخذ منها ما يزيدنا بها رغبة.

وهذه المحيطات الربانية ليست مثل المحيطات العادية التي تلفظ من يغرق فيها إنما هي محيطات تفيض على من يغوص فيها. وكلما غصنا للأعمق حصلنا على لذة أكبر وعلى رضى ومتعة لا نهاية ولا حدود لهما وما علينا من خطر هناك في تلك المحيطات القدسية.بقدر ما تتعمق فيها تزداد سعادة ومتعة ولهذا اطلبوا المزيد من هذه المحيطات ولا تتوقفوا على ما حصلتم عليه من علم وراثي لأن المعرفة لا تتوقف وإنما هي مستمرة دائمة الاستمرار.هذا كله من نعمة الله علينا. هذه رحمة سماوية لا حد ولا نهاية لها أبدا.لذلك حين تدخل في محيط سماوي كهذا فإنك تدخل  صفرا ثم تتحول الى واحد واثنان وثلاثة. حجمك يصبح أكثر سعة وستكون أكبر وأكبر وأكبر ولكن مهما كنت كبيرا لن تصل إلى كل المحيط  لن تكون مثل المحيط في ضخامته وكبره ولكنك ستكون مسرورا وسعيدا جدا.

سبحانك يا الله اغفر لنا ونعود ونقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .أيها الناس فرّوا واهربوا من الشيطان ومن العلم الشيطاني إنه ليس علما . سبحان الله العظيم. ا  الملائكة لا حاجة لها للطعام او الشراب الأكل والشرب خاص بالبشر لتعليمهم أن من يتصل بالعالم المادي تظل قيمته مادية التي هي محدودة ومطوقة.أما من يتصل بالعوالم السماوية وكائناتها فإن اتصاله سيكون فضائي بلا حد ولا حصر, متسع وغير مطوّق.

وفي هذه الحالة إذا طلبتم من العلم الرباني فإنكم ستأخذون وتحصلون على هذه العلوم ولكنكم لن تكتفوا وتشبعوا ولن تشبعوا منها ابدا ستطلبون دوما المزيد.وستحصلون دوما على المزيد لأن قابليتكم لاستيعاب المزيد ستكون قابلية مفتوحة لا حدّ لها بل تكبر وتتسع باستمرار ولن يكون هناك نقطة تصل عندها وتقف بل بمعونة الحضرة الإلهية ستكون هذه القابلية أزلية أبدية تصل بكم الى أعلى مقامات التجلي الممنوحة لكم من رب السموات عزّ وجلّ.وهذه سعادة ومسرّة.هذا تجلي لرب السماوات.  

هو الذي يمنح ويهب لنا من محيطات تتسع باتساع مطالب العبد الحقيقية وكلما كانت مطالبه حقيقية فإن المحيط سيتسع ويمتلأ بالسعادة والسرور وكلما تعمقنا وتعمقنا بالدخول تزداد هذه السعادة اتساعا. ومثل هذه العلامات  " الدالة على هذا التجلي " لا يحصل عليها الا القليل  من الناس الذين ينتمون للسماء والذين هم دائمي الاتصال بالكائنات السماوية.الذي هم في رابطة مع السماويين. هؤلاء الناس هم أصحاب القابلية والطاقة التي لا تضمحل ولكنها دائمة الاتساع. وعلامتهم أنهم دائمي السرور والغبطة والفرح والسعادة.

أستغفر الله نحن نريد أن نأتي بشيء " من هذا التجلي" ولكن الله يعطي فقط بالقدر الذي منحه لنا وخصّنا به عن طريق سيد الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ولذا نسأل الله بحرمة هذه الليلة المباركة وبحرمة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم أن يفتح لكم المدخل لحقيقة  بسم الله الرحمن الرحيم للمحيط الحقيقي لبسم الله الرحمن الرحيم. افتح لنا يا رب هذه البوابة واجعل بركاتها تسري إلينا . الله أكبر. أربع أنهر تجري وتنبع وتتدفق من البسملة وقد أخبرني أحد الأولياء بأنه اذا أردنا سماع هدير هذه الأنهر الأربعة ما علينا الّا أن نضع أكفنا على أذنينا ونستمع . ومن لا يستطيع الاستماع فإنه منافق. إلى الآن يكفي . الفاتحة.

 

 
  3011801 visitors