شمس الشموس
  22.10.2009
 

بسم الله الرحمان الرحيم

إنهم الذين لا يطلبون معرفة الحقيقة

 

صحبة مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني سلطان الأولياء

 

أيها المستمعين الكرام الذين يعطون وقتهم للاستماع. السلامُ عليكم. إنكم لا تصغون إليّ. أنا لا أعرف شيئاً. أنا عبد عاجز ما يمنحني سيدي ويأمرني بالتكلم به إليكم أقوله لكم. أنا لا أتوقع منكم أي مقابل مادي. الذي وهبني إياه ربي فوق الكفاية. فما الذي اطلبه من البشر ماذا بإمكانهم أن يعطوني. إذا أراد ربي أن يعطيني شيئاً فربما أحدكم يحضره لي وفق أمره.             أيها الناس: السلام عليكم.

احذروا أنا لا أمزح هنا. لا. هذا ليس مكاناً للمزاح. هذه الدنيا ليست مكاناً لِلّهو. لا. علينا أن نكون جَدّيين وأن نأخذ كل شيء بجدّية وإلاّ فإننا نخسر دنيا وآخرة.

أيها الناس. من خلال سيدي الذي هو سيد العالم (قد مُنِحَ له العالم) لأنه يجب أن يكون هنالك واحداً مسؤولاً مُعيّنا من مركز سماوي ليرعى هذا العالم ويحكمه.

عليه أن ينظر هذا العالم وعليه أن يقوم بمهمته وفق الأوامر العليا لرب السموات جلَّ وعلا. حين يأمر الله تعالى أمراً فإنه يكون ملائماً لوجودنا. إنه لا يلقي عبأً ثقيلاً على عبده. أوامره نورانية، أوامره سهلة، أوامره نافعة. كل الأوامر السماوية تجعل الناس أقوياء تمدّهم بالقوة. لذلك إذا لبّس الله تعالى السيادة لواحد (أي شخص واحد) في هذا العالم فإنه قد يفعل كل شيء وفق أوامر الله تعالى. وتنظر وترى فضاءً فلكياً كبيراً وهذا الكوكب يسبح فيه كسفينة وسط المحيط.  وتفكر كيف يمكن لشخص واحد أن يحكمه؟ يُمكن. مثل أن شخصاً واحداً هو ربان السفينة يقود السفينة بمفرده. وهذا الإنسان يُرى إلى جانب سفينتهِ كإصبع.

عندما يُلبّس الله تعالى سيادة على هذا العالم فهذا يكفي. عندها يقول ذلك العبد أنا جاهز لفعل ما تريد يا ربي. وِفقَ أَمرك قد أُحرّك هذا الكوكب في اتجاهات مختلفة (مثل السفينة) هذا ليس صعباً عَليّ.

الله الله. سبحان الله. سلطان الله. ما أعظم شأنك يا رب. وأنا أقول ما يرسل إليَّ سيدي من السماء وأتكلم به. وخطابي سيؤثر على الأرواح والأجساد.

إذا كان ذلك الشخص اهتمامه عالياً فإنه يثمر نتائجَ جيدة يعطي تأييداً سماوياً كما وتأتي أنوار سماوية إلى قلبه وهذه الأنوار تكشف وتُري هذا الشخص من الشرق إلى الغرب من الأرض إلى السماء. أنوار قوية جداً. (كشف/ فتح).

إذا كان منظاراً فلكياً تديرهُ في الفضاء فيُريك الكواكب والنجوم البعيدة وما في الجو. فكيف بصاحب مقام سماوي قد مُنِحَ قوة سماوية لِيُري الناس الحق من الباطل ليريهم الصواب والخطأ.

لذلك نحتاج إلى ذلك المرشد/السيد. بدون الإرشاد لن تصل إلى شيء. أنا عبد بسيط لا أعرف شيئاً ولكنهم يأمرونني بأن أخاطب الناس. وأنا لا أفكر هل بإمكاني القيام بذلك أم لا. لأن هذه ليست قدرتي. أن يخاطب واحد من العوام كل العالم فإن هذا أمراً صعباً. ولكن أنا هنا فقط لأترجم لكم ما يرسلونه إليّ أنقلهُ إليكم. لذلك لا أحمل أي عبأ وأنا لا أقلق فيما سأقوله اليوم. لكن الشيطان يقول: انتهى ما تعرفه.. إذا لم ينتهِ اليوم سينتهي غداً.. لماذا تجلس وتخاطب الناس.

وأنا أقول: أخرج من هنا. أنا فقط حنفيّة لو سالت قطرات منها يكفي قطرة واحدة تملأ العالم كله. أحياناً خطاب واحد يكفي ولكن المتعطشين لمعرفة الحقيقة- حقيقة الخلق. فبإمكاني أن أعطيهم ببطء ولذلك أجلس هنا كما يجلس أي شخص في جمعٍ أو حَشْد وأتكلم.

قد أقول للبابا أنت قد تتكلم يوميا. أو قد أقول لذلك الحاخام تكلّم يوميا. أو قد أقول للديميلالا (رئيس البوذية) تكلم وقل ما تعرفه تكلّم يوميا. لأن الناس يريدون شخصاً ليعلمّهم. قد يكونون فقط قِلّة ولكننا نعطيهم على قدر تعطشّهم لمعرفة الحقيقة. لذلك أيها المستمعين إذا لم يعجبكم كلامي فتعالوا وتكلموا بالنيابة عني. أنا لا أغضب إذا غضب أحدٌ مني.

ولكني لا أحب للناس الذين يتوقون إلى الحقيقة أن يرفضوا ويعترضوا على ما أقوله. لأن قلبي موصول بالسماء. بالمراكز الربانية. وما أقوله هو فقط ما يرسلونه إلى قلبي من المراكز السماوية. عليكم أن تسمعوا وتصغوا كما يأمركم الله.

الناس في هذا العالم يُصنَّفون في فئتين. الفئة الأولى . أذكياء وهم قلة. والثانية: أغبياء وهم لا عد ولا حصر لهم. ومن هم هؤلاء؟ إنهم الذين لا يطلبون معرفة الحقيقة. ولكن الأذكياء (أُولُو الْأَلْبَابِ) هم مُنّورين.

ولكن معظم الناس أغبياء غافلين. وهنالك هوية لتعريفهم مكتوب عليها: هذا محامي أو مهندس. أو عامل نظافة أو طبيب. إذا نظروا إلى هويتهم يعرفونهم. الآن الناس هم : أذكياء وأغبياء. أغبياء أي حمقى. والحمقى هم زبالة. لا قيمة لهم. أنظر في أي جانب تحب أن تكون. أي جانب يعطيك الشرف دنيا وآخرة. انظر أنت بنفسك إذا كنت ذكياً عليك أن تنصت. والأذكياء ينصتون ويهتمون ويحفظون ثم يطبقون ما عرفوه. يعملون بما سمعوه.

ولكن الأغبياء كل همّهم الأكل والشرب والجماع. همّهم بطنهم وفرجهم. هم في مستوى الحيوانات. ليس نفس المستوى بل مستواهم أقل. مستوى الحيوانات أعلى منهم.

(إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ)

لذلك أيها المستمعين. لا نأتي إلى هنا لأظهر نفسي. لا. علينا أن نكون مخلصين. الإخلاص هو أكثر شيء مقبول في الحضرة السماوية ويرفعك دوماً إلى الأعلى. الذين هم ليسوا مخلصين فإنهم منافقين وسيسقطون إلى الأسفل.

إذا أعطيتَ وقتاً للإصغاء إلى ما يأتي من السماء يمكنك أن تحصل على الشرف والرفعة. إذا أعطيتَ وقتاً للإصغاء (أي إلى الصحبة) فإن رب السموات يأمر الملائكة: لبّسوهم لباس الشرف والرفعة. لبّسوهم أنواراً سماوية.

وهذا هو الشرف الحقيقي. الشرف الحقيقي هو الذي يلبّسك إياه من في السماء. وليس من في الأرض. لأن الناس قد ينظرون إلى ملابسك ويقولون هذا مُشّرف. خصوصاً الناس الأغنياء من الطبقة العليا الذين ورثوا ثوباً فاخراً من ملك أو ملكة. إذا كان شرفك ومكانتك مرتبطة بثيابك، فإذا اتسخَّ ثوبك اتسخَّ شرفك ومكانتك.

نحن نحاول أن نُعلّم الناس أن شرفهم لن تجده في الأرض. لا. إنه يأتي من السماء. أليس صحيحاً ما نقوله أيها البابا. أيها الحاخامات. ماذا تقولون؟

إنهم يقولون: نعم سيدي. لا أحد بإمكانه أن يقول أن لباس الشرف يأتي من الأرض. لا. إنه يأتي من السماء.

نحن نسأل السعادة لكل واحد في هذه الدنيا وفي ما وراءها. في الحياة الأبدية أن يصل إلى السلام والسعادة والأنوار اللامتناهية في الحضرة السماوية. 

أيها الناس أعطوا من وقتكم (للاستماع للصحبة). لا تقولوا هذا يكفي. عندما تزرعون نبتة عليكم أن تسقوها كل يوم. وكذلك عليكم أن تسقوا قلوبكم بماء سماوي كل يوم حتى ينمو الإيمان فيها.

أيها الناس إنه ليس كلاماً عادياً ما أقوله لكم. وأنا مُعَيَّن من السماء لمخاطبتكم. ليغفر لنا الله وشكراً لاستماعكم. أنا لا أسألكم شيئاً ولا جاها لنفسي ولا شيء لهذه الحياة. أنا اطلب فقط وجه الله. ليغفر لنا الله ويجعل طريقنا وفق أوامره السماوية ويعطينا رضىً وسعادة وأنواراً إلى الأبد. الله هو العظيم وحبيبه المُعظَّم صلى الله عليه وسلم وكل الأنبياء يعظّمونه ويمجدونه دُم دُم دُم دُم   دُم دُم دُم دُم. دعنا نصغي إلى الأنشودة السماوية. إلى ترانيم الملائكة. في الحضرة. يا ملائكة ربي.. كل التعظيم لك وحدك يا ربنا امنحنا رضاك امنحنا شرفاً ورفعة من كرمك يا ربنا واغفر لنا. فاتحة.

 
  3014351 visitors