شمس الشموس
  4 -
 

4

أهمية تحمّل المشقّقات

قال شيخنا الكبير عن التجارب : إنّها تأتي دائما جديدة ، وعلى المريد أن يكون مستعدا ومتيقظا إلى أن يصبح إيمانه حقيقي . كلّ منّا بقدرته أن يحسّن مرتبته . وكلّ من هو تحت سيطرة "أناه " سيمتحن بهذا الذي تكرهه نفسه . سيمتحن في كلّ شيء ، بعائلته ، بأصدقائه ، بعمله ، بجيرانه . إنّ طريق العلو في المنازل لا يكون إلاّ بالصبر . ولا يوجد هناك تطوّر سريع . على الإنسان أن لا يعترض على أيّ شيء يأتي أو يدور من حوله . هذا دليل التقدّم ، تحمّل جميع الناس المزعجة من حولك . ليس من المهمّ أن تطير في السماء أو تمشي على سطح الماء أو يراك الناس في أماكن مختلفة ، أو أن ترى أحلام جميلة . المهمّ في طريقتنا أن نتمتّع بالصبر وأنّ نحارب كلّ موجة من الشرّ مثل الجبل أمام العاصفة ، أي أن لا تدفع إلى الوراء . هذا هو التطوّر . أو أن تكون كالمحيط الذي لا يتلّوث من الأنهار الملوّثة الذي تصبّ فيه . إنّ الناس اللذين يتمتّعون بقدرات خارقة بإستطاعتهم أن يطيروا لكن ممكن أن يخسروا إيمانهم لاحقا عندما يغريهم الشيطان . يجب أن يكون بقدرتنا تحمّل كلّ أذى يأتي من حولنا . يقول شيخنا الكبير بأنّه علينا أن نتنبّه لكلّ شيء مناقض لما نحبه وأن نكون حاضرين لتحمّله . هذه هي درجة الإيمان الحقيقي . الشيخ ينظر إلى مريده ثلاث مرّات في اليوم . لكن هذه النظرات ليس ليعطيه شيئا ليمتّعه فيه ولكن ينظر إليه ليرسل له شيئا لن يعجبه أبدا . هل أنت صابر أم تستسلم ؟ إذا كنت صبورا يعطي قلبك الشعور بالإرتياح ويأتي ضوء إلى عينك الحقيقية ومصدره الإيمان الحقيقي . في كلّ فرصة ممكن أن تتقدّم أو تتراجع . وهذا الوقت بالذات مليء بالأشياء الغير محبوبة . إنّه وقت مليء بالشر والشياطين . يقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم بأنّ المحافظة على الدين في هذا الوقت أصعب من إبقاء قطعة من الجمر في اليد . علينا أن نكون صبورين . إنّ الله عزّ وجلّ يعطي اللذين يتحمّلوا جميع هذه الأشياء الغير جيّدة مكافآت لا نهاية لها . إنّها طريق الإيمان الحقيقي , كطريق الأنبياء والأولياء الذين يتحمّلون سوء معاملة الناس .

 
  3014016 visitors